الشيخ / خالد الراشد



يقول ابن القيم رحمه الله :
وكيف يقدر العقل القاصر الضعيف قدر ..
جنةٍ ..غرسها الرحمن بيده
..
وجعلها جزاءً لأحبابه ..وملأها برضوانه ورحمته ..
وزيَّنها وأتقنها بعظيم قدرته ..
ووصف نعيمها بالفوز العظيم ..





قال الله : ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً ،
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ
وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً
..
تأمل وتدبَّر معي من الذي سقاهم !!
﴿ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ،
إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً ..




فيا نظرة أهدت إلى الوجوه نضرة *** أضاء لها نورٌ من الفجر أعظم
للهِ أفراح المحبين عندما*** يخاطبهم من فوقهم ويُسلِّم
وللهِ أبصار ترى الله جهرة فلا*** الضيم يغشاها ولا هي تسأم



في الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال :
نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر فقال :
( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر )
..
فما هو الثمن ؟؟؟!!!.. فما هو الثمن ؟؟؟!!!..
اسمع رعاك الله ..ثم قال صلى الله عليه وسلم
:
( فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة
قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا )
..
فأبشروا يا أهل صلاة الفجر والعصر ..
ويا خسارة النائمين..
ويا خسارة المتخلفين ..





قال ابن مسعود رضي الله عنه :
والله ما منكم من إنسان إلا أن ربه سيخلو به يوم القيامة
كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ..




وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
إن أدنى أهل الجنة منزلة مَن ينظر إلى ملكه ألفي عام
يرى أدناه كما يرى أقصاه ،
وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم
مرتين ...



وقال الحسن رحمه الله :
لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الآخرة
لذابت أنفسهم في الدنيا ولتقطعت كبودهم كمداً..




فيا بائعاً هذا ببخس مُعجّل*** كأنك لا تدري ، بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ*** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم



وإنَّ أعظم العذاب في النار حرمانهم من النظر إلى وجه الجبار
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ..
هذا هو أقسى عذابهم ..
كما أنَّ أعظم نعيم هو رؤيته جل جلاله ..



حدَّث رسولنا صلى الله عليه وسلم أصحابه يوماً فقال
:
( بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امراة تتوضأ إلى جانب قصر ،
قلت لمن هذا القصر ؟! قالوا : لعمر بن الخطاب ،
فذكرت غيرتك يا عمر فوليت مدبراً ) ..
فبكى عمر رضي الله عنه وقال : أعليك أغار يا رسول الله !! ..




جاء في الحديث القدسي أنَّ الله تبارك وتعالى يقول
:
( وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي أمنين ولا خوفين ،
من أمنني في الدنيا خوفته في الآخرة ،
ومن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة ).
.
فـ ﴿ هُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ..فيا أيها الغافل .
.
ربح القوم ..
وخسرت ..
وساروا إلى الحبيب مسرعين ..
وما سرت..
وقاموا بالأوامر ..
وضيعت ما به أُمرت..





عند البخاري من حديث أنس أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال
:
( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوَّف ،
فقلت : ما هذا يا جبريل ؟
قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ،
قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر) ..




أنظر إلى من نسبهم في العبودية
﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ
وهذا أعظم الشرف وأعظم النداء ..





ومما زادني شرفاً وتيهاً *** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي*** وأن صيَّرت لي أحمد نبياً



قال صلى الله عليه وسلم :
( لو أنَّ امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما ،
ولملأت ما بينهما ريحاً ،
ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها ) ..
فلا إله إلا الله ..فلا إله إلا الله ..
إذا كان نصيفها – أي خمارها - خير من الدنيا وما فيها ،

فكيف بصاحبة الخمار!!..
فكيف بصاحبة الخمار!!..




ستسمعون غناء الحور .
.
وستسمعون كلامها .. الذي يسبي العقول بنغمة زادت على الأوتار والألحان
..
يقلن :
نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ،
ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له ...ت
قول عائشة رضي الله عنها حبيبة الحبيب

التي طهَّرها الله وزكَّاها وأظهر براءتها من فوق سبع سماوات ..
ألا لعنة الله على من يمس في عرضها أو يطعن في شرفها ..
تقول رضي الله عنها وأرضاها :
إن الحور العين إذا قلنَ هذه المقالة ..
اسمعي بارك الله فيك..
إنَّ الحور العين إذا قلنَ هذه المقالة أجبنهنّ المؤمنات من نساء الدنيا :
نحن المصليات وما صليتن ..
ونحن الصائمات وما صمتن ..
ونحن المتوضئات وما توضئتن ..

ونحن المتصدقات وما تصدقتن ..

قالت عائشة :
فغلبنهن _ أي نساء الدنيا المؤمنات غلبن الحور العين -..




فأنت أكرم عند الله من الحور العين..
وأنت أجمل منهن ..
أنت أكرم وأجمل ..
ولولا حياء المرأة لوصف الله ما أعد لهن في الجنان..
فشمري يا أمة الرحمن .. فشمري يا أمة الرحمن ..




عجباً ..لمن يعلم أن الجنة موجودة تزخرف ،
وتُفتح أبوابها ثم لا يشتاق إليها ويسعى لها !!.
.
قال صلى الله عليه وسلم :
( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ،

ألا إنَّ سلعة الله غالية ..ألا إن سلعة الله الجنة )
..
إنها الجنة ..التي لا يُسأل بوجه الله العظيم غيرها ..




إنها الجنة ..دار كرامة الرحمن فهل من مشمر لها !! .
.
إنها الجنة ..فاعمل لها بقدر مقامك فيها ..إنها الجنة
..
فاعمل لها بقدر شوقك إليها ..إنها الجنة ..دار الموقنين بوعد الله ..
المتهجدين في ظلام الليل ..والصائمين في الهواجر ..




والله الذي لا إله إلا هو ما حُلّيت الجنة
ولا زُينَّت لأمة من الأمم مثلما حُليت وزُينّت
لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ..والله ما حُلّيت الجنة ولا زُينَّت لأمة من الأمم
مثلما حُليت وزُينّت
لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
..
ومع هذا ..لا نرى لها عاشقاً
..
ولم نسمع لها طالباً ..
فيا أيها المشتاق ..ويا أيتها المشتاقة ..




فمن تخيل دوام اللذة في الجنة ..
هان عليه في الدنيا كل بلاء وشدة ..
هان عليه كل بلاء وشدة.. قاله ابن الجوزي رحمه الله ..




قبسات من الشريط المفرغ [ الجنة تنادي ، للشيخ خالد الراشد ،، ]
منقول
السلام عليكم