بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحي الذي لا يموت
القائل {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}
والصلاة والسلام على من اختار الرفيق الأعلى بعد أن نصح الأمة وبلغ الرسالة
ووعظ وجاهد وأدى الأمانة
بصبر وإخلاص .نبينا ورسولنا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين
صلى الله عليه وآله وسلم..
قال تعالى : { إنك ميت وإنهم ميتون }
وقال تعالى { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }
وقال تعالى { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون }
::
قبل فترة رأيت على النت منظر القبر..ولم أكن قد رأيته من قبل
أعلمُ أنّ الموتى يدفنون في القبور لكن لا أعرف شكل القبر إلا من خلال
التلفاز ولم يكن إلا شكلاً ظاهريا ...
كنت أظن أنه يدفن في حفرة كبيرة جداً واسعة ..وهي مهما كبرت فهي قبر
لكن لا أدري لمَ تخيلت أنها هكذا ..
حتى رأيت القبر وعلمت أين يكون الميت تحديداً..
عرفت من خلال الصور التي رأيتها أنّ الإنسان لا يكون في حفرة كبيرة
بل يكون في لحد ويغلق عليه بلبنات...
لحد (هل تعرفون ما اللحد حفرة في جانب القبر يوضع فيها الميت
كما تشاهدون في هذه الصورة
ويسد على الميت في لحده بلبنات ويوضع على اللبنات طين لتثبيتها وسد الفتحات اللي بين اللبنات
وبعدها تنهال عليه التراب منه خُلق وله يعود
هل رأيتم أين نكون؟؟
هذا مكاننا بعد النعيم..هنا مكاننا قبل البعث..هنا سكننا.. انظروا لها جيداً يجب أن نتأمل مسكناً سنسكنه وسنطيل الإقامة فيه ولاخيار لنا بتغييره
يجب أن نتأمله لنعرف كيف نضيئه وماذا يوسعه لنا بعد الضيق
إنها حفرة ضيقة مظلمة مخيفة موحشة...ماذا سيضيئها لنا إن لم تضيئها أعمالنا
من كان هذا مسكنه ولا يأخذ معه من الدنيا شيئاً
لمَ يتنافس في الحصول على الدنيا لمَ يظلم لمَ يحقد و يحسد يتكبر يطغى ويعصي
لمَ يتعدى حدود الله
لكل بداية نهاية ولكل قوة ضعفاً ولكل حياة موتاً
هذا مسكنك يامن ظلمت غيرك هذا مسكنك يامن اغتبت هذا مسكنك يامن
كذبت هذا مسكنك يامن زورت وخنت وتعديت حدود الله هذا مسكنك يامن ضيعت الصلوات
يامن نمت عن الفرائض..هذا مسكنك يامن تبرجت يامن خرجت متعطرة
هذا مسكنك يامن بخلت وتكبرت هذا مسكنك يامن قطعت رحمك
يامن قهرت اليتيم ونهرت المسكين ..مسكنك يامن تماديت في المعاصي ..يامن عققت والديك
يامن غفلت وتكبرت ..يامن هجرت القرآن ..يامن أضاع ليله ونهاره في الشهوات
هذا مسكنك ستأتي له مرغماً لا طائعا ولا مخيراً ... هذا نهاية دنياك وبداية آخرتك
هذا مسكننا ...سنخرج من الدور والقصور لنسكن اللحد في القبور
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »أكثروا ذكر هاذم اللذات، يعني الموت« رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
كان عثمان بن عفان إذا وقف على القبر بكى ، حتى يُبل لحيته ، فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا ؟ فقال :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه }
قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه }
لنتذكر الموت ولنتذكر القبر قبل أن نغادر الحياة على غفلة
كم من عزيزٍ واريناه تحت الثرى فكأنه ما كان ولم يكن
وسنغادر نحن عمّا قليل وراءهم حتى وإن طالت السنين فإنها ستنقضي
لن يحدد لنا الموت وقتأ ليستأذننا..فأمام الموت تتساوى الآجال
فالسليم قد يمضي قبل السقيم والشاب قبل الشيخ الكبير والطفل قبل الأم
والأم قبل أطفالها وأب مفجوع بأولاده وأولاد فقدوا أباهم
إنه الموت إنه الأجل ((كل من عليها فان))
وينقضي الأجل ونلحق بمن ارتحل ونسكن كما سكن اللحد لا أنيس فيه ولا جليس
لا باب ولا نافذة لا هواء ولا ماء لا شيء سوى ما قدمنا من عمل
فهلموا بنا نرقق قلوبنا ونعود لخالقنا ونسعى في دنيانا بإخلاص
ولنراقب الله في كل صغيرة وكبيرة وليكن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
والعمل بما فيهما النور الذي نحمله ليضيء لنا طريقنا ....
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب *** متى حٌُُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالاً ونرجوا نتاجها *** وباب الردى مما نؤمل أقرب
:::
اللهمّ اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهمّ إني أسألك لي وللمسلمين الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب"
:::
و صل اللهمّ وسلم على نبينا محمد
:::
▌ ▒دعوة لترقيق قلوبنا وإذابة قساوتها▌ ▒
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة