كيف تسدي النصيحة ؟
أخي الكريم/ أختي الكريمة... النصيحة أساس في حياة البشر، فالأنبياء
عليهم السلام جاؤوا ناصحين لقومهم فهذا نبي الله هود يقول:
(وأنا لكم ناصح أمين)
وذاك نبي الله نوح يقول لقومه:
(وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون)
وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نصح أمته، فكان
خير ناصح لهم، دلهم إلى ما يسعدهم في الدنيا والآخرة،
و أمرنا أن نتناصح و اخبرنا ان(الدين النصيحة) فالفرد منا لا بد
أن يكون ناصحاً لنفسه ولمجتمعه ولأسرته.
وهناك خطوات وشروط يجب مراعاتها لمن أراد أن يسدي
النصح لشخص ما وذلك بغية الوصول الى الهدف المنشود .
واليك بعض هذه الخطوات لتقديم النصيحة بطريقة مقبولة :
1- أن يكون النصح في السر اي أن تتم النصيحة فى سرية تامة بينك وبين من تنصحه
و لا تنس قول الامام الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادٍ..... وجنبني النصيحة في الجمـاعه
فإن النصح بين الناس نوع ....من التوبيخ لا أرضى استماعه
2- أن تكون بلطف وأدب أي أن تقدم النصيحة بطريقة رقيقة لطيفة يسبقها مدح واطراء
يهىء الحالة النفسية لتقبل النصيحة
قال عليه الصلاة والسلام:
((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه))

3- استخدام أسلوب الحكمة: "الشدة من غير عنف واللين من غير ضعف".
4- الكلمة الطيبة والابتسامة: للكلمة الطيبة والابتسامة سر لقبول النصيحة
5- لاتعطى نصائحك بصيغ الأمر على الاطلاق
6- أن لا يقصد بها التشهير و التوبيخ ، فإن التشهير أدعى لرد النصيحة .
فالنصيحة إذا خرجت عن التلميح وتحولت إلى التشهير والتوبيخ
فإنها تكون فضيحة بدلا أن تكون نصيحة
7- أن يكون غرضها الاصلاح
8- ان تكون تلميحا لا توضيحا أحياناً يكون التلميح بالنصيحة أفضل من التصريح، أي
محاولة النصح بطريقة غير مباشرة، كما يفضل البعد عن النقد المباشر وأسلوب الأمر، فهذا أدعى للقبول.
9- الذكاء في انتقاء واستخدام الكلمات المناسبة.
10- تبسط في الحديث فخير الكلام ما قلّ ودلّ
11- تخير الوقت المناسب لمن تنصحه (من حيث تركيزه وصفاء ذهنه )
12- تخير المكان المناسب.
13- لا تنصح من برج عاجي و كأنك لم تخطئ في حياتك.
14- احذر أن يتحول موقف النصيحة إلى ساحة جدال عقيم ومناقشة عدائية.
15- أن تختم نصيحتك بطريقة ودودة تجعل الطرف الآخر يشكرك على اهتمامك به
ورعايتك لمصالحه

ختاما نذكرك
أن النصيحة كانت ببعير فيما مضى وكان هناك رجالا يبيعون افكارهم
واليوم تقدم مجانا ويعرض الناس عنها.
ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أدرك إيجابية النصيحة فقال :
(رحم الله من أهدى إليّ عيوبي)

أي نصحني وقومني ووجهني فالنصيحة تقويم للاعوجاج
وتصحيح للأخطاء، بل إنها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
فأسأل الله أن ينفعنا واياكم بما نقول ونعلم وأن يرزقنا العمل والاخلاص فيه
وسلام من الله اليكم .




منقوووول.