اقتصد في السنة , ولا تجتهد في البدعة !
الحمد لله , ولا حول ولا قوة إلا بالله , وبعدُ :
قال ابنُ أمِّ عبد , عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - :
(( الاقتصاد في السنة , خير من الاجتهاد في البدعة )) .
أخرجه الدارمي في سننه 1/ 50
وعن أيوب السختياني - رحمه الله تعالى - قال :
( ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا ازداد من اللّه بعداً ) .
روى الشيخان : البخاري 3644 , مسلم 1062
أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقسم ,
فجاء رجل , ناتئ الجبين , كثّ اللحية , محلوق الرأس , بين عينيه أثر السجود ,
فاعترض على قسمة الرسول صلى الله عليه وسلم , فقال عليه السلام :
يخرج من ضئضئ هذا قوم , يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم , وصيامه مع صيامهم ,
وقراءته مع قراءتهم , يقرؤون القرءان , لا يجاوز حناجرهم ,
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة ,
لَئِنْ أدركتُهم لأقتُلَنَّهم قتلّ عاد .
وفي رواية :
قال : يا رسول الله : اعدل !
قال عليه السلام : ويلك , ومن يعدل إنْ لَم أَعدل ؟!
قد خبتُ وخسرتُ إنْ لَم أعدل .
قال عمر : ائذن لي فيه , أضرب عنقه .
قال عليه السلام : دعه , فإن له أصحاباً ,
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم , وصيامه مع صيامهم ,
يقرؤون القرءان , لا يجاوز تراقيَهم
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة .
________
أرأيتَ !
ليست العبرة بكثرة أقوال ولا أفعال , وإنما العبرة بموافقة السنة .
ما أكثرَ عبادةَ هؤلاء الخوارج , فلا تقابل بعبادة الصحابة !
فقد قطعوا شوطاً كبيراً لَم يبلغه الصحابة أنفسهم ,
حتى أن الواحد منهم يحقر صلاته بل وعبادته إلى ما يفعله هؤلاء الخوارج ,
ومع ذلك يمرقون , أي يخرجون من الإسلام الذي يحبه الله تعالى ,
كما يخرج السهم من المرميّة , إذا ما أصابها بقوة , فلا تكاد تجد أيّ أثرٍ منها عليه .
وكذلك مَنِ اجتهدَ في عبادةٍ غيرِ مشروعة أيّاً كانت ,
لا تجد له أيَّ أثرٍ عليه من هذا الدين الذي يريد الله تعالى أن يتحلى به عباده .
فاقتصدْ , أي اقتصر على السنة , وتمسك بها ,
عَضَّ عليها بنواجذك , ولا تَمَلَّ , ولا تستقلَّها ,
وإيّاك أن تستكثرْ , أو تجتهد في البدعة , فإنها إلى ضلال .
فالبدعة كادت أن تكون كفراً وشركاً ,
فهي مضاهاة للشريعة , وتعطيل لها ,
فكيف لا تكون ضلالة , وفي النار ؟!
الروابط المفضلة