السلام عليكم و رحمة الله و بركـاته
للأسف فإن ثقافة الجسد هذه تسللت إلى مجتمعاتنا المحافظة
فتجدرت في أفكار شبابنـا و شابّاتنا ، فأضحى الكل يلهث خلف
المظاهر الجوفاء ، و الصرعات العمياء ، و الحضارات الصماء
و نسوا أو تناسوا لماذا خُلقوا و ما هي وظيفتهم في هذه الحياة !
اللوم معشر القراء ، لا ينصرف إلى الرجال وحدهم
بل تتحمل المرأة الرعنـاء جانبا مهما منه
إذ هي بفكرها المتخلف ، و نظرتها المادية تصورت أن الجمال
مجرد جسم رشيق و صورة حسنة ، فأعرضت عن الباقي
مكتفية بهاتين الميزتين ...
نعم ، جمال الصورة و الجسم يدخلان في منظومة متكاملة
اسمها " الجمـال "
لكنهما ليسا أسّها و لا أساسها ، و قد قيل في بعض أمثالنا
[ يذهبُ الجمـالُ و تبقى حُروفه ]
أي نعم ، فجمال الصورة زائل لا محالة ، و إنما جمال الروح من يبقى
جمـال الأخلاق ، و حسن العشرة
جمـال الحياء و زينة التقوى
هذا هو المعيار الحقيقي للجمال ..
فإن الله لا ينظر إلى صورنا و إلى أجسامنا
و لكن ينظر إلى قلوبنـا ،
و التقوى هي ميزان التفاضل عند الله
و هي في القلب كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا في الوجه أو الجسم كما يتخيله بعضهم !
.
من المسؤول عن تجدر هذا الفكر الشهواني في مجتمعاتنا ؟
الكل مسؤول أيها الكرام أفراداً و جماعاتٍ ، زرافاتٍ و وِحدانا
الكل في قفص الإتهام ..
ابتداءً من الأبوين ، و انتهاءً بالمؤسسات الرسمية
و إني لأعجب لأحوالنا ، و ما آل إليه تفكيرنا
كيف نسمح لبناتنا ، لتلك المرأة المبجلة المكرمة
العفيفة ، التي استوصانا النبي صلى الله عليه و سلم بها خيراً
أن نهملها و نبتذلها و نفرط في كرامتها
إلى درجة أن نجعلها سلعة رخصية و آداة مفسدة للمجتمع
بالله عليكم ، أخبروني : ما علاقة إطارات السيارة بالمرأة
إشهار يروج لإطارات السيارات ، فما دخل المرأة في الإشهار ؟
علبُ الكبريت التي تُباع في المتاجر و المحلات ..
لماذا يضعون عليها صور نساء عارية
ما العلاقة ؟ ما المناسبة ؟
إنها الشهوة و محاولة تأجيج الغرائز
إنه الفساد و السعي للإفساد
إنه السعي الحثيث لتطبيق مقولة كبيرهم :
[ كأس و غانية يفعلان في المسلمين ما لم تفعله البنادق و المدافع ]
إنها مآمرة تُحاك لهذه الأمة الخيرة منذ قرون
فهل نحن مستيقظون ؟ هل نحن مُعتبرون ؟
ردّ الله بنا إليه ردّا جميلا
إنه ولي ذلك و القادر عليه
و صلى الله على نبينا محمد
و على آله و صحبه و التابعين
الروابط المفضلة