دخلت حفصة بنت عبدالرحمن رضي الله عنه على عمّتها أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وعلى حفصة خمار رقيق ، فشقّت عائشة رضي الله عنها الخمار ، وزجرت الفتاة وكستها خماراً كثيفاً . فقد روى الإمام ابن سعد عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت : " رأيت حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما ، وعليها خمار رقيق يشفّ عن جيبها ، فشقّته عائشة رضي الله عنها ، وقالت : " أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور "
ثم دعت بخمار فكستها .
وفي رواية أخرى : " فشقّته عائشة رضي الله عنها وكستها خماراً كثيفاً " ومن الأمور المستفادة من هذه القصة مايلي :
أولاً : استخدام الصدّيقة رضي الله عنها الزجر والتوبيخ بدل اللين والرفق ، ولعلّ ذلك كان ـ والله تعالى أعلم ـ بسبب رؤيتها التفريط في أمر الحجاب عند فتاة من آل الصديق رضي الله عنهم الّذي لايُتوقع وجوده عندها .
ثانياً : إزالة الصدّيقة رضي الله عنها المنكر بيدها لقدرتها على ذلك امتثالاً للأمر النبوي الكريم حيث قال صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ... " الحديث .
ثالثاًُ : بيان الصدّيقة رضي الله عنها خطأ الفتاة بالإشارة إلى ماجاء في القرآن الكريم ، ولَنِعْمَ مافعلت .
رابعاً : عدم اقتصارها رضي الله عنها على إزالة المنكر بل قدّمت البديل المشروع من عندها حيث كست الفتاة خماراً كثيفاً .
الروابط المفضلة