السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال تعالى:"اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم من هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقي".(طه/123).
أي قال الله تعالى لآدم وحواء : إنزلا من الجنة الى الأرض مجتمعين بعض ذريتكما لبعض عدو بسب الكسب والمعاش واختلاف الطبائع والرغبات .
وكما أن آدم وحواء كانا أصلي البشر جعلا كأنهما البشر في أنفسهما ،فخوطبا مخاطبتهم (فإما يأتينكم مني هدى )أي فأن جاءكم من جهتي الكتب والرسل لهدايتكم (فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى)أي ممن تمسك بشريعتي واتبع رسلي فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة .وتلا الآية (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)أي من أعرض عن أمري وما أنزلته على رسلي من الشرائع والأحكام ،فإن له في الدنيا معيشة قاسية شديدة ،وإن تنعم ظاهره (ونحشره يوم القيالمة أعمى)أي ونحشره يوم القيامة أعمى البصر .قال ابن كثير :من أعرض عن أمر الله وتناساه فإن له حياة ضنكا في الدنيا فلا طمئنينة له ولا انشراح لصدره ،بل صدره ضيق حرج لضلاله ،وإن تنعم ظاهره ،ولبس ما شاء ،و أكل ما شاء،وسكن حيث شاء فإن قلبه في قلق وحيرة وشك .
وقيل يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه.
(قال رب لما حشرتنى أعمى وقد كنت بصيراً).
أي قال الكافر يا رب بأي ذنب عاقبتنى بالعمى وقد كنت في الدنيا بصيراً.
(قال كذلك أتتك أياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )أي قال لقد أتتك أياتنا واضحة جلية فتعاميت عنها وتركتها ،وكذلك تترك اليوم في العذاب جزاء وفاقا (وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه)أي ذلك الجزاء الموافق للخيانة والتكذيب بآيات الله ،نعاقب من أسرف بالإنهماك في الشهوات ولم يصدق بكلام ربه وآياته البينات (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)أي عذاب حهنم أشد من عذاب الدنيا لأن عذابها أشد وأدوم وأثبت لا ينقطع ولا ينقضي.
عافنا الله منها ووفقنا لما يحب ويرضى نحن وجميع المسلمين .آمين آمين.آمين.
هذا والله أعلم وصلى وسلم على سيدنا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعل آله وصحبه وسلم.
(( بقلم // زهر )).
أتمنى الفائدة لكل من يمر على الموضوع.
الروابط المفضلة