باب ماجاء في الكهان
قال البغوي:
العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة
وقيل: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل
وقيل: الذي يخبر عما في الضمير
وقال أبو العباس:
الكاهن:العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلمون في هذه الأمور بهذه الطرق ..
* أن الكهانة استخدام للجن واستخدام الجن كفر وشرك أكبر بالله لأن استخدام الجن لايكون إلا بأن يتقرب إلى الجن بأي نوع من العبادات لكي يخدموا بذكر الأمور الغيبية إما بالذبح أو الإستغاثة أو إهانة المصحف إو بسب الله وغيره من الأعمال الشركية الكفرية ..
*الكهان أناس يدعى فيهم الولاية والصلاح وأن عندهم على مامضى أو علم المغيبات التي ستحدث للناس أو تحدث في الأرض .
*الجن تصل إلى الأمور المغيبة التي تصدق فيها عن طريق استراق السمع ,
فإن بعضهم يركب بعضا حتى يسمعوا الوحي الذي يوحيه الله في السماء
فربما أدرك الشهاب الجني قبل أن يلقي الكلمة لمن تحته وربما أدركه بعد أن يلقي الكلمة فتأتي هذا الكلمة للجن فيعطونها للكهان فيكذب معها الكاهن أو تكذب معها الجن مائة كذبة حتى يعظم شأن الكهان وحتى تعظم عبادة الإنس للجن ..
أحوال استراق السمع ثلاثة:
1) قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كثير جدا
2) وبعد بعثة النبي لم يحصل استراق من السمع وإن حصل فهو نادر
3)بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام رجع استراق السمع ولكنه ليس بالكثرة لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا
قوله: روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لاتقبل له صلاة أربعين يوما ))
وقوله : (( من أتى عرافا فسأله عن شيء لاتقبل له صلاة أربعين يوما ))
لاتقبل له صلاة أربعين يوما أنها تقع مجزئة لايجب قضاؤها ولكن لاثواب له فيها
لأن الذنب والإثم الذي اقترفه حين أتى العراف فسأله عن شيء يقابل يقابل ثواب صلاة أربعين يوما
فأسقط هذا بهذا ويدل ذلك على عظم ذلك الذنب الذي يأتي العراف ويسأله عن شيء ولو لم يصدقه ..
وعند أهل العلم حالتين لمن يأتي العراف ويسأله عن شيء ولو لم يصدقه:
الحالة الأولى: من أتى العراف فسأله عن شيء رغبة في الإطلاع أما من أتى العراف فسأله للإنكار عليه وحتى يتحقق أنه عراف فلايدخل في ذلك
الحالة الثانية: أن يأتي العراف فيسأله عن شيء فإذا أخبره الكاهن أو العراف صدقه بما يقول
* أن من أتى الكاهن وصدقه بما يقول لم تقبل صلاته أربعين يوما وكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لكن لم يخرج من الملة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حد الصلاة بأربعين يوما ..
* هناك 3 أقوال لمن أتى كاهنا فصدقه وكفر بما نزل على محمد هل هو كفر أصغر أو أكبر :
القول الأول :أن كفره كفر أصغر وليس أكبر مخرجا عن الملة هذه أحد الأقوال في مسألة الكفر لمن أتى كاهنا فصدقه بما يقول.
القول الثاني: أنه يتوقف فيه فلايقال كفر أصغر ولا أكبر وإنما يقول: إتيان الكهان وتصديقهم كفر بالله ويسكت عن ذلك ويطلق القول كما جاء في الأحاديث وهذا لأجل التهديد والتخويف .
والقول الثالث:أن الذي يصدق الكاهن كافرا كفرا مخرج من الملة وهذا القول فيه نظر من جهتين
والقول الأظهر أنه كفر أصغر وليس أكبر ..
* أن تصديق الكاهن فيه إعانة له على الشرك الأكبر بالله وهذا حكم الذي يأتي الكاهن ..
* حكم الكاهن أنه مشرك بالله شرك أكبر لأنه لايمكن له أن يخبر بالأمور المغيبة إلا إذا أشرك ..
الروابط المفضلة