بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب قول الله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ...} الصفحة-436
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : {... يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ...} يشركون ( أخرجه ابن أبي حاتم ) وعنه : سمو اللات من الإله ، والعزى من العزيز . وعن الأعمش : يدخلون فيها ما ليس منها
تلخيص درس الأول من أسبوع الرابع والعشرون
(((( الله الموفق والمستعان )))
# من وجوب تعظيم أسماء الله الحسنى أن لا يلحد فيها وأن يدعو الله جل وعلا بها
# الأسماء الحسنى يكون بالغة في الحسن نهايته , أما المخلوق قد تسمى بأسماء قد تكون حسنة أو لا , لاكن لا يكون بالغة الحسن في نهايته لأن ( الحسن في الأسماء ) راجع الى الصفة المشتملة التي سمي بها ذلك الشخص حقا أي : هذه الصفة موجودة فيها حقا
# قد يسمى الأنسان بأسماء لاكن لاتكون في حقه حسنى مثلا : في بعض الأحيان يسمى الشخص صالحا وقد لايكون كذلك , أو خالدا أو محمدا وهو ليس بخالد ولا فيه خصال حمد , لاكن الله جل وعلا له الأسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته وهي الأسماء المشتملة على صفات الكمال ، والجلال ، والجمال ،والقدرة ، والعزة ، والجبروت وغير ذلك ، وله من كل اسم مشتمل على صفة أعلى وأعظم وأسمى المعاني التي
اشتملت عليها الصفة .
# أهل العلمفسروا معنى الأسماءالحسنىتقريبي لكي يدلوا الناس على الأصل المعنى , أما المعنى بكماله لا يعلمه الا الله تعالى ، ولهذا كان النبي * صلى الله عليه وسلم * يقول في دعائه : ( لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ) ( أخرجه مسلم ، الترمذي ، النسائي، أبوداود ، مالك , ابنماجه ،أحمد ) لأنه حين يفسرون الناس أسماء الله تعالى يفسرونه بما يقرب الى أفهام المعنى, أما حقيقة كمال المعنى وكيفيته فأنهم لا يعونه لأن ذلك من الغيب فالله تعالى له أسماء الحسنى وصفات العلى
# وهناك أسماء ما لا يكون حسننا إلا بقيد مثل :الصانع ، والمتكلم ، والمريد ، والفعال أو الفاعل ، ونحو ذلك فهذه ليس من أسماء الله تعالى والكمال أن يفعل ما يريد ولا يكون مجبرا لكمال عزته وقهره ؛ ولهذا قال الله - جلوعلا- عن نفسه : { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } البروج -16 لأن تقييد كونه فعالا بما يريد ، يدل على الكمال في أشياء كثيرة ،وهي معروفة في مباحث الأسماء والصفات.
# أسماء الحسنى تنقسم باعتبارات من جهة المعنى : منها أسماء الجمال لله جلا وعلا وهذا الأسماء مشتملة على الحسن في الذات والمعنى وبر بالعباد والمخلوقين وأسم الله الجميل من أسماء الجمال : ( البر – الرحيم – الودود – المحسن ) ومن أسماء الجلال لله تعالى هي التي يدل العباد على جلال الله وعزته وعظمته جلاوعلا حتى يجل مثال : ( القهار والجبار والقدير والعزيز )
# ينبغي على العبد الموحد أن يتعرف الى الله جل وعلا بأسمائه وصفاته لأنه به تتم حقيقة التوحيد في القلوب حسب كلام أبن القيم والشراح _ رحمهم الله _
# والعلم بها على مراتب :
أولا \ أن يعلم ويؤمن بهذه الأسماء والصفات أثباتا حسب ما أثبته الله تعالى على نفسه وكذلك ما أثبته له رسول الله * صلى الله عليه وسلم *
ثانيا \ أن يسأل الله ويتعبد بهذه الأسماء والصفات بما يوافق مطلوبه
الثالث \ أن ينظر ويتأمل الى أثار أسماء الله وصفاته في ملكوته وعلم أن كل ما خلا الله تعالى هو باطل وزائل وأيل الى الهلاك كما قال تعالى : {...كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ...} القصص -88
. # { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } أي إذا علمت أن الله هو المستحق لهذه الأسماء وأمنتم فأدعوه بها وقصد الدعاء هنا الثناء والحمد والعبادة والسؤال والطلب وندعوه بأسم الذي يوافق طلبنا مثلا : فإذا طلبنا من الله تعالى المغفرة ندعوه بصفات الجمال وإذا طلبنا النصرة ندعوه بصفات الجلال
# { فَادْعُوهُ بِهَا } يعني أعبدوه وأسألوه وأثنو عليه أي دعاء المسألة والعباد
# الألحاد في أسماء الله تعالى هو الميل والعدول بها عن حقيقتها ما لايليق بالله جلا وعلا فواجب على المسلم أن يبتعد عن هؤلاء
# من ألحاد في أسماء الله تعالى وصفاته :
- أن يسمى البشر المعبودين بأسماء الله تعالى كما سمو اللات من إله والعزى من العزيز
- أن يجعل لله تعالى ولد ويضاف المخلوق أليه كما فعل النصارى
- أنكار الأسماء والصفات أو بعض منها كما فعلت الجهمية والغلاة لا يؤمنون إلا ( الوجود والموجود ) لأن هذه الصفة هي التييستقيم معها برهاﻧﻬم بحلول الأعراض في الأجسام
- أن لا تؤول وتصرف عن ظاهرها الى معان لا يجوز أن تصرف فيها وواجب الإيمان بالأسماء والصفات وأثباتها وأعتقاد ما دل عليه وهذه هي قاعدة السلف كما فعل المعتزلة ،وفعلته الأشاعرة ،والماتريدية وطوائف ،
# في الإلحاد ما هو كفر وما هو بدعة التأويل،وادعاء اﻟﻤﺠاز في الأسماء والصفات بدعةوإلحاد لا يصل بأصحابه إلى الكفر ،أما نفي وإنكار وجحد الأسماء والصفات ،فهذا كفر ، كحال الجهمية ،والنصارى ، ومشركي العرب
# وهناك مرتبة من مراتب الإلحاد في أسماء الله وصفاته من أدخل أسما في هذه الأسماء لم يثبت في الكتاب والسنة أنه من أسماء الله فقد ألحد لأن لا أحد أعرف بالله تعالى من الله جل جلاله وتعاظم شأنه ومن رسوله * صلى الله عليه وسلم * فمن دخل فيها ما ليس منها فقد ألحد كمن قال: ( الماكر والمستهزئ والصانع ) من الأسماء الحسنى فإن ذلك لا يجوز
ــــ
ربي زدني علما
الروابط المفضلة