السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا منا قد يجهل الفرق بين اللعب
لذلك اسمحولى ان نتعرف سويا على الفرق بينهما
أولا من الناحية اللغوية :
الفرق بين اللهو واللعب: أنه لا لهو إلا لعب وقد يكون لعب ليس بلهو لان اللعب يكون للتأديب كاللعب بالشطرنج وغيره ولا يقال لذلك لهو وإنما اللهو لعب لا يعقب نفعا وسمي لهوا لانه يشغل عما يعني من قولهم ألهاني الشئ أي شغلني ومنه قوله تعالى " ألهاكم التكاثر
" .
:اللهو: ما يشغل الانسان عما يعنيه.
ويهمه.
واللعب: طلب المزح بما لا يحسن أن يطلب به


: اللعب وليد الرغبة
اللهو وليد الهوى.

فكونك أنت تلعب مع أولادك بالحصى أو الطاولة أو الورق هذا يسمى لعب غير متمكن من قلبك ولست هاوياً ولكنك أردت أن تستروح وتضيع وقتاً وبعد خمس دقائق ينتهي الأمر وقد لا تعود إليه.
فاللعب هو ما ترغب به للترويح وتتركه بعد برهة وتزهد فيه هذا لعب فهو لا يتمكن من قلبك.

اللهو: هو وليد الهوى وهو مجموعة الشهوات. منظومة الشهوات (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ﴿14﴾ آل عمران) الخيل هوى، النساء هوى، أولادك هوى، الذهب والفضة هوى، والمزارع والبساتين هوى فهذا يشغل بالك ليل نهار

اللعب يشغلك برهة
واللهو يشغل معظم وقتك. والقرآن الكريم مرة يقول (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ (36) محمد) ومرة يقول (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ (64) العنكبوت)
فهنا يقصد بها النسبية فمن الناس من يلعب كثيراً ويلهو قليلاً والعكس صحيح.
فعلى سبيل المثال قد تقابل تاجر قماش مثلا
هذا التاجر من الصباح إلى المغرب يتذكر أنه إلى الآن لم يتناول الغداء فبيعه وشراءه وربحه وماله فيجلس في المحل من الصبح إلى الليل فينسى الغداء وواذا كلمته في الدين تجده يقول لك اسالنى عن البضاعة الفلانية كم صار سعرها فعندماتعجب من تصرفه يقول لك هذا الأمر ليس بيدي فأنا لا أحسن الكلام إلا في هذا والكلام في هذا متعتي هذا هو اللهوٌ.
ولهذا الغناء لهو، الفنون لهو،

لانه يتمكن من القلب فليس هناك من سمع أغنية في حياته ثم ترك الغناء بل على العكس يستمر في سماع الغناء حتى لو تاب من ذلك يحنّ دائماً إلى أن يسمع الغناء
. وحينئذٍ الفرق بين اللعب واللهو إذاً
أن اللعب لا يشغلك عن واجب (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ (12) يوسف) خمس دقائق، ساعة ويعود وانتهت اللعبة أطفالنا كلهم يلعبون باللعبة يوم يومين ثم يكسرها ويرميها زهد فيها.
أما اللهو أمه يلهو بها هواه أمه هواه لا يمكن أن يتركها.
إذاً اللعب وليد الرغبة وأنت تزهد فيه حالاً،
واللهو وليد الهوى ولا تزهد فيه حتى لو تبت فقلبك يحن إليه.
ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم حرّم الشرب بأواني الخمر حتى لو تشرب بها ماء لأنها تذكرك لأنه هوى تمكن من القلب. هذا العبث واللعب واللهو.

ثانيا : من الناحية التفسيرية
تقديم اللعب على اللهو في موضعين من سورة الأنعام وكذلك في القتال والحديد وقدم اللهو على اللعب في الأعراف والعنكبوت

وإنما قدم اللعب في الأكثر لأن اللعب زمان الصبا واللهو زمان الشباب وزمان الصبا متقدم على زمان اللهو تنبيه ما ذكره في الحديد اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب أي كلعب الصبيان ولهو أي كلهو الشباب فقال وزينة كزينة النساء وتفاخر أي كتفاخر الإخوان وتكاثر كتكاثر السلطان وقريب منه في تقديم اللعب على اللهو قوله وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا وقدم اللهو في الأعراف لأن ذلك يوم القيامة فذكر على ترتيب ما انقضى وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالين وأما العنكبوت فالمراد بذكرهما زمان الدنيا وأنه سريع الانقضاء قليل البقاء وإن الدار الآخرة لهى الحيوان أي الحياة التى لا أبد لها ولا نهاية لأبدها فبدأ بذكر اللهو لأنه في زمان الشباب وهو أكثر من زمان اللعب وهو زمان الصبا
ارجو ان اكون قد وفقت