بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



۩ الحـكــيم ۩

و قد ورد اسم الله ( الحَكيم ) في القرآن الكريم ما يقرب من مائة مرّة ، قال تعالى : ( وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ) ، و قال تعالى : ( وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ) .

و هذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله و كمال الحكمة .

أمّا كمال الحكمة فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه و في أمره و شرعه ، حيث يضع الأشياء مواضعها و ينزلها منازلها ، و لا يتوجه إليه سؤال و لا يقدح في حكمته مقال .

و أمَّا كمال الحكم فبثبوت أنَّ الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء ، و يقضي فيهم بما يريد ، لا رادَّ لحكمه ، و لا معقِّب لقضائه ، قال تعالى : ( إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ ) ، و قال تعالى : ( وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) و ليس لأحد أن يراجع الله في حكمه كما يراجع الناس بعضهم بعضا في أحكامهم ، قال تعالى : ( وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ) فحكمه في خلقه نافذ لا رادّ له .

و ثبوت الحكم له سبحانه يتضمّن ثبوت جميع الأسماء الحسنى و الصفات العليا ، لأنه لا يكون حكمًا إلا سميعا بصيرا عليما خبيرا متكلما مدبِّرًا ، إلى غير ذلك من الأسماء و الصفات .


۩ مختصر فقه الأسماء الحسنى ۩

لفضيلة الشيخ : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر _ حفظهما الله _


منقول