سألتها ما سبب سعادتها وتفاؤلها وتوهجها الدائم؟
فأجابت
لماذا لا أزعل أبدا .. ولا أسخط أبدا .. ولا أغضب أبدا ؟؟
فإجابتي .. بل سري الوحيد هو :




حـسـن ظـنـي بالله ،،



قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به.


وحسن الظن بالله عبادة قلبية جليلة لا يتم إيمان العبد إلا به لأنه من صميم التوحيد وواجباته ، حسن الظن بالله هو ظنّ ما يليق بالله تعالى واعتقاد ما يحق بجلاله وما تقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا مما يؤثر في حياة المؤمن على الوجه الذي يرضي الله تعالى



* لماذا نحسن الظن بالله ..؟
1. لأن فيه امتثالا واستجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
2. له ارتباط وثيق بنواحي عقدية متعددة ومن ذلك مثلا :
أ . التوكل على الله تعالى والثقة به ، قال بن القيم رحمه الله : " الدرجة الخامسة [ أي من درجات التوكل ] حسن الظـن بالله عز وجل فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه
ب . الاستعانة بالله والاعتصام به واللجوء إليه سبحانه ، قال بعض الصالحين " استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها ؛ فإن ذلك أقرب إلى الفرج "
ج . الخوف منه سبحانه وتعالى ، يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله " من حَسُنَ ظنه بالله عز وجل ثم لا يخاف الله فهو مخدوع
3. لأن العبد من خلاله يرجوا رحمة الله ورجائه ويخاف غضبه وعقابه ،
4. حثت عليه النصوص النبوية ودعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل " " أنا عند ظن عبدي بي " " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " .
5. معرفة واقع الناس وحالهم مع حسن الظن بالله ، يقول ابن القيم رحمه الله " فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ؛ فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما أستحق ، ونفسه تشهد عليه لذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها ، رأى ذلك فيها كامناً كمون النار في الزناد ، فاقدح زناد من شئت ينبئك شَراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشته ، لرأيت عنده تعتباً على القدر وملامة له ، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به ، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك؟
6. لأن مَنْ أحسن الظن بربه عز وجل فأيقن صدق وعده وتمام أمره وما أخبر به من نصرة الدين والتمكين في الأرض للمؤمنين ، اجتهد في العمل لهذا الدين العظيم والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بماله ونفسه .
7. أثره الإيجابي على نفس المؤمن في حياته وبعد مماته ، فمن أحسن الظن بربه وتوكل عليه حق توكله جعل الله له في كل أمره يسراً ومن كل كرب فرجاً ومخرجاً ، فاطمأن قلبه وانشرحت ونفسه وغمرته السعادة والرضى بقضاء الله وقدره وخضوعه لربه جلا وعلا .
8. المبادرة إلى طلب عفو الله ورحمته ورجائه ومغفرته ليطرق بعد ذلك العبد باب ربه منطرحاً بين يديه راجياً مغفرته تائبا من معصيته " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " [ رواه مسلم ] .
9. فيه النجاة والفوز بالجنان ورضى الرحمن " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل " روى أبو بكر بن أبي الدنيا عن إبراهيم قال : كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه عز وجل "
10. يعين على التدبر والتفكر في أسماء الله وصفاته وما تقتضيه من معاني العبودية والإخلاص .






* من أحوال السلف في حسن ظنهم بالله:


1. كان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك "


2. وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول " والذي لا إله غيره ما أُعطي عبد مؤمن شيئاً خير من حسن الظن بالله عز وجل ، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه ؛ ذلك بأن الخير في يده "


3. وسفيان الثوري رحمه الله كان يقول : ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي ؛ فربي خير لي من والدي "


4. وكان يقول عند قوله تعالى " وَأََحْسِنُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ " أحسنوا بالله الظن .


5. وعن عمار بن يوسف قال : رأيت حسن بن صالح في منامي فقلت : قد كنت متمنياً للقائك ؛ فماذا عندك فتخبرنا به ؟ فقال : أبشر! فلم أرَ مثل حسن الظن بالله عز وجل شيئاً " .
6. قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم ..
أليس هو الذي قال " ورحمتي وسعت كل شيء "


7. قال أحمد ابن الحواري سمعت أبا سليمان الداراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه
" لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ،، ولأن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك ،، ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك "



* بعض القصص الواردة في حسن الظن بالله :


روى أحد الثقات أنه في يوم رؤي الشيخ ابن سَعْدي وهو ينظف ميزاب أحد الأسطح ،


فسؤل : يا شيخ لم تنظف الميزاب والجو صحو ؟!


فقال : ألا تعلمون أنه غدا صلاة الاستسقاء ؟!!!


انظروا إلى قوة الإيمان وحسن الظن بالله ..
&&&&&&
قال الإمام الذهبي رحمة الله في ترجمة أبي مسلم الخولاني ..رحمة الله ..


( إن أبا مسلم هذا كان من الصالحين العباد اشتكت إليه زوجته الفقر الذي هو فيه ، وأنه لا دقيق تصنع منه خبزاً ، قال لها هل في البيت مال؟ قالت دينارٌ واحد قال أعطني إياه أشتري لكم به دقيق ، وخرج إلى السوق ليشتري بهذاالدينار دقيقاً ..لمّا وصل إلى السوق قبل أن يشتري الدقيق جاءه رجلٌ سائلٌ عليهالمسكنة ظاهرةٌ بادية فأعطى أبو مسلم السائل الدينار ولم يبقى في يديه شيء لم يبقى في يديه إلا الكيس الذي خرج به من بيته ليشتري ويضع فيه الدقيق ، فعمد إلى صاحبِ خشب ونجارة فأخذ نجارة الخشب وملئ بها الكيس وحملة على ظهره وعاد إلى بيته فلمّاعاد إلى بيته وضعه بين يدي امرأته وتنحى في غرفةٍ أخرى ينتظر قدر الله ،ما هيإلا برهة وإذا بالمرأة تأتي له بـالخـبـز ..!
فقال لها من أين الدقيق ؟؟.. قـالت : سبـحان الله ..! مِن الكيس الذي أتيت به ..
فسكت وأخذ يأكل وهويبكي )
&&&&&&
رأى رجل في الحرم المدني رجلا يصلي صلاة، ولما انتهى رفع يديه إلى السماء ثم دعا ربه أن يغيث الناس، وأقسم على الله ثلاثا أن ينزل الغيث .


يقول الشاهد فوالله ما خرجنا إلا والغيوم تتجمع بالسماء ثم نزل المطر بغزارة !


يقول فتبعت الرجل حتى عرفت بيته، وفي الغد رأيته يبيع أحذية عند المسجد الحرام !


فكلمته وقلت : جزاك الله خيرا على دعوتك بالأمس ، فقال وهل رأيتني ؟!!!


قلت : نعم .


يقول فطأطأ راسه وذهب فلم أره في الغد ولا بعده !


فذهبت لداره لأسأل عنه ، فقال جيرانه منذ ثلاثة أيام حمل أغرضه وترك البيت !!!
&&&&&&
قيل لأبي حاتم وقد أراد أن يتبع جنازة رجلٍ مدمن خمر فقال له بعض من لايفقه : أتتبع جنازة هذا ، قال : والله إني لأستحي من الله أن أظن أن رحمته عجزت عن ذنب هذا إني عبد مؤمن ـ. والله جل وعلا يقول هو عن نفسه( كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )
&&&&&&
هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها.. ونجا
بعض الركاب..
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ
جزيرة
مجهولة و مهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط
على ركبتيه
وطلب من لله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا
الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما
يصطاده من أرانب، و يشرب من جدول مياه قريب و ينام فى كوخ
صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل و حر
النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج
طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة.
و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار
التهمت كل ماحولها.
فأخذ يصرخ:
" لماذا يا رب؟
حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا و
أنا غريب فى هذا المكان،
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه..
لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!!"
و نام الرجلمن الحزن و هو جوعان،
و لكن فى الصباح كانت هناك
مفاجأة فى انتظاره..
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها
قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف
وجدوا مكانه
: فأجابوه
" لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب
الإنقاذ" !!!
فسبحان من علِم بحاله ورآ مكانه..
إذا ساءت ظروفك فلا تخف..
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك
وأحسن الظن به..
و عندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعى لانقاذك..
&&&&&&



إليك..
يامن يأئستي
إليك ..
يامن استودت الدنيا بعينيك
إليك..
يامن تمنيت الموت من كثرة همومـــــــــــــك



إليك
يامن أحاطت بك الحاجة
يامن فقدت غاليا
يامن تمنيت الولد




أين أنتي من
**حســـن الظن بالله **




افتحي معي صفحة جديدة
اسمها حسن الظن بالله
ورددي دوما في داخلك
إن الله معي
الله لن يخذلني
الله يختار لي الخير أينما كنت
لن يتركني وأنا متعلقة به



جددي إيمانك ونيتك وعزيمتك
وأبشري بالخير والتوفيق والسداد من ربك وخالقك
وأيقني بالسعادة والقناعة والرضى والتفاؤل
ثم الأجر والثواب من الباري عز وجل