بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب قول الله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ .........النساء\60 }
قول الله تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا \ النساء ( 60-62 )}
[CENTERوقوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ \ البقرة -11 }[/CENTER]
وقوله { وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ \ الأعراف -56}
وقوله { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ \المائدة -50 }
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله * صلى الله عليه وسلم * : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " () والحديث ضعيف ( قال النووي:حديث صحيح رويناه في كتاب " الحجة " بإسناد صحيح. )
وقال الشعبي : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فقال
اليهودي : نتحاكم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة ،وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود ؛ لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ، فاتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه فترلت { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ }
وقيل : نزلت في رجلين اختصما ،فقال أحدهما : نترافع إلى النبي * صلى الله عليه وسلم * وقالالآخر إلى كعب بن الأشرف ،ثم ترافعا إلى عمر ،فذكر له أحدهما القصة ، فقال للذي لم يرض برسول الله * صلى الله عليه وسلم * أكذلك ؟ قال : نعم ،فضربه بالسيف فقتله
تلخيص الدرس الأول من أسبوع الثامن عشر
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# يتضمن هذا الباب أفراد الله تعالى في الربوبية والألوهية وكذلك يستلزم ويقتضي أن يفرد الله تعالى في الحكم أيضا قال تعالى في سورة ( غافر -12 ) : { فالحكم لله العلي الكبير } وكذلك في سورة ( الانعام -57 ) : { إن الحكم إلا لله } فتوحيد الله - جل وعلا – في الطاعة وتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لا يكون إلا بأن يكون العباد محكمين لما أنزل الله - جل وعلا – على رسوله
وأي حكم غير حكم الله تعالى يعتبر من كفر الأكبر بالله ويناقض كلمة التوحيد
# وقال الشيخ _ رحمه الله _ بأن الحكم والتحكيم بما أنزله الله فرض وتركه من الشرك الأكبر
# قال الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله– في أول رسالته " تحكيم القوانين ":
إن من الكفر الأكبر المستبين ،تتريل القانون اللعين ،مترلة ما نزل به الروح الأمين ،على
قلب سيد المرسلين ،؛ليكون حكما بين العالمين ،مناقضة ومحادة لما نزل من رب العالمين .
# أن الحكم باقوانين الوضعية أو السواليف البادية من الكفر الأكبرلأن من الواجب لتحقيق التوحيد الحكم الى من خلق الخلائق والسمات والأرض فلحكم بين المتخاصمين يجب يحكم بما خلق المتخاصمين لأن الحكم الكوني القدري هو لله تعالى
# يتبين من الأية ( النساء -60 ) الإيمان لايجتمع مع أرادة الحكم الى الطاغوت لأن الحكم الى الطاغوت ينافي أصل التوحيد ولايجتمع مع الإيمان بالله وما أنزل الى محمد * صلى الله عليه وسلم * لانهم كما في الأية أمروا بأن يكفر بالطاغوت لأن من تحاكم الى الطاغوت بأرادته أنتفى عنه الإيمان أصلا , ودلت الأية بأن ذلك من وحي الشيطان وتسويله
# وقوله في سورة ( البقرة -11 ) يبين الأية بأن صلاح الأرض يكون بالتوحيد وأفراد الله تعالى بالعبادة وفساد الأرض يكون بالأشراك بالله والحكم بغيرشرع الله ويبين الأية بأن من خصال المنافقين الشرك
# وقول الله تعالى في سورة ( المائدة -50 ) أنهم يبغون حكم الجاهلية وهو تحاكم بعضهم الى بعض وأنهم يسنون الشرائع ويجعلونها حكما دون شريعة وحكم الله تعالى وذلك شرك لأن الله تعالى هو الذي خلق العباد وهو أعلم بما يصلح لهم وما فيه عدل في الفصل بين الناس في قضياتهم وخصوماتهم وهو أحسن الأحكام
# إن مسألة التحاكم الى غير الله يقع فيه خلط كثير وخاصة الشباب في كثير من البلاد وهي من أسباب تفرق المسلمين ومن أوجه الخلط أنهم جعلوا مسألة الحكم والتحاكم مسألة واحدة وهي متعددة الصور منها :
- أن يكون هناك تشريع لتقنين مستقل يضاهي به حكم الله تعالى هذا الذي وضع التقنين كافر لانه جاعل هذا التشريع منسوب أليه وجعل من نفسه طاغوتا ودعى الناس الى عبادة الطاعة له
- من يحكم بهذا الحكم والتشريع فهذا حالة أخرى
- ومن يتحاكم أليه حالة أخرى
- ومن يجعله في بلده هذه حالة الرابعة
# أي من أطاع المشرع في جعل الحلال حراما وبالعكس فقد كفر لأنه أتخذ غير الله ربا ومن حكم به مرة أو مرتين من غير أستحلال فلا يكفر حسب أقوال العلماء
# والحاكم الذي لايشرع بحكم الله ويلزم الناس بحكم بغير شرع الله وهو يعلم أنه عاص فهو كالمدمنين على العصيان أي ليس بكافر حسب أقوال بعض العلماء لاكن عند الشيخ –رحمه الله – فقد كفر
# أما الذي يذهب مع خصمه الى التحاكم بغير الله أي بالقانون فإذا أراد الحكم الى الطاغوت وله رغبة في ذلك فقد كفر لأنه داخل في أية سورة(النساء -60 )
# أما إذا أجبر مع خصمه الى القانون كما في كثير من البلاد وهو لايريد ولايرضيه أو أنه علم بأن حقه يحصل عليه في الشرع فرفع الى القاضي وهو يعلم بأنه يوافق الشرع فهذا أصح عند الشيخ –رحمه الله -
# ومن يذهب الى القانون وهو يعلم بأن الشرع ثبت له فلا يدخل في التحاكم الى الطاغوت لأنه جعل الحكم الذي عندالقانوني وسيلة للوصول إلى الحق الذي ثبت له شرعا
# والدول الذي يحكم بغير الشرع أي يحكم بالقانون وأن كان الحكم خفيا نادرا فهو مثل بقية الشركيات التي تكون في الارض ويكون الأرض أرض الأسلام والدولة دولة أسلام أما أن كان فاشيا ظاهرا فالدولة دولة كفر
وأنه صار في دول الإسلام تشريعات غير موافقة
لشرع الله - جل وعلا- ،فمتى كان التحاكم إلى الطاغوت ظاهرا فاشيا فالدولة دولة كفر،
ومتى كان قليلا خفيا أو كان قليلا ظاهرا وينكر ،فالأرض أرض إسلام ، والدار
دار إسلام ، والدولة دولة إسلام.
ربي زدني علما
( أسفة غاليتي ثمال لتأخيري عن التلخيص )
الروابط المفضلة