انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: مختارات من رسالة رمـضان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    Al.iRaQ
    الردود
    3,069
    الجنس
    ذكر

    مختارات من رسالة رمـضان

    مختارات من رسالة رمـضان

    لبديع الزمان سعيد النورسي
    رائد الصحوة الإسلامية في تركيا

    بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

    (شهْرُ رَمـضَانَ الَّذى اُنْزِلَ فيهِ القرآن هُدىً للِنَّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185)


    1- " الصوم مفتاح الشكر "

    ان هـناك حكماً عدة يتوجه بها صيامُ رمضان المـبارك بالشكـر على النعَم التي أسبغها الباري علينا، احداها:
    أن الأطعمة التي يأتي بها خادمٌ من مطبخ سلطانٍ لها ثمنُها ويُعدّ من البلاهة توهّم الاطعمة النفيسة تافهةً غير ذات قيمة، وعدمُ معرفة مُنعمها الحقيقي، في الوقت الذي تُمنح الخادم هبات وعطايا لأجلها!. وكذلك الاطعمة والنعم غير المعدودة التي بثّها الله سبحانه في وجه الارض فانه يطلب منّا حتماً ثمنَها، ألا وهو القيام بالشكر له تجاه تلك النِعم.
    والاسباب الظاهرية التي تُحمل عليها تلك النعم وأصحابها الظاهرون هم بمثابة خَدَمة لها، فنحن ندفع إلى الخدام ما يستحقونه من الثمن ونظل تحت فضلهم ومنَّتهم بل نُبدي لهم من التوقير والشكر اكثر مما يستحقونه والحال أن المنعم الحقيقي سبحانه يستحق - ببثّه تلك النِعَم - أن نقّدم له غاية الشكر والحمد، ومنتهى الامتنان والرضا، وهو الأهلُ لكل ذلك، بل أكثر. اذن فتقديم الشكرلله سبحانه واظهار الرضا ازاء تلك النعم انما يكون بمعرفة صدور تلك النعم والآلاء منه مباشرة وبتقدير قيمتها وبشعور الحاجة اليها.

    لذا فان صيام رمضان المبارك هو مفتاح شكر حقيقي خالص، وحمدٍ عظيم عام لله سبحانه. وذلك لأن أغلب الناس لا يدركون قيمة نِعَمٍ كثيرة - غير مضطرين إليها في سائر الاوقات - لعدم تعرّضهم لقساوة الجوع الحقيقي وأوضاره. فلا يُدرِك مثلاً درجةَ النعمة الكامنة في كسرة خبز يابس أولئك المتخمون بالشبع، وبخاصة إن كانوا أثرياء منعّمين، بينما يدرك المؤمن عند الافطار أنها نعمة إلهية ثمينة، وتشهد على ذلك قوته الذائقة. لذا ينال الصائمون في رمضان - ابتداء من السلطان وانتهاء بأفقر فقير - شكراً معنوياً لله تعالى منبعثاً من ادراكهم قيمةَ تلك النعم العظيمة. أما امتناع الانسان عن تناول الاطعمة نهاراً فانه يجعله يتوصل الى ان يدرك بأنها نعمةٌ حقاً، اذ يخاطب نفسه قائلاً:
    (ان هذه النِعم ليست مُلكاً لي، فأنا لست حراً في تناولها، فهي اذن تعود الى واحد آخر، وهي أصلاً من إنعامه وكَرَمه علينا، وانا الآن في انتظار أمره). وبهذا يكون قد أدى شكراً معنوياً حيال تلك النعم.
    وبهذه الصورة يصبح الصوم في حكم مفتاح للشكر من جهات شتى، ذلك الشكر الذي هو الوظيفة الحقيقية للانسان.


    2- " الصوم يهذّب النفس الامّارة "

    إن لصوم رمـضان حكماً كثيرة من حيـث توجـهه الى تهـذيب النفس الامارة بالسوء، وتقويم أخلاقها وجعلها تتخلى عن تصرفاتها العشوائية. نذكر منها حكمة واحدة:
    إن النفس الانسانية تنسى ذاتها بالغفلة، ولا ترى ما في ماهيتها من عجز غيرمحدود، ومن فقر لا يتناهى، ومن تقصيرات بالغة، بل لا تريد أن ترى هذه الامورالكامنة في ماهيتها، فلا تفكر في غاية ضعفها ومدى تعرضها للزوال ومدى استهداف المصائب لها، كما تنسى كونها من لحم وعظم يتحللان ويفسدان بسرعة، فتتصرف واهمة كأن وجودها من فولاذ وأنها منزّهة عن الموت والزوال، وأنها خالدة أبدية، فتراها تنقضّ على الدنيا وترمي نفسها في أحضانها حاملة حرصاً شديداً وطمعاً هائلاً وترتبط بعلاقة حميمة ومحبة عارمة معها، وتشد قبضتها على كل ما هو لذيذ ومفيد، ثم تنسى خالقها الذي يربّيها بكمال الشفقة والرأفة فتهوي في هاوية الاخلاق الرديئة ناسية عاقبة أمرها وعقبى حياتها وحياة اُخراها.
    ولكن صوم رمضان يُشعر أشد الناس غفلة وأعتاهم تمرداً بضعفهم وعجزهم وفقرهم، فبوساطة الجوع يفكر كلٌّ منهم في نفسه وفي معدته الخاوية ويدرك الحاجة التي في معدته فيتذكر مدى ضعفه، ومدى حاجته الى الرحمة الإلهية ورأفتها، فيشعر في أعماقه توقاً الى طرق بابِ المغفرة الربانية بعجز كامل وفقر ظاهرمتخلياً عن فرعنة النفس متهيئاً بذلك لطرقِ باب الرحمة الإلهية بيد الشكر المعنوي (ان لم تفسد الغفلة بصيرته).


    3- " رمضان شهر القرآن "

    إن من الحكم الوفيرة في صيام رمضان المبارك حكمة نزول القرآن الكريم وكون شهر رمضان أهم زمان لنزوله . فلما كان القرآن الكريم قد نزل في شهر رمضان المبارك فلابد من التجرد عن الحاجيات الدنيئة للنفس، ونبذ سفاسف الامور وترَّهاتها استعداداً للقيام باستقبال ذلك الخطاب السماوي استقبالاً طيباً يليق به، وذلك باستحضار وقت نزوله في هذا الشهر والتشبه بحالات روحانية ملائكية؛ بترك الاكل والشرب، والقيام بتلاوة ذلك القرآن الكريم تلاوةً كأن الآيات تتنزل مجدداً ، والاصغاء اليه بهذا الشعور بخشوع كامل، والاستماع الى ما فيه من الخطاب الإلهي للسمو الى نيل مقام رفيع وحالة روحية سامية، كأن القارئ يسمعه من الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم ، بل شدَّ السمعَ اليه كأنه يسمعه من جبريل عليه السلام، بل من المتكلم الازلي سبحانه وتعالى، ثم القيام بتبليغ القرآن الكريم وتلاوته للآخرين تبياناً لحكمة من حكم نزوله.
    ان العالم الاسلامي في رمضان المبارك يتحول الى ما يشبه المسجد، ويا له من مسجد عظيم تعج كل زاوية من زواياه، بل كل ركن من أركانه، بملايين الحفَّاظ للقرآن الكريم. يرتلون ذلك الخطاب السماوي على مسامع الارضيين، ويظهرون بصورة رائعة برّاقة مصداق الآية الكريمة: {شَهْرُ رَمضَانَ الَّذى اُنْزِلَ فيهِ الْقرآن}.. مثبتين بذلك أن شهر رمضان هو حقاً شهر القرآن. أما الافراد الآخرون من تلك الجماعة العظمى فمنهم من يلقي السمع اليهم بكل خشوع وهيبة، ومنهم من يرتل تلك الآيات الكريمة لنفسه..

    ألا ما أقبح وما أزرى الانسلاخ من هذا المسجد المقدس الذي له هذا الوضع المهيب، لهاثاً وراء الاكل والشرب تبعاً لهوى النفس الامارة بالسوء! وكم يكون ذلك الشخص هدفاً لاشمئزاز معنوي من قبل جماعة المسجد؟
    وهكذا الامر في الذين يخالفون الصائمين في رمضان المبارك فيصبحون هدفاً لازدراء واهانةٍ معنويين - بتلك الدرجة - من قبل العالم الاسلامي كله.









    .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    100
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    26
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    26
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الردود
    26
    الجنس
    ذكر
    جزاك الله كل خيييييييييييييييييييير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    25
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خير

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    25
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خير

مواضيع مشابهه

  1. مختارات من رسالة رمـضان
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 03-08-2009, 01:01 PM
  2. ! كيف تستعد لإستقبال رمـضان ؟ !
    بواسطة نزف الاحاسيس في نافذة إجتماعية
    الردود: 42
    اخر موضوع: 30-08-2008, 12:03 AM
  3. * مختارات من رسالة رمـضان *
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 06-08-2008, 01:38 PM
  4. مختارات من رسالة رمـضان
    بواسطة حقائق إيمانية في المجلس العام
    الردود: 2
    اخر موضوع: 29-08-2007, 04:38 PM
  5. ~*¤ô§ô¤*~ مسابـقـة رمـضان الكـبرى ~*¤ô§ô¤*~
    بواسطة ادارة الموقع في الملتقى الحواري
    الردود: 521
    اخر موضوع: 17-11-2005, 10:03 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ