وصـــآيا للســير إلى الله تبارك وتعالى ..

بسم الله الرحمن الرحيم ..
يقول عمر رضي الله عنه : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ..
ويقول : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .. فاليوم عمل ولا حساب , وغدا حساب ولا عمل ..
والسير إلى الله سير كادح ذو مشقة { لقد خلقنا الإنسان في كبد } وقال عز من قال : { يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه }
والوقوف بين يدي الله أمر لازم لا محيد عنه .. والسير على طريق الله يحتاج في أول الأمر التوفيق ..
وهذه بعض الوصايا التي تحتاج إليها للسير إلى الله على النحو الذي آرآد ..

الأمر الأول : لا تقدم على رضوان الله رضوان أحد كائنا من كان , فالله تعالى ليس كمثه شيء وهو السميع البصير ..
الأمر الثاني : كل شيء أمر الله بالمسابقة إليه فسابق فيه , فإن الله لا يدلك إلا على خير ولا يحثك إلا على ما يقربك إليه , لكن افعله وأنت محتسب لما تصنع ..
_ وانت تسير الخطوات إلى المساجد >> تذكر سيرك يوم العرض الأكبر لرب العزة والجلال .. !
_ وانت تمشي في الظلمات تذكر يوم تعطى النور التام برحمة الله يوم القيامة .. !
_ وانت تركع وتسجد المنة لله عليك أن جعلك تركع له وتسجد وليس لك المنة على الله , كم لله من عبد صالح في السموات والأرض خاضع لربه , وليس لك أحد يجيرك ولا يهديك إلا الله تبارك وتعالى ..
فإذا اظهرت لله فقرك وحاجتك وإلحاحك على ربك رأيت من الله خيرا كثيرا ..
الأمر الثالث : كل من استدام على أمر في الغالب أنه يموت عليه ..
كل من استدام على طاعة في الغالب أنه يموت عليها .. وهذا ما يسمى بــ( حسن الخواتيم ) والله لا يظلم أحدا مثقال ذرة فيكافيء العبد بان يميته على نحو إن كان ذا سريرة حسنة يكون حسن اللقاء بربه , فيقبل على الله تبارك وتعالى في لحظات يكون فيها قريبا من ربه .. ومن كره لقاء الله كره الله لقاءة ,, فإن الإنسان يحتاط لنفسه إذا رآى خواتيم العبد .. فالشهادة لصلاح العبد أو سوءه معلقة بما ترى , أما السرائر فلا يعلمها إلا الله ..
...
أعرف رجلا خرج ذات مرة مع قرابة له .. منهم بعض أيتام , فوصل إلى منطقة سياحة في بلادنا فيها تلفريك , وهو يانف أن يركبه , لكن من حوله من الصغار أصروا أن يكون معهم , فآرآد أن يجبر لهم كسرا فركب معهم , هو أصلا لا يحب المواطن العالية , وفي نفس الوقت آرآد أن يتعبد الله في هذا المكان , فصلى ركتين منذ أن ركب إلى أن نزل ..
...
موضع الشاهد : هذا يؤدب ويعلم .. فهذا الرجل منذ أن ركب إلى أن نزل وهو يصلي , فلو قدرنا أن هذا المركب سقط .. وانه مات .. ! فبالله عليك ماذا سيقول الناس ؟ سيقولون أن فلان مات في حديقة ملهى ..! من مركب كذا وكذا ومات ..! لأن أحد من الناس لا يدري أنه كان يصلي ..!!

فتأمل كم من عبد صالح مات وأنت تسيء الظن به وهو عند الله حسن ..! فالعبرة كل العبرة بسريرة العبد عند الله .. وهذا من فضل الله أنه لم يجعل الجنة بيد أحد من خلقه .. على هذا أيها المبارك إذا عملت العمل واجتهد كثيرا أن يكون لله فلا تبالي بأحد من الخلق علمه أم لم يعلم .. لأن الذي سيكافئك هو الذي يعلم .. وكفلا بالله علما ..!

والمثل الأول أردت به : أن لا يكون في لسانك مسارعة للقدح في الناس على أي حال رأيتهم إنما ترجوا لمن غلبت عليه الطاعة الجنة , ولكن غلبت عليه المعصية تخشى عليه من النار , أما الخلق فسرائرهم إلى رب العزة والجلال .. { إنا إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم }
وحتى تكون هناك أعمال سرائر في الخلاء لابد أن يكون في قلبك تعظيم لله .. لابد أن يكون هناك علم بالله عز وجل .. وهذا ينجوا عن تدبر القران وتلاوة آياته { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد * ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }
فكلما تذكر الإنسان سعة رحمه الله إزداد أملا في دخول جنته , وكلما تذكر الإنسان عظيم قدرة الله وأن له مواطن سخط وغضب خاف من ناره , فإذا تذكر ما لله من صفات الكمال والجمال والجلال زاد حبا لربه تبارك وتعالى , ومن جمع هذه الثلاث .. حب الله, والخوف منه , والرجاء فيما عنده .. ((وفق إلى صراط مستقيم)) ..

هذه شذات من تأملات , ومتفرقات من مواعظ .. وأسال الله لي ولكم التوفيق والسداد ..

( الشيخ صالح المغامسي ) حفظه الله

الله يجزاك جنة الخلد على هذه الدرر
همستي من هنا الى كل قارئه لحروفي (ان كنت متيقنه بأن ليس نافعك الا الله ولا رازقك ومعينك الا ربك جل في علاه وان كل امورك حتى وان كانت همسه او رمشت عين المتكفل به هو خالقني وخالقك ...فلا تخافي ولاتحزني فأنتي على خير ............
(مدام هذا يقينك وهذا اساس سير حياتك فنعم الطريق هي !!!!!!!لأنه محال ان تكون يقين لشخص لا تكون مراقبةالله امام عينيه في كل صغيره وكبيره.............)
اللهم اجعلني ممن تكون مخافة الله (سر سعادتي)

بارك الله فيكِ نقل موفق

الله يحفظ مشائخنا الكرام