إن المؤمن الصادق يعلم أنه في صراع دائم مع الوقت وأن الساعة التي تمر عليه ولا يغنم فيها حسنات
فإنه مغبون فيها . ولهذا كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه , نقص فيه أجلي ولم يزد عملي " ..
وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما جلس قوم مجلسا فلم يذكروا
الله فيه إل كان عليهم ترة ( أي نقص أو حسرة ) وما من رجل مشى طريقاً فلم يذكر الله إلا كان عليه ترة )
رواه أحمد وحسنه الأرنؤوط في جامع الأصول ..
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : " ما من أحد إلا وفي عقله نقص عن حلمه وعلمه , وذلك أنه إذا أتته الدنيا بزيادة مال ظل فرحاً مسروراً , والليل والنهار دائبان في هدم عمره لا يحزنه ذلك , ضل ضلالة ما ينفع مال يزيد وعمر ينقص " ..وكان سري السقطي يقول : " إن اغـتـمـمـــت بمـــا ينقـــص مــن مــالـك فــابـك عــلـى مــا ينـقــص مــن عــمـرك " ..
وقال أبو بكر بن عياش : " إن أحدهم لو سقط منه درهم لظل يومه : إنا لله , ذهب درهمي ولا يقول ذهب يومي
ما عملت فيه " ..
أخيــــه تأملي معي هذه القصة العجيبة التي رواها لنا أبو هريرة رضي الله عنه لتدرك نعمة العمر فتغنمه في طاعة الله ....
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رجلان من بلي ( اسم منطقة أو حي ) من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأ خر الآخر سنة , فقال طلحة بن عبيد الله : فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد , فتعجبت لذلك فأصبحت فذكرت ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام , أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة " .. رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب ( 368 ) ..
فـادخــر راحتــك في قبــرك وقــلل مــن لهــوك ونومــك فـإن مـن ورائــك نومــة طويلــة صبحهــا يـوم القيامــة ..
قال الحسن البصري : " لا يجعــل الله عبــداً أســرع إليــه كعبــد أبطــأ عنــه " ..
الروابط المفضلة