بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...
قال تعالى " ولينصرن الله من ينصره "
هذه الآية تشع منها القدرة الإلهية لتساند جند الله في كل زمان ومكان .
إن النصر كلمة تعشقها النفوس , وتسعى لها جميع الأمم , وتتطلع لها كل الدول , وهي غاية تختلف الأمم في الوسائل التي تتحقق بها , وإن اتفقت في جملة منها , لكن ثمة معنى شريف يلفت إليه القرآن أتباعه .. لترسيخ سبب من الأسباب التي لا يجوز أن تغيب عن أذهان المؤمنين وهم يقاتلون أعداؤهم , أو ربما استعجلوا بقطف ثمرة النصر , ونسيان أسباب تثبيته .
تأتي هذه الآية لتقول لأهل القرآن : إن حقيقة النصر إنما هي " بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ونصرة رسله وأتباعهم , ونصرة دينه وجهاد أعدائه وقهرهم حتى تكون كلمته جل وعلا هي العليا , وكلمة أعدائه هي السفلى "
يقول الله تعالى :" ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز* الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور "
وما نصر دين الله بأعظم من إظهار هذه الشعائر العظيمة :
- الصلاة : التي هي الصلة بين العباد وربهم , وبها يستمدون قوتهم الحسية والمعنوية , وراحتهم النفسية .
- إيتاء الزكاة : " فأدوا حق المال , وانتصروا على شح النفس , وتطهروا من الحرص , وغلبوا وسوسة الشيطان ,وسدوا خلة الجماعة ,وكفلوا الضعاف فيها والمحاويج , وحققوا لها صفة الجسم الحي " .
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وفيه إصلاح لغيرهم ,فالناس مابين جاهل أو غافل , فهؤلاء يؤمرون بالخير ويذكرون به , أو عاص ومعاند , فهؤلاء ينهون عن المنكر .
والسؤال : أين النصر اليوم عن المسلمين ؟ المسلمون في بلدان كثيرة مضطهدون , مهزومون , يعيشون ضعفا ويذوقون عجزا ؟
يقول الأمام ابن تيمية رحمه الله مشخصاً الداء ومبيناً الدواء :
" إذا كان في المسلمين ضعف , وكان العدو مستظهراً عليهم .. كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم – إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطناً وظاهراً وإما بعدوانهم يتعدى الحدود باطناً وظاهراً "
وأخيراً : على المؤمن أن لا يقنط من رحمة الله.. ولا ييأس من روح الله .. ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة , بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب , الكريم الوهاب ...
اللهم اعن أخواننا على نصرة دينك ... وانصرهم على أعدائك يا أرحم الراحمين
اللهم آمين ...
بوركتم ....
الروابط المفضلة