بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب من سب الدهر فقد آذى الله \الصفحة \407
وقول الله تعالى : { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ } الجاثية -24
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي * صلى الله عليه وسلم * قال : ( قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم ؛يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ) رواه ( البخاري ومسلم وأبو داود أحمد ومالك )
وفي رواية (لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر ) ( البخاري ومسلم وأبو داود أحمد ومالك)
تلخيص الدرس الأول من أسبوع الحادي والعشرون
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# الدهر هو : الزمان ،كاليوم والليلة ،والأسابيع ،والأشهر ،والسنين ،والعقود ،هذا هو الدهر ،وهذه الأزمنة مفعولة لا فاعلة ،فهي لا تفعل شيئا ،وإنما هي مسخرة يسخرها الله - جل جلاله -
وأن هؤلاء لا يأتون بشيئ وإنما الذي يفعل هو الله تعالى ويتصرف فيهم و من يسبهم يسب الله جلا جلاله
# عقد المؤلف هذا الباب ليبين من يسب الدهر يعود على الله جلاجلاله بلأيذاء ويجب التخلص منه وهذا مناف لكمال التوحيد وهذا لا يأتي إلا من الجهلاء إذا حصل لهم شيئ لايسرهم سبوا ذلك الزمان أو اليوم أو الشهر الذي حصل فيه ذلك الشيئ ولا شك فيه أن ذلك لا يتوجه الى الزمان وإنما يفعل فيه ، وهو أذية لله جل وعلا .
# وهذا السب يكون بالتنقص أو الشتم أو لعنة في الدهر أوبسبه اليه وهذا كله من أنواع السب لأن الله تعالى هو يقلب الليل والنهار ففي ذلك أذية لله تعالى وهذا من المحرمات وهو درجات أعلاها لعن الدهر وهذا أشد أنواع الأيذاء
# وليس من مسبة الدهر وصف السنين بالشدة ،ولا وصف اليوم بالسواد ، ولا وصف الأشهر بالنحس ، ونحو ذلك ؛ كما قال تعالى في سورة -16 { .....فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ.... } فوصف الله تعالى اليوم بالنحس لأنه جرى عليهم في ذلك اليوم نحس وهذا ليس بسب وأما سبه أن ينسب الفعل إليه فيسب الدهر لأجل أنه فعل به ما يسوؤه ، فهذا هو الذي يكون أذية لله جل وعلا .
# وفي سورة المذكورة ( الجاثية-24 ) أن نسبة الأشياء الى الدهر من خصال المشركين وأعداء التوحيد لأن أهل التوحيد ينسبون الأشياء الى الله تعالى وأهل التوحيد لاينسبون الهلاك الى الله تعالى بل هو تعالى يحي ويميت
# وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقول الله تعالى أنا الدهر هذا لايدل على أن الدهر من أسماء الله تعالى ولا كن رتبه على ما قبله وحقيقة الأمر أن الدهر لايملك شيئا ولا يفعل شيئا فسبه سب لله تعالى لأن الله تعالى يفعل فيه
# فلهذا لا يفعل ، ولا يحرم ، ولا يعطي ، ولا يكرم ، ولا يهلك ، وإنما الذي يفعل هذه الأشياء مالك الملك المتفرد بالملكوت وتدبير الأمر الذي يجير ولا يجار عليه والليل والنهار يتحكم فيهما الله جلا جلاله ويقلبهم وليس لهم من الأمر شيئ
الروابط المفضلة