(6)
يا مطرودا احذر أن تفارق عتبة بابهم
يا مرميا بالبعاد إياك أن تبعد عن جنابهم
يا مهجورا ابك وترام عليهم
يا متوعدا بالعقاب لا تهرب منهم إلا إليهم
في حديث جابر المرفوع إن العبد ليدعو الله وهو عليه غضبان فيعرض عنه فلا يزال يدعوه حتى يقول الله عز و جل للملائكة إن عبدي قد أبى أن يدعو غيري فقد استجبت له . [إسناده ضعيف]
( كان رجل من أصحاب ذي النون يطوف في السكك يبكي وينادي : أين قلبي أين قلبي من وجد قلبي؟! فدخل يوما بعض السكك فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه ثم أخرجته من الدار فأغلقت دونه فجعل الصبي يلتفت يمينا وشمالا ولا يدري أين يذهب ولا أين يقصد فرجع إلى باب الدار فوضع رأسه على عتبته فنام فلما استيقظ جعل يبكي ويقول يا أماه من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك ومن يدنيني من نفسه إذا طردتيني ومن الذي يؤويني بعد أن غضبت علي .
فرحمته أمه فقامت فنظرت من خلل الباب فوجدت ولدها تجري الدموع على خده متمعكا في التراب ففتحت الباب وأخذته حتى وضعته في حجرها وجعلت تقبله وتقول : يا قرة عيني وعزيز نفسي أنت الذي حملتني على نفسك وأنت الذي تعرضت لما حل بك لو كنت أطعتني لم يكن مني مكروها . فتواجد الرجل ثم قام وصاح وقال قد وجدت قلبي قد وجدت قلبي ) هكذا ينبغي أن يكون حال العبد مع ربه .
إذا هجروا عزا وصلنا تذللا ** وإن بعدوا يأسا قربنا تعللا
وإن أغلقوا بالهجر أبواب وصلهم ** وقالوا ابعدوا عنا طلبنا التوصلا
وقفنا على أبوابهم نطلب الرضى ** على الترب عفرنا الخدود تذللا
أشرنا بتسليم وإن بعد المدى ** إليهم وكلفنا الرياح التحملا
الطريق إلى الربانية منهجا وسلوكا / مجدي الهلالي (وهو كتاب رائع وليس بطويل)
وقد نقلها الكاتب من (شرح حديث لبيك اللهم لبيك لابن رجب الحنبلي) وأظن مغزى القصة واضحا في فقه التعامل مع ربنا جل وعلا .. والله المستعان .
الروابط المفضلة