بيت للملك:فيه كنوزه وذخائره ومجوهراته.
بيت للعبد:فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره وليس جواهر الملك وذخائره.
وبيت خال صفر:لاشيء فيه.
فجاء اللص يسرق من احد البيوت فمن ايها يسرق ؟
***************
فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شيء يسرقه ولهذا قيل لابن العباس ان اليهود تزعم انها لاتوسوس في صلاتها فقال وما يصنع الشيطان في البيت الخرب ؟!
***************
وإن قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس والجيش مالا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك نفسه ؟!
وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ماحوله
فلم يبق للص الا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات
***************
فل يتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فهو على منواله
فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذالك بيت الشيطان قد احرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومقرا فأي شيء يسرقه وفيه خزائنه وذخائره ووساوسه.
***************
وقلب قد امتلأ من جلال الله وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه فأي شيطان يجترئ على هذا القلب وان اراد سرق شيء فماذا يسرق؟!
***************
وقلب فيه توحيد الله تعالى ومعرفته ومحبته والايمان به والتصديق بوعده وفيه شهوات النفس واخلاقها ودواعي الهوى والطبع.
***************
وقلب بين هذين الداعيين فمره يميل بقلبه داعي الايمان والمعرفة والمحبة لله تعالى وارادته وحده ومر يميل بقلبه داعي الشيطان والهوى والطباع.
فهذا القلب للشيطان فيه مطمع وله منه منازلات ووقائع ويعطي الله النصر من يشاء "وما النصر إلا من عند العزيز الحكيم ".
وهذا لايتمكن منه الشيطان الا بما عنده من سلاحه فيتدخل اليه الشيطان فيجد عنده سلاحه فيأخذه ويقاتله به فإن أسلحته هي الشهوات والشبهات والخيالات والاماني الكاذبه وهي في القلب يتدخل الشيطان فيجدها عنده فيأخذها ويصول بها على القلب فان كان عند العبد عده عتيده من الايمان تقاوم تلك العده وتزيد عليها انتصف من الشيطان ولا حول ولا قوة الا بالله .
***************
محبتكن في الله فراشة الربيع
الروابط المفضلة