هكذا علمني الغلام وهكذا هي تعاليم الإسلام
لست ادري هل العظمة تخلق في الإنسان منذ طفولته وتسلسل معه حتى الريعان
هكذا أنا شاهدتها
ولكم قصة طفل جعلتني اطرح على نفسي الف سؤال
فمع خطوات اقدامي التي كانت تقودني للخروج من البيت وتبعتها كلماتي لترسم لكم واقع لفظي لما شاهدته عيني وسمعته إذني
خرجت فرأيت اطفال الحي مجتمعين يشاهدون مضاربة بين طفل دوما كانت نظراته تشدني وشجاعته تعجبني مع فتى اسمر اكبر منه بأكثر من اربع سنين واضف على ذلك أنه لا مقارنة بينهم في البنية الجسمانية التي يتضح أنه تميل للفتى الاسمر
اتجهت بسرعة إليهم والطفل يكافح هذا الوحش البشري ثم فصلت بينهم
قلت لهم ليش تتضاربان فقال الطفل اخذ كورتنا
طبعا مسوي كبير قلت للفتى الاسمر ليش تأخذ كورتهم
فإذا به يتجرى ويقول أخذها غصبا عنك
طبعا انا نفشت ريشي على الولد فكنت انوي اشد عليه وفجأة إذا بصوت يأتي من خلفي فإذا بي اشاهد قطار على هيئة إنسان وإذا بي اتفاجأ أن هذا العملاق شقيق الفتى الاسمر وهو يقول ايش فيه
طبعا أنا نشف ريقي وتغيرت استرتيجية التعامل مع الفتى وقلت لا بسيطة مأخذ كورة الطفل هذا
قال القطار البشري صدق يا طبعا اسم الولد بشير فقال إيه
فتبسمت ضاحكا ايش رأيك تلعب معهم
طبعا صرخ الطفل وقال والله ما يلعب معنا لانه يكسرنا
المهم تقدم القطار بإتجاه اخوه وأخذ الكورة واعطاها الطفل وذهب هو واخوه
ناظرت للطفل وقلت الكورة صدق لك
قال الطفل لا قطة بينا حنا يقصد الاولاد اللي يتفرجون له
قلت طيب ليش ما ساعدوك قال لانهم خائفين منه
فقلت وليش ما تخاف منه هو اكبر منك واقوى منك وبيضربك وبتبكي
قال لي كلمات لن انساها قال معليه يضربني وابكي شوي بس ما أخاف منه
وبالفعل هكذا تعاليم الإسلام فالشريعة جعلت من يموت دون عرضه او ماله شهيد
بل أيات القرآن حثت عباد الله أن لا يخشون ولا يخافون من قوة عدوهم
فالدفع على قدر الاستطاعة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها
فتعلمت أن دخول الخوف إلى قلبك يعني ضياع حقوقك
بل اكبر عار على المرء أن يسلب حقه وهو واقف وبلا حراك فالخوف سلب كل إرادة في الدفاع عن حقوقه
نصيحة لا تخاف إذا كنت على حق مهما كانت النتائج فيكفي شرفا أن يقال أن فلان مات دفاعا عن حقه