إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

9- باب الشفاعة

www.lakii.com/tep/lakii17.mp3

طريقة الدراسة :

تستمع الطالبة لشرح الدرس المطلوب من شريط المعروض في الاعلى ( شرح كتاب التوحيد ) للشيخ صالح آل الشيخ
متابعة الدرس من خلال الكتاب (التمهيد في شرح كتاب التوحيد)
في حالة وجود اسئلة متعلقة بالمادة الصوتية بإمكانكم طرحها وان شاء الله يتم الرد عليكم

ملاحظة مهمة

اذا لم تستطيعوا ان تستمعوا الى الاشرطة بإمكانكم ان تقرأو الكتاب

فهو مشابه بشكل كبير لـ الشريط
الاختلاف شيئ بسيط
فالرجاء من تجد صعوبة في الاستماع او تحميل الشريط
تقرأ الكتاب وتترك القواعدوالنحو
وتركز على المعلومات العقيدة
بارك الله فيكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب الشفاعة \ الصفحة \ 186

وقول الله تعالى :{ وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( الانعام - 51 )}

وقوله :{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ...... ( الزمر - 44 ) }

وقوله : { ..... مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ......( البقرة - 255 ) }

وقوله : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ( النجم - 26 ) }

وقوله : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ.....( سبأ -22-23 ) }

(وأخبر النبي * صلى الله عليه وسلم * أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة أولا ثم يقال له : ارفع رأسك وقل يسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع ) (و قال له أبو هريرة ,رضي الله عنه :منأسعد الناس بشفاعتك قال * صلى الله عليه وسلم * من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )

تلخيص الدرس الاول من الاسبوع السابع

(((( الله الموفق والمستعان ))))

# نفى الله أن يكون الملك او الجزء منه لغيره, او يكون احدا عونا لله تعالى

ولم يبقى إلا الشفاعة ولايكون لأحد إلا من أذن له الرحمن

# والشفاعة يكون لأهل الأخلاص ولا تكون لمن أشرك بالله , والله تعالى يغفر لمن يشاء من أهل الاخلاص بواسطة لمن أذن له أن يشفع ليكرمه

وينال مقام المحمود

# والشفاعة التي نفاها القران ماكان فيها الشرك , والشفاعة لايكون إلا لأهل

التوحيد والأخلاص

# الشافع يعني الطالب فصار مع الذي يطلب منه شفعا بعد ما كان فردا , فاذا

اراد احدا شيئا من احد أخر فجائه ليشفع له وبذلك أصبح شفعا له لذلك سميت

شفاعة

# الشفاعة هي دعاء وطلب الشفاعة أي طلب الدعاء فأذا قال أحدا أستشفع

برسول الله كأنه قال أطلب من رسول الله * صلى الله عليه وسلم *أن يدعو

لي عند الله تعالى , والخلاصة ان الشفاعة دعاء وهي طلب الدعاء أيضا

# لايجب طلب الشفاعة من الميت أو عند القبور الانبياء والصالحين , لانهم

غابوا عن دار التكليف ويكون شركا أكبر لانه توجه بهذا الدعاء لغير الله تعالى , بذلك يجوز طلب الدعاء بالشفاعة من الاحياء , قد يجيب دعائهم أو

لايجيب , وكان الصحابة ياتون النبي* صلى الله عليه وسلم * ويطلبون الدعاء والشفاعة لهم

# مسائل الشفاعة تخفي حتى على بعض العلماء وكانوا لايفهمون حقيقة هذا

الامر, ومسالة الشفاعة فيها خفاء لذلك يقول بعض من اهل العلم من أئمة الدعوة , رحمة الله عليهم جميعا, : اقامة الحجة في مسائل التوحيد تختلف

بحسب قوة الشبهة فأقل الشبهات ورودا ، وأيسر الحجج قدوما على المخالف هو فيما يتعلق بأصل دعوة غير الله معه ،وبالاستغاثة بغير الله ،والذبح لغيره ،ونحو ذلك

# لا تصح الشفاعة الا بشروط , والشفاعة منها يقبل ومنها لايقبل , اي هناك شفاعة منفية

فليس كل الشفاعة مقبولة لان له شروط وضوابط

# الشفاعة في القران والسنة قسمان , المنفية والمثبة والشفاعة المنفية هي التي نفاها الله عن اهل

الشرك

# الشفاعة منفية حتى عن اهل التوحيد الا بشروط وهو ان ياذن الله للشافع ان يشفع

للمشفوع له , لان الشفيع في الحقيقة هو الله جلا وعلا وملك له واهل الايمان ليس لهم من

دون الله شفيع ولابد ان يكون الشفاعة باذن ورضا الله تعالى

# هل تنفع الشفاع مطلق ام لابد لها من قيود ؟ نعم تنفع لاكن لابد لها من شروط

والشرط أن ياذن الله تعالى , فليس الملائكة والانبياء ولا المقربون يملكون الشفاعة الا ان ياذن لهم الله تعالى

# يجب ان نعلم بان لا احد يبدا بالشفاعة دون اذن الله بذلك ولا احد يستطيع ان يبدا بها

دون اذن الله تعلى

# المشركون يعتقدون بان الهتهم اذا طلبوا وتقربوا وتذللوا له بالعبادات ثم طلبوا منهم

الشفاعة عند الله فانهم يشفعون جزما وان الله تعالى لايرد شفاعتهم والايات المذكورة

فيها ابطال لدعوى اولئك المشركين لانهم يعتقدون بان احد يملك الشفاعة بدون اذن الله

# فاذا كان من المتقرر شرعا شفاعة النبي * صلى الله عليه وسلم * حاصلة يوم القيامة

فهل يصح طلبها منه؟ الجواب يجب طلبها من الله تعالى وتقول اللهم شفع فينا نبيك لان

الله تعالى هو الذي يلهم النبي * صلى الله عليه وسلم * بان يشفع لفلان وفي فلان للذين

سالوا الله بان يشفع لهم النبي * صلى الله عليه وسلم *

# الاية 22 من سورة سبأ فيه أربع حالات :

أولا \ ان يدعوة الذين يزعمون من دون الله الذين لايملكون ذرة في السماوات والارض

فانتفى عنهم ملك الاستقلالي

ثانيا والثالثة \ نفى عنهم ان يكون لهم شركة اي شريك لله تعالى في الملك او في تدبير السماوات

والارض لانه ليس له ظهير ولا معاون ولا مؤزر ولا وزير لانه قد يتبادر في ذهن بعض الناس بان هناك من يعين ويساعد الله في تدبير الامور وتصريف الشؤن كالملائكة والانبياء

فاذا طولب منهم شيئ لايرده الله لهم لان الله محتاجهم بجهلهم يحسبون الله مثل رؤساء والحكماء في الدنيا الذين لهم اعوان يساعدونهم في تدبير امورهم ولايستطيعون رد طلب

اعوانهم لانهم محتاجون اليهم في امورهم

رابعا \ ان تلك الالهة يملكون الشفاعة بحسب اعتقادهم كما ذكره الله في نفس السورة

الاية 23 فنفها الله تعالى

# يتبين من الاية الاولى والثانية بان الشفاعة ملك لله وليس لاحد شيئ منه الا ان يعطي وياذن ويكرم بها

# نفى الله تعالى الشفاعة استقلالا الا باذن الله يرضاه , والشفاعة التي يعتقدها المشركون

يوم القيامة منتفية لانهم يعتقدون ان الهتهم لايحتاج اذن من الله تعالى والحقيقة انها لاتحصل

الا بشرط المذكور من الكتاب والسنة

# وفي حديث ابو هريرة , رضي الله عنه , ان النبي * صلى الله عليه وسلم * وهو سيد ولد ادم لما ياتي يوم القيامة لكي يشفع يسجد اولا لربه ويحمده ولاياتي بالشفاعة الا بعد ما

يؤذن له من قبل الله تعالى

# من الذي يستحق الشفاعة ؟ هم اصحاب الاخلاص من اهل التوحيد ولا يستحقها الذين

يدعون من دون الله اي المشركون

# حقيقة الشفاعة بان الله تعالى هو يؤذن لمن يريد ان يشفع لاهل الاخلاص ويغفر لهم بواسطة من اذن له فيكرمه وينال مقام المحمود , وكما ذكر يجب الشفاعة باذن الله ورضاه

ولايرضيه الله تعالى للمشركين لانهم تعلق قلبهم بغير الله

# جعل الله تعالى الشفاعة لكي يكرم بعض الناس به من الانبياء والملائكة والرسل لكي

يبين فضلهم ويرحم المشفوع له , ويبين من ذلك بان هؤلاء الذين اعطاهم الله الشفاعة

لانهم لهم قلب على عظم الله تعالى وتفرده وتدبره الامر وانه يجير ولا يجار عليه وهو الله

تعالى له الاذن باشفاعة وهو الذي له الملك والامركله ليس لاحد من شيئ وهوصاحب

الفضل والكرم والاحسان ويجب تعلق القلب به وحده تعالى لان الشفاعة فضل من الله لاهل الاخلاص

# الشفاعة المثبة وهي التي اثبتت بشرط الاذن والرضا من الله تعالى والاذن اما يكون

اذن كوني اما اذن شرعي لان اذا منعه الله كونا ان يشفع لايستطيع ان يحرك لسانه به

ومعنى الاذن ان يكون خالية من الشرك وايضا المشفوع له ليس من اهل الشرك واما

شفاعة النبي * صلى الله عليه وسلم * لابوطالب ليس لخروجه من النار انما لتخفيف عذابه لانه من المشركين وهذا النوع خاصة بالنبي * صلى الله عليه وسلم *

# تبين من هذا الباب بان شفاعة المشركين الذين تعلقت قلوبهم بغير الله باطلة وان الشفاعة

المثبة بالرضا هي التي تطلب من الله تعالى

# ان المشركين بشفاعتهم الشركية ودعوة غير الله سبب في حرمانهم للشفاعة لانهم

تعلقوا قلوبهم بغير الله تعالى وتوجه الى غير الله لذلك عاد عليهم بالعكس

ــــــــــــــ

ربي زدني علما

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب الشفاعة

• إيراد هذا الباب بعد البابين السابقين مناسب جدا فكأن الشيخ استحضر ما سيقوله المشركون من حجج حيث أنهم حين تقيم عليهم الحجة بتوحيد الربوبية حينما يسألون النبى ويطلبون منه أو من غيره من الأولياء يقولولن نحن نعتقد بذلك ولكن هؤلاء شفعاء لنا لأنهم مقربون عند الله ومعظمون.
• الشفاعة مأخوذة من الشفع وهو الزوج فالشافع طالب فصار مع صاحب الطلب الأصلى شفيعا.
• الشفاعة هى الدعاء وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء فحين يستشفع برسول الله عليه الصلاة والسلام يكون معناها طلب بأن يدعو الرسول عليه الصلاة والسلام له عند الله.
• طلب الشفاعة إن كان من الأموات أى أن يذهب أحد إلى قبر ولى ويطلب منه الشفاعة فحكمها أنها شرك أكبر لأنها فى الحقيقة دعوة لغير الله وسؤال وطلب من هذا الميت.
• أما إن كان طلب الشفاعة من الأحياء الذين هم فى دار التكليف فيجوز بمعنى أن يطلب منهم الدعاء ولكن قد يجاب وقد لا يجاب دعاؤهم.
• الشفاعة فى القرآن والسنة قسمان:
• شفاعة منفية : وهى التى نفاها الله عن أهل الإشراك فقال تعالى "وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه من ولى ولا شفيع" وفى هذه الآية نفى الله الشفاعة عن جميع الخلق حتى أهل التوحيد ولكنها منفية عنهم إلا بشروط وهى إذن الله تعالى للشافع ورضاه عن الشافع والمشفوع له. والشفيع فى الحقيقة هو الله تعالى دون سواه والشفاعة كلها ملك لله عز وجل.
• الشفاعة تنفع لكن لا بد لها من شروط " من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه" وأيضا " وكم من ملك فى السماوات لا تغنى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى" فعلى هذا لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه وهو الذى يملك الشفاعة
• من الذى يأذن الله جل وعلا لهم بالشفاعة؟
• أولا لا أحد يبتدئ بالشفاعة دون أن يأذن الله له بها وبالتالى يرجع الأمر لله جل وعلا فهو الذى يوفق للشفاعة ويأذن بها.
• فائدة هذا الشرط هو إبطال دعوى المشركين بأن الآلهة أو الموتى يملكون الشفاعة بدون إذن من الله وبدون رضاه عن المشفوع وإذا ثبت أن من يشفع إنما يشفع بإذن الله له فلا يتعلق القلب بالمخلوق أو المشفع وإنما يتعلق بمن بيده الشفاعة ومن يملك الشفاعة وهو الله سبحانه وتعالى.
• ساق الشيخ رحمه الله بعد ذلك آية سبأ" قا ادعوا اللذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة ....." سبأ 22..... فهذه الآية تشتمل على 4 حالات:
• 1- أن يدعوا الذين يزعمون من دون الله فينظرون هل يملكون مثقال ذرة فى السماوات أو فى الأرض؟ والإجابة لا يملكون وبهذا إنتفى عنهم الملك الإستقلالى فهم لا يملكون شيئا.
• 2- قوله" وما لهم فيها من شرك" وفيها نفى حتى أن يكونوا شركاء لله فى الملك أو فى تدبير أمر السماوات والأرض.
• 3- قوله تعالى " وما له منهم من ظهير" والظهير هو المعاون والمساعد فقد يعتقد البعض أن هناك من يعين الله على تدبير الأمور كالملائكة والأنبياء وبالتالى إذا توجه إليهم بالدعاء والطلب فإن الله لا يردهم لأنه سبحانه يحتاج إليهم - وحاشاه ذلك - وهذا إعتقاد فاسد ولهذا فإن الله نفى هذا الإعتقاد الجاهلى.
• 4- ثم قوله " ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ....." سبأ 23 وهنا نفى الله سبحانه وتعالى الشفاعة عن آلهتهم وأثبتها بشرط واحد وهو " إلا لمن أذن له"
• إذا فالشفاعة ليست لأحد والشفاعة ملك لله ولا أحد يشفع إلا بعد أن يأذن الله له بذلك ويكرمه بها فالشافع لا يشفع إستقلالا.
• ويكون السؤال هنا: من الذى يؤذن له؟
• والجواب من السنة حيث يؤذن للنبى عليه الصلاة والسلام والرسل ولكن لا يبتدئون بالشفاعة من أنفسهم وإنما يستأذنون فيأذن الله لهم كما فى جاء فى حديث النبى" ... يأتى فيسجد لربه ويحمده ثم يقال له يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع"
• ومن الذى يؤذن فى الشفاعة فيه ويرضى عنه فى الشفاعة؟
• الجواب فى الحديث الآخر حيث قال أبو هريرةللنبى عليه الصلاة والسلام " من أسعد الناس بشفاعتك قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه" وبالتالى فمن ينال الشفاعة هم أصحاب التوحيد بل أصحاب الإخلاص فى التوحيد وعلى هذا فكل من سأل ميتا الشفاعة فقد حرم على نفسه الشفاعة لأنه أشرك بالله.
  

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا"...

السلام عليكم



باب الشفاعة ص 186


1- الشفاعةفي الأصل: مأخوذة من الشفع والشفع هو : الزوج؛ لأن الشافع طالب؛ فصار مع صاحب
الطلب الأصلي شفعا، فإذا أراد أحد من آخر شيئا، فجاءه ليشفع له : فقد صار - بذلك
- شفعا له: فسميت شفاعة؛ لأن صاحب الطلب أصبح شفعا، بعد أن كان فردا

2- والشفاعة هي: الدعاء. وطلب الشفاعة هو: طلب الدعاء، فإذا قال قائل : أستشفع
برسول الله، فكأنه قال: أطلب من الرسول(ص ) أن يدعو لي عند الله . فالشفاعة طلب؛ فمن استشفع فقد طلب الشفاعة،


3- فالحاصل: أن الشفاعة الواردة في القر آن والسنة : قسمان: شفاعة منفية، وشفاعة
مثبتة. فالشفاعة المنفية: هي التي نفاها الله - جل وعلا - عن أهل الإشراك، وأول الأدلة
التي ساقها الشيخ - رحمه الله - في بيان هذه المسألة
الشفاعة المنفية، وقد نفاها الله عن جميع الخلق، بما في ذلك الذين يخافون وهم أهل التوحيد، كما نفاها عن غيرهم. أما عن أهل التوحيد فهي منفية عنهم إلا بشروط، وهي: إذن الله للشافع أن يشفع، ورضاه -
جل وعلا - عن الشافع وعن المشفوع له .


4- ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع، فليس من أحد يشفع لهم من دون الله -
جل وعلا - بل لا بد أن تكون الشفاعة بالله؛ يعني : بإذنه وبرضاه.
فإذا تقرر ذلك وأن الشفاعة منفية عن أحد سوى الله - تعالى - لأنه هو الذي يملك
الشفاعة وحده، بطل تعلق قلوب المشركين الذين يسألون الموتى الشفاعة، بمسألة الشفاعة؛
لأن الشفاعة ملك لله، وهذا المدعو لا يملكها .

5 - وإذا كان من المتقرر شرعا أن شفاعة النبي (ص ) حاصلة يوم القيامة، فهل يصح طلبها منه؟ الجواب: أن طلبها إنما هو من الله - تعالى -
فتقول في ذلك: اللهم شفع فينا نبيك؛ لأنه - تعالى - هو الذي يفتح، ويلهم النبي - عليه
الصلاة والسلام - أن يشفع في فلان وفي فلان، فيمن سألوا الله أن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام؛


6- فكل من سأل ميتا الشفاعة: فقد حرم نفسه الشفاعة؛ لأنه أشرك بالله - جل وعلا -
والشفاعة المثبتة، إنما هي لأهل الإخلاص، ليس لأهل الشرك فيها نصيب
وأن الشفاعة النافعة : إنما هي لأهل الإخلاص، بشرطين: الإذن، والرضا .

7- الشفاعة المثبتة فهي التي أثبتت بشرط الإذن، والرضا . قال شيخ الإسلام بعد
ذلك: " ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع ". وهذه هي الشفاعة المثبتة " أثبتها بإذنه في
مواضع ": أي بشرط الإذن، والإذن : إما إذن كوني، وإما إذن شرعي؛ فالمأذ ون له
بالشفاعة لا يمكن أن تحصل منه الشفاعة، إلا أن يأذن الله له كونا بأن يشفع، فإذا منعه الله
كونا أن يشفع لم تحصل منه الشفاعة ولا تحركت ﺑﻬا لسانه.





8- ومعنى الإذن في باب الشفاعة: بأن تكون خالصة وخالية من الشرك، وأن يكون
المشفوع له ليس من أهل الشرك . ويخص من ذلك أبو طالب، حيث يشفع له النبي عليه
الصلاة والسلام في تخفيف العذاب عنه، فهي شفاعة ليست في الانتفاع بالإخراج من
النار، إنما هي في تخفيف العذاب، خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام بما أوحى الله - جل
وعلا - إليه، وأذن له بذلك .

الشفـــــ ـ ــ ـاعـة

الشفاعة في الأصل: مأخوذة من الشفع والشفع هو الزوج لأن الشافع طالب
فصار مع صاحب الطل الأصلي شفعا

والشفاعة هي الدعاء وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء

فإذا قال أحدا استشفع برسول الله فكأنه قال: أطلب من رسول الله أن يدعو لي عند الله فإذا الشفاعة طلب والشفاعة دعاء
فمن طلب الشفاعة من ميت فإنه دعا لغير الله وهذا شرك أكبر ,,

الشفاعة الواردة في الكتاب والسنة نوعان :
القسم الأولـــ _ الشفاعة المثبتة
هي التي تكون لأهل التوحيد والإخلاص ولكن بشروط وضوابط وهو:
1_ الإذن عن الشافع أن يشفع
2_ الفرضا عن المشفوع له وعن الشافع

والقسم الثاني _ الشفاعة المنفية
هي التي نفاها الله من أهل الإشراك أي هي التي تطلب من غير الله فهذا شرك أكبر وتكون من مشرك لاتنفع هذه الشفاعة


* قال تعالى:
(( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولاشفيع ))

لايملك الشفاعة نبي ولا رسول ولا الملائكة والمقربون فمن يعتقد أن بعضهم كما يزعم المشركون له مقام عند الله ويشفع له عند الله وأن الشفاعة تقبل منهم فهذا باطل لأنهم كانوا يطلبون الشفاعة من مشرك ويعتقدون أنها تقبل من غير إذن أو رضا

وقد وردت آيات تدل على ذلك أن الشفاعة منفية من أهل الإشراك
قال تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لايملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ومالهم فيها من شرك وماله منهم من ظهير ))

هذه الآية اشتملت على أربع حالات :
1_ أن يدعوا الذين زعموهم من دون الله
وأن ينظروا هل يملكون ذرة في السماء أو في الأرض ؟ لا يمكلون
فانتفى عنهم الملك الإستقلالي

2_ ( ومالهم فيها من شرك ) هنا نفلا الله أن يكونوا شركاء لله في الملك وفي تدبير السموات والأرض أو في ملك شيء منهما فأولا نفوا عنهم أن يملكوا استقلالا وثانيا نفى عنهو لأن يملكوا شركة

3_ ثم قال: ( وماله منهم من ظهير )
الظهير هنا المعاون والمؤازر
قد يظن بعض الناس أن ثمت من يعين الله على تدبير الأمور وتصريف الشؤون كالملائكة والمقربون والأنبياء بالطلب أنه توجه بالطلب إلى من يعين الله وأنه لن يرده
كما يحصل للخلق في بعضهم البعض إن شفع أحدا أي طلب من يعاونه فإنه لن يرده فظن هؤلاء أن بعض تلك الآلهة لن تردهم وهذا اعتقاد جاهلي شركي

أن تلك الآلهة تملك الشفاعة
قال تعالى: (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ))هنا نفى الله الشفاعة ألا بشرط وهو الإذن وهذا يكون لأهل التوحيد والإخلاص

إذا الشفاعة ملك لله



* قول ابن عباس نفى الله عما سواه كل مايتعلق به المشركون أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا لله ولم يبق إلا الشفاعة فبين أنها لاتنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال:
( ولايشفعون إلا لمن ارتضى )
فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفهاالقران. . )

ومعنى قوله منتفية يوم القيامة أي عن جميع الخلق إلا لمن أثبت الله له الإستحقاق أو أن يكون نائلا تلك الشفاعة يعني الأصل الشفاعة لمن رضي الله قوله أو أذن له






* جاء في حديث أبو هريرة قوله عليه الصلاة والسلام :
( أسعد الناس بشفاعتي من قال: لاإله إلا الله )
المخصوصون نيل الشفاعة أهل التوحيد والإخلاص ولكن بشروط ..




* قول ابن تيمية في حصول الشفاعة أن الله هو يتفضل على أهل الإخلاص
يعني الذين شفع لهم إنما بتفضبل الله عليهم وهذا أكراما لهم فإذا ثبت ذلك انقطع تعلق القلب بغير الله

لأن من يطلب الشفاعة من الموتى فإنه توجه لغير الله كما يفعل المشركون
قال تعالى: ( ويقولون هؤلآء شفعاؤنا عند الله )


قول ابن تيمية : الشفقاعة المثبتة بإذنه في مواضع
1_ إذن كوني 2_ إذن شرعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
تلخيص:

باب الشفاعة .

قال الله تعالى :"و أنذر به الذين يخافون أن يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي و لا شفيع لعلهم يتقون ."
و قوله :"قل لله الشفاعة جميعا ."
و قوله :من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ."
و قوله :"و كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء و يرضى."
و قوله عز و جل:"قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات و لا في الأرض و ما لهم فيهما من شرك و ما له منهم من ظهير و لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له ."
و قال تعالى:و لا يشفعون الا لمن ارتضى ."
و أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنه يأتي فيسجد لربه و يحمده لا يبدأ بالشفاعة أولا ثم يقال له ارفع رأسك و قل يسمع و سل تعط و اشفع تشفع .
و قال له أبو هريرة :من أسعد الناس بشفاعتك .قال صلى الله عليه و سلم :"من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ."

ـ الشفاعة هي الدعاء .فاذا قال قائل :أستشفعبرسول الله فكأنه قال :أطلب من الرسول صلى الله عليه و سلم أن يدعو لي عند الله .

ـ الشفاعة لأهل الاخلاص و التوحيد باذن الله تعالى و لا تكون لمن أشرك بالله و حقيقته :أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه و ينال المقام المحمود .

ـ فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك و لهذا أثبت الشفاعة باذنه تعالى في مواضع و أنها لا تكون الا لأهل التوحيد .

ـ دل الشرع على ابطال أن يدعى مع الله جل و علا أحد فانه يصلح أن يكون دليل على ابطال الاستشفاع بالموتى الذين غابوا عن دار التكليف فطلب الشفاعة من ميت هو كمن صرف دعاءه الى غير الله جل و علا و هذا شرك أكبر .

ـ حكم طلب الشفاعة من الأموات هو شرك أكبر أما بالنسبة لمن يطلب الدعاء من الأحياء الذين هم في دار التكليف فيجوز طلب الدعاء منهم لكن قد يجاب دعاؤهم و قد لا يجاب و هذا كما حاصل في شفاعة الناس بعضهم لبعض بالشفاعة الحسنة أو بالشفاعة السيئة.

ـ كان الصحابةفي عهد النبي صلى الله عليه و سلم يطلبون منه الشفاعة يعني أن يدعوا لهم .

ـ مسألة الشفاعة من أكثر المواضيع اشتباها الا على المحقق من أهل العلم .لهذا أتى الشيخ رحمه الله بهذا الباب ليبين أن الشفاعة التي تنفع لا تصح الا بشروط .و كذلك فان هناك شفاعة منفية فليست كل الشفاعة مقبولة .

ـ الشفاعة الواردة في القرآن و السنة قسمان :شفاعة مثبته و شفاعة منفية .
الشفاعة المنفية :هي التي نفاها الله عز و جل عن أهل الاشراك أما أهل التوحيد فهي منفية عنهم الا بشروط و هي :اذن الله للشافع أن يشفع و رضاه جل و علا عن الشافع و المشفوع .فالشفاعة منفية عن أحد سوى الله تعالى لأنه هو الذي يملك الشفاعة وحده .

ـ الشفاعة تنفع لكن لا بد لها من شروط و قيود فلا أحد يشفع عند الله الا باذنه تعالى هو الذي يوفق للشفاعة و هو الذي يأذن بها فلا أحد يبتديء بها .

ـ فائدة هذا الباب : أن لا يتعلق أحد بمن يظن أو يعتقد أن له عند الله مقاما و أنه يشفع له عند الله كما يعتقد أهل الشرك في آلهتهم .

ـ من المتقرر شرعا أن شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم حاصلة يوم القيامة لكن طلبها يجب أن يكون من الله تعالى فتقول في ذلك :اللهم شفع فينا نبيك محمد صلى الله عليه و سلم .

ـ قال الله تعالى:"قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرةفي السماوات و لا في الأرض و ما لهم فيهما من شرك و ماله منهم من ظهير و لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له ."
فهذه الآية اشتملت على أربع حالات :
1 ـ الحالة الأولى: أن يدعوا الذين زعموهم من دون الله و أن ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات أو في الأرض. فانتفى عنهم الملك الاستقلالي .
2 ـ الحالة الثانية : في قوله تعالى :"و ما لهم فيهما من شرك ." اذ نفى هنا أن يكونوا شركاء لله في الملك و في تدبير السماوات و الأرض.
3 ـ الحالة الثالثة :نفى الله العتقاد الجاهلي أن لله من يعينه على تدبير الأمور و تصريف الشؤون كالملائكة أو الأنبياء فاذا اتجه الى من يعين الله فيعتقد أنه اذا طلب من الله فان الله لن يرده و قد بنوا هذا الاعتقاد الفاسد على تشبيه الخالق تعالى بما يحصل من المخلوقين بعضهم لبعض .
4 ـ الحالة الرابعة:نفي اعتقاد أن تلك الآلهة تملك الشفاعة و أثبتها بشرط أن تكون باذنه تعالى .

ـ من يشفع اذا ؟و كيف يشفع؟ الجواب :يشفع بأن يعطى الشفاعة و يؤذن له بها و يكرم بها .
و هل يشفع الشافع استقلالا ؟و جوابه :أن الله تعالى نفى شفاعة الاستقلال و أثبت الشفاعة بشرط و هو شرط الاذن و الرضا .
اذا كان كذلك فمن الذي يؤذن له ؟و من الذي يرضى له أن يشفع ؟و من الذي يرضى عنه أن يشفع فيه .و الجواب :يؤذن للنبي صلى الله عليه و سلم و للرسل فلا يبتدؤون بالشفاعة من أنفسهم و انما يستأذنون فيؤذن لهم.
و المخصصون بنيل الشفاعة هم أصحاب الاخلاص من أهل التوحيد و لا تكون لمن أشرك .

ـ كل من سأل ميتا الشفاعة فقد حرم نفسه الشفاعة لأنه أشرك بالله جل و علا .

ـ قال ابن تيمية رحمه الله موضحا حقيقة الشفاعة :"و حقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه و ينال المقام المحمود ."

ـ الشفاعة يوم القيامة لأهل الكبائر ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم بل يشفع أيضا الأنبياء و الملائكة و الصالحون فهذه شفاعات مختلفة في أهل الكبائر جعلها الله اكراما للشافع و رحمة به و أيضا رحمة بالمشفوع له و اظهارا لفضل الله جل و علا على الشافع و المشفوع له .

ـ الشفاعة المثبته:فهي التي أثبتت بشرط الاذن و الرضا و الاذن اما اذن كوني أو اذن شرعي .
و معنى الاذن في باب الشفاعة أن تكون خالصة و خالية من الشرك و أن يكون المشفوع له ليس من أهل الشرك .و يستثنى من ذلك أبو طالب حيث اختص النبي صلى الله عليه و سلم ليشفع له في تخفيف العذاب عنه لا في اخراجه من النار .

باب الشفاعة
نفيه تعالى ان يكون لغيره سلطة او ملك ولاتنفع شفاعة الابإذنه عز وجل.
إذن الله لنبيه بان يشفع بعد ان يسجد ويحمد الله.
تفضله تعالى على اهل الاخلاص بالشفاعة لمن اذن له.
نفي الشفاعة على اهل الشرك.
الشفاعة في الأصل: مأخوذة من (الشفع)، والشفع هو: الزوج،لأن صاحب الطلب أصبح شفعا، بعد أن كان فردا.
والشفاعة هي: الدعاء. وطلب الشفاعة هو: طلب الدعاء.
إبطال الاستشفاع بالموتى الذين غابوا عن دارالتكليف.
التوجه ﺑالشفاعة لغير الله جل وعلا شركا أكبر، لأﻧﻬا في الحقيقة دعوة لغير الله.
الأحياء الذين هم في دار التكليف يجوز طلب الشفاعة منهم بمعنى: أن يطلب منهم الدعاء، لكن قد يجاب دعاؤهم، وقد لا يجاب.
الشفاعة التي تنفع لا تصح إلا بشروط، وكذلك فإن هناك شفاعة منفية، فليست كل
الشفاعة مقبولة.
الشفاعة الواردة في القرآن والسنة: قسمان: شفاعة منفية، وشفاعة مثبتة.
فالشفاعة المنفية: هي التي نفاها الله ء جل وعلا ء عن أهل الإشراك،أما عن
أهل التوحيد فهي منفية عنهم إلا بشروط، وهي: إذن الله للشافع أن يشفع، ورضاه ء
جل وعلا ء عن الشافع وعن المشفوع له.
لا بد أن تكون الشفاعة بالله؛ يعني: بإذنه وبرضاه.
بطل تعلق قلوب المشركين الذين يسألون الموتى الشفاعة، بمسألة الشفاعة؛
لأن الشفاعة ملك لله، وهذا المدعو لا يملكها.
إبطال لدعوى أولئك المشركين، واعتقادهم أن أحدا يملك الشفاعة
بدون إذن الله، وبدون رضاه عن المشفوع.
اشتملت آية سبأ على اربع حالات من عجز مايشرك به من دون الله ويطلب منه الشفاعة دون إذنه:
1 لايملكون مثقال ذرة في السموات والارض، فالملك الاستقلالي لله وحده.
2 نفى أيضا ان يكونوا شركاء لله في الملك، وفي تدبير السماوات والأرض، أو في ملك شيء منهما.لأنه قد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن ثمت من يعين الله على تدبير الأمور وتصريف الشؤون، كالملائكة أو الأنبياء؛ فيظن أنه إذا توجه إلى أولئك بالدعاء وبالطلب، كان قد توجه إلى من يعين الله، فيعتقد أنه إذا طلب من الله فإن الله لن يرده.
3 نفى الله الاعتقاد الجاهلي، بظن هؤلاء المشركون أن بعض تلك الآلهة معاونة لله جل وعلا .
4 لاتنفع شفاعة الابإذنه تعالى.
سؤال1: الشفاعة ملك لله، وليس لأحد شيء من الشفاعة. فإذا كان لا يملك فمن يشفع إذا؟ وكيف يشفع؟
جواب: يشفع بأن يعطى الشفاعة، ويؤذن له ﺑﻬا، ويكرم ﺑﻬا.
سؤال2: هل يشفع الشافع استقلالا؟
جواب: أن الله تعالى نفى شفاعةالاستقلال، وأثبت الشفاعة بشرط، وهو شرط الإذن والرضا.
سؤال3: فمن الذي يؤذن له؟ ومن الذي يرضى له أن يشفع؟
الجواب: يؤذن للنبي عليه الصلاة والسلام، ويؤذن للرسل فلا يبتدئون بالشفاعة من أنفسهم، وإنما يستأذنون في الشفاعة فيؤذن لهم؛ لأﻧﻬم لا يملكوﻧﻬا، وإنما الذي يملكها إنما هو الله سبحانه وتعالى.
سؤال 4: فمن الذي يؤذن في الشفاعة فيه؟ ومن الذي يرضى عنه في الشفاعة؟
جواب: أصحاب الإخلاص من أهل التوحيد، فتبين أن تلك الشفاعة منتفية عن أهل الشرك.
من توجه إلى الموتى، أيا كانوا: رسلا، أم أنبياء، أو صالحين لطلب الشفاعة منهم فإنه مشرك؛ لأنه توجه بالدعاء لغير الله.
قال ابن تيمية رحمه الله موضحا حقيقة الشفاعة: " وحقيقته: أن الله سبحانه
هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع
ليكرمه، وينال المقام المحمود ".
وجوب انقطع القلب من التعلق بغير الله في طلب الشفاعة.
سؤال: لم لم يتفضل الله عليهم بأن يغفر لهم بدون واسطة الشفاعة؟
الجواب:" ليكرمه "، أي: إظهارا لفضل الشافع و ليس في المقام مثل المشفوع له، وأيضا: رحمة بالمشفوع له، وإظهارا لفضل الله جل وعلا على الشافع، والمشفوع له.
وهذا كله
دال لمن كان له قلب على عظم الله جل وعلا وتفرده بالملك، وتفرده بتدبير
الأمر وأنه سبحانه الذي يجير ولا يجار عليه، وهو الذي له الشفاعة كلها.
يظهر سبحانه فضله، وإحسانه،
ورحمته، وكرمه؛ لتتعلق به القلوب، فبطل إذا أن يكون ثم تعلق للقلب بغير الله جل وعلا لأجل الشفاعة.
الشفاعة المثبتة فهي التي أثبتت بشرط الإذن، والرضا.
والإذن: إما إذن كوني، وإما إذن شرعي، ومعنى الإذن في باب الشفاعة: بأن تكون خالصة وخالية من الشرك، وأن يكون المشفوع له ليس من أهل الشرك.
بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص "، وهذه هي الشفاعة المثبتة بشرط الرضا.
يعود طالب الشفاعة الشركية على نفسه بالعكس، فيحرم منها.

باب الشفاعة

1) ذكر الشيخ هذا الباب حتى يدحض حجج المشركين في أنهم يشركون مع الله غيره كونهم مقربون إلى الله تعالى وأنهم سيشفعون لهم عند الله تعالى.

2) الشفاعة هي الدعاء، وطلب الشفاعة هو طلب الدعاء.

3) كل دليل ورد في الشرع على إبطال أن يدعى مع الله جل وعلا فإنه يصلح أن يكون دليلا على إبطال الاستشفاع بالموتى. لأن الشافع والمستشفع طالبين.

4) الاستشفاع بغير الله شرك أكبر.

5) يجوز طلب الشفاعة من الأحياء، بمعنى أن يطلب منهم أن يدعون له، كما كان يفعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، وقد يجاب دعاؤهم وقد لا يجاب.

6) اختلاف أهل العلم في مسألة طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته راجع إلى عدم فهمهم لحقيقة هذا الأمر.

7) أقل الشبهات ورودا وأيسر الحجج قدوما على المخالف هو فيما يتعلق بأصل دعوة غير الله معه والذبح لغيره ونحو ذلك، ومن أكثرها اشتباها إلا على المحقق من أهل العلم هي مسألة الشفاعة.

8) الشفاعة قسمان :
شفاعة منفية: هي التي نفاها الله عزوجل عن أهل الشرك
شفاعة مثبتة: فهي لاهل التوحيد بشروط.

9) قال تعالى: (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع)
هنا نفي الشفاعة لجميع الخلق باستثناء أهل التوحيد بشروط وهي: إذن الله للشافع أن يشفع ورضاه تعالى عن الشافع والمشفوع له.

10) قال تعالى: (قل لله الشفاعة جميعا) دليل على أن الله عزوجل هو الشافع دون ما سواه إذ الشفاعة كلها ملك له، وأهل الإيمان وغيرهم ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع.

11) فائدة شروط الشفاعة هي أن لا يتعلق أحد بمن يظن أن له عند الله مقاما وأنه يشفع له عند الله، كما يعتقد ذلك أهل الشرك في آلهتهم.

12) قال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ومالهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير) اشتملت الآية على أربع حالات:

الحالة الأولى: أن يدعو الذين زعموهم من دون الله وأن ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات أو في الأرض؟
الجواب: قوله تعالى: (لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض) فانتفى عنهم الملك الاستقلالي.

الحالة الثانية: قوله تعالى: (ومالهم فيهما من شرك)
نفي أن يكونوا شركاء لله في الملك وفي تدبير السماوات والأرض أو في ملك شيء منهما.

الحالة الثالثة: قوله تعالى: (وماله منهم من ظهير)
نفي أن يكون لله عزوجل معاون أو وزير من تلك الآلهة.

الحالة الرابعة: نفي أن هذه الآلهة تملك الشفاعة في قوله تعالى: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)

13) نفى الله تعالى شفاعة الاستقلال وأثبت الشفاعة بشرط الرضا والإذن.

14) من الذي يؤذن له بالشفاعة؟
النبي صلى الله عليه وسلم والرسل، والملائكة والصالحون ممن أذن الله لهم ورضي عنهم.

15) من الذي يؤذن في الشفاعة فيه؟
أصحاب الإخلاص من أهل التوحيد

16) لم لم يتفضل الله بالمغفرة لأهل التوحيد بدون واسطة الشفاعة؟
إظهارا لفضل الشافع وإكرام الله له في ذلك المقام.

17) حقيقة الشفاعة تكون بتفضيل الله تعالى على المأذون له بالشفاعة ليشفع ويكرمه بذلك ، ثم تفضله على المشفوع له ورحمته بقبول الشفاعة فيه.

18) الإذن في الشفاعة بأن تكون خالصة وخالية من الشرك وأن يكون المشفوع له ليس من أهل الشرك، ويخص من ذلك أبو طالب حيث يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عنه. وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

19) إن تعلق المشركين بالشفاعة عاد عليهم بعكس ما أرادوا فإنهم لما تعلقوا بالشفاعة حرموها ، لأنهم تعلقوا بشيء لم ياذن الله تعالى به شرعا ، حيث استخدموا الشفاعات الشركية وتوجهوا إلى غير الله.

جزاك الله خير
وجعل الفردوس الأعلى مثواك