انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: الصبر والمصابرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الموقع
    مااضيق العيش لولا فسحة الامل
    الردود
    174
    الجنس
    أنثى

    gift الصبر والمصابرة

    قال - رحمه الله -: "وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى، وإن أمضَّ وأرمضَ".

    "إن أمضَّ وأرمضَ" أي: وإن آذاك وأزعجك.

    "صابر عطش الهوى" أي: يريد الإنسان عمل شيء معين لكنه لا يستطيع، لأنه حرام، ففي هذه الحالة صابر، والمصابرة: غير الصبر، المصابرة: مفاعلةٌ ما بين اثنين، يمكن للإنسان أن يصبر لكن لا يصابر، ولذلك قال الله - عز وجل – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوُا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) [آل عمران: 200].

    فالمصابرة أشق، يمكن للإنسان أن يصبر بينه وبين نفسه، ويمكن أن يبتعد عن محل الهوى أو محل المشكلة، أو يحجز نفسه بالبيت، ففي هذه الحالة اعتزل، فيسهل
    الصبر عليه وإن كان مرًّا؛ لأن اسمه صبر، لكن المصابرة مفاعلة، هناك طرف آخر يجرك للمشكلة، فأنا يمكن أن أكون عصبياً جدًا، وأي أحد يعتدي مباشرة أتشاجر معه، لكن مادام ليس هناك شجار، وهم بعيدون عني فأنا هادئ، ولذلك تجد بعض الناس، سمته هادئ جداً، وشكله هادئ جدًا، وفجأة تجده ناراً تحرق، فأنت تتعجب؛ إذ لم يكن يظهر عليه أنه هكذا لكن لما جعل المحك صار نارًا تحرق، والذي مثل هذا لا يظهر أبدًا أنه عصبي، طالما أنه لا يوجد من يثيره، وعلى كلٍّ فالمطلوب منك صبر فوق صبر.

    يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: "صابر عطش الهوى في هجير المشتهى" الهجير: شدة الحر.

    انظر عندما، تكون في صحراء وفي رمضاء تشوي الجلود، والشمس تحرق الجلود، وتغلي منها الرؤوس، وستموت لكي تشرب، وهذا محل شدة العطش، يقول إذا جاءك الهوى، أي: تهوى شيئاً ما.

    مثلاً: كنت تحب سماع الأغاني، ولا تنام إلا على الأغاني، وأغنية معينة لها مواقف معك تتمنى سماعها، وفجأة وأنت تبحث في الإذاعة لتسمع محطة القرآن الكريم مررت على عدة إذاعات، فوجدت الأغنية التي تحبها وكان لها وقع في قلبك، ففي أوقات تتركها خمس دقائق، أربع دقائق وتحس أن قلبك يتحرك يمكن تسمع الأغنية إلى آخرها ثم بعد سماعها استغفر الله استغفر الله، وأمثال ذلك.

    من يريد السلامة لا بد أن يبتعد عن محل الفتنة، فأي هوى كان يفعله يمكن في لحظات نقصان الإيمان أن يأتي الهوى، و يمكن أن يشتد عليه.

    فيقول ابن الجوزي" صابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمضَ فإن وصلت إلى الغاية في
    الصبر فاحتكم وقل". أي: إذا جاءك الهوى في هجير المشتهى، تتمنى فعله، وستموت إن لم تفعله، فربط الله - عز وجل - على قلبك وصبرت وتجاوزت الأزمة، إذا وصلت لهذه المرحلة فاحتكم وقل، ساعتها تقول نحن هنا.

    ابن الجوزي يقول هذا الكلام: على افتراض أن الذي وصل إلى هذا سيحتكم ويقول، لكن الواقع غير ذلك؛ لأن من وصل إلى هذه يخاف على عمله أن لا يُقبل، لو وصل إلى هذا المستوى، يتجاوز الهوى ويصبر على حز الغلاصم ونجا، هؤلاء أهل التقوى. فهذا لا يحتكم ولا يقول، ولكنه خائف أن لا يقبل عمله.

    كما في الحديث، -وإن كان ضعيفًا، و كثير من الناس يحتج به- عندما قرأت عائشة قول الله - عز وجل -: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: 60] قالت: يا رسول الله، أهذا الزاني يزني والسارق يسرق؛ إذ معنى الآية (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا) أي: يفعلون الفعل (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) خائفون (أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) فيحاسبهم على ما كان منهم.

    من الذي يعمل العمل وهو خائف؟ الذي عمل مخالفة، وعلى ذلك عائشة رضي الله عنها -على فرض ثبوت الحديث- لم تفهم إلا أن هذا عاصي، وإلا فالعبد عندما يكون مطيعاً لماذا يخاف؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يا ابنة الصديق، هؤلاء أقوام أتوا بصلاة وزكاة وصيام وصدقة ثم يخشون أن لا يُتقبل منهم)) في إسناده انقطاع.

    لكن هناك شواهد كثيرة أخرى حتى من فعل الصحابة -السنة العملية للصحابة- وهم يأتمون برسول الله صلى الله عليه وسلم.

    النبي عليه الصلاة والسلام كما نعلم من حديث أنس وغيره وحديث المغيرة ابن شعبة أنه كان يصلي حتى تتفطر قدماه، فيقال له في ذلك كما قالت عائشة له: "لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"، قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)) ثم بعد ذلك لا يوفي نعم الله عليه ويبين بجلاء أنه صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله - عز وجل - برحمته.

    العبد إذا أراد أن ينظر أيدخل الجنة بالعمل أم لا، لا، لن يدخل بالعمل؛ لأن المسألة مسألة موازين، العبد يفعل الفعل، لا يجوده عادةًً، يصلي الصلاة ويمكن أن يأخذ خمسها فقط، أو يأخذ عشرها، أو يأخذ ربعها، إذاً عند كل صلاة يأخذ ربعاً وأوقات أخرى لا يأخذ شيئا، المفروض أن صلاته توزن، توضع في الكفة ثم نرى نعم الله - عز وجل - في الكفة الثانية، كلنا سنضيع لو أن المسألة كذلك، إلا أن يتقبل الله - عز وجل - منا إذا بذلنا أقصى ما في وسعنا حتى وإن كان قليلاً، ولكن تصل إلى سقف طاقتك.

    الإنسان إذا وصل إلى هذه الدرجة، "فاحتكم وقل" ابن الجوزي يقول: إذا أنت وصلت إلى هذه المرحلة حينئذ تكون وصلت إلى مقام من لو أقسم على الله لأبرَّه.

    ثم ذكر ابن الجوزي - رحمه الله - نماذج لمن لو أقسم على الله لأبره.

    قال: "تالله لولا صبر عمر ما انبسطت يده بضرب الأرض بالدرة" الدرة: عصا لينة كانت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عمر يضرب بها بعض الصحابة ومع ذلك لم يكن يغضب من عمر أحد؛ لصدقه رضي الله عنه، جعل الله - عز وجل - له من المهابة والمكانة والمحبة في قلوب الصحابة و في قلوب التابعين ما جعلهم يتجاوزون هذا المعنى.

    أي رجل يبتليه الله - عز وجل - بالإمارة، لا بد أن يتسلح بسلاح
    الصبر والحلم والسخاء، لا يسود إلا بهؤلاء.

    الصبر عصب الولاية، عصب الإمارة، أيُّ إنسان يتولى منصباً من المناصب لا بد أن يكون صبورًا وحليمًا وسخيًا؛ لأن الإدارة كلها مشاكل، الإدارة تحتاج إلى حزم، والحزم أكثر الناس يتجاوزون حدوده، فمثلا: أنا إنسان لي منصب معين، وشخصٌ ما أتى لي بشفاعة، وهذه الشفاعة سأتجاوز بها الحكم الشرعي، فيقول من يطلب الشفاعة: افعل كذا لأجْلي، ثم يذكر العلاقات والود، وليس بعيداً أن يأتي بهدية، فالإنسان الذي في الإدارة لو تجاوز لهذا وهذا وهذا، فسدت الإدارة، فيحتاج أن يصبر.

    نصيحة الشيخ للشباب القائم على الدعوة:

    إيَّاك أن تتلبس بشيء من الإدارة؛ لأن عدَّة العالم و عدَّة الداعي إلى الله - عز وجل - تختلف عن عدَّة الإداري؛ الإدارة تريد حزماً، وأن لا تجامل، لكن عدَّة الداعي أن يُصبِّر المشتكي، فلو أتى له مشتكٍ قائلاً له: فلانٌ قال لي كذا وكذا شتمني وأحرجني أمام الناس، فأنا كداعي أربض عليه مصبراً إياه، بأنه أخوه فالتمس له سبعين عذراً، ولا تحمل كلامه على الشر، وأن تجد لها محملاًً، وحسن الظن في الله وفي أخيك المسلم، وحسن الظن ليس له أي مشاكل، وسوء الطن له مشاكل، ثم يقبل رأسه حتى يرضيه، فهنا لم نعالج الموضوع، كل المسألة صبّرتُ وأنهيت، والمشكلة مازالت قائمة، فأنا لو دخلت في الإدارة بأخلاق الداعي إلى الله لن تنجح الإدارة، ولو دخلت الدعوة إلى الله - عز وجل - بأخلاق الإداري لن تنجح الدعوة؛ لأنني سأكون حينئذ غليظاً، لن أترفق مع أحد لن أتلطف مع أحد، وأصُكُّ صكَّ الجندل، ولو خرجت روحه في أي شعبة من الشعاب لا يضرني إلى أين ذهب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    101
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خيرا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الردود
    104
    الجنس
    امرأة
    شكرا جزيلا على الموضوع الأكثر من رائع

مواضيع مشابهه

  1. الصبر نفذ منه الصبر فماذا نحن ؟؟
    بواسطة Dreams al3asal في ركن الصور والتصوير الفوتوغرافي
    الردود: 13
    اخر موضوع: 15-10-2010, 02:58 AM
  2. الصبر ثم صبر وعليكم با الصبر
    بواسطة سميحة بوزيان في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 8
    اخر موضوع: 19-05-2009, 08:23 AM
  3. الصبر.......***.الصبر في السنه:-معناه*أنواعه*مراتبه****
    بواسطة ~لؤلؤة~الإسلام~ في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 17-02-2006, 07:29 PM
  4. (...الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة...)
    بواسطة أم عويند في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 29-08-2003, 09:10 AM
  5. الصبر والمصابرة
    بواسطة أم وليد في روضة السعداء
    الردود: 5
    اخر موضوع: 27-06-2001, 08:35 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ