القرآن الكريم منهج حياة
القران منهج حياه فهل نهجره !!!
.ونحن نستشعرروحانيات قرائنا الكريم وأنه منهج حياة للبشرية, تداعب أسماعنا آيات الذكر الحكيم, تصدع قلوبنا بالدعاء فقد تجدد فيها الأمل وتجدد نفوسنا الولاءفقد اشتاقت لصالح العمل .
فضل القرآن عظيم .. فهو كتاب حياة ومنهج وهو يقدم للمسلم كل ما يحتاج في الدنيا والآخرة، ويجيب عن كل ما يخطر بباله من تساؤلات.. ينزل على القلوب المؤمنة بردا وسلاما، فيزيل كل ما يعلق بها من أمراض وآلام، فهل يعقل أن يغفل المسلم عن هذا الخير ولا يجعل لنفسه وِردا ولو صغيرا من القرآن، وقدصدق الحق جل وعلا إذ يقول:
"… فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًىفَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِيفَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَرَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَآيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" - طـه.
إن كثيرا من المسلمين لا يعرف القرآن إلا في صلاته وصيامه بئس القوم الذين لايعرفون الله إلا في أوقات بعينها يضعون المصاحف في علب جميلة مزخرفة ومزركشة.. وكأن القرآن جزء من الديكور والزينة والقرآن لم يجعل لهذا بل أنزله الله تعالى للتدبر والتأمل والفهم والتطبيق.
وقد روى البيهقي في شعبه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: تلاوةالقرآن وذكر الموت.
ومما يؤكد أهمية القرآن في حياة كل مسلم أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم بين أن من الدعاء أن يقول العبد اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي..
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر في الحديث المتفق عليه أن يختم القرآن في كل سبع ليال مرة كما كان ابن مسعود وعثمان وزيد رضي الله عنهم يختمون في كل أسبوع مرة.
والقرآن الكريم.. فيه نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا وحكم ما بيننا وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبَار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم، والصراط المستقيم من قال به صدق ومن حكمبه عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم. لا تزيغ به الأهواء ولاتلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا يبلى على كثرة الردوالتكرار وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته المتمسكون به ناجون فائزون والمعرضون عنه هلكى خاسرون
ولم تملك الجن حين سمعته إلا أن قالت:
"إِنَّا سَمِعْنَاقُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" سورة الجن. وقال الله - تعالى -: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُواأَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين…"،
الآيات من سورة الأحقاف.
أنواع هجر القرآن الكريم ..
وبعض الناس يظنون أن هجرالقرآن محصور في هجر القراءة فحسب ولكن الصواب أن أنواع الهجر كثيرة
كما ذكر ابن القيم رحمة الله تعالى ..
* فهناك هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه
* وهناك هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به
* وهجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته اللفظية أو أنه يحكي ماضيا أو أشياء صعبة التحقق والعدول عنه إلى غيره من شرأو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة عن الآخرين.
* وهناك هجرتدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد الله منه وكل هذا داخل في قول الله - تعالى -: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" الفرقان.
* ومن هجر القرآن كذلك وجود حرج في الصدر منه
وهجر القرآن داء وبيل ومرض خطير لأنه هجر لمصدر النور والهداية والسدادوالرشاد وإن في القرآن خيرا لا يحصى ومن ذلك أنه:
كتاب هدى: "الـم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِين" البقرة
كتاب رحمة: "الـم * تِلْكَ آياتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِين" لقمان
كتاب شفاء: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين" الإسراء
كتاب طمأنينة: "أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب" الرعد.
كتاب الحياة الحقيقة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم" الأنفال.
كتاب السرور والفرح: "قُلْ بِفْضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون" يونس.
كتاب خير عام: "وَقِيلَ لِلَّذِينَ آمَنُوا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا" النحل.
كتاب حق: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ" النساء.
ويقول الشاعر :
عشـقتك يا كتـاب الله حـتى *** كأنـي لا أري حبًّـا سواكاإذا حـط الظلام على دروبي *** بلا خوف أسير على سناكاوإن ضلَّت خُطاي طريق حق *** أرىنور الحقيقة في هواكانزلت على الأمين لنا سلامًـا *** فهل تبعث جماعتنا خطاكا؟!
إني لأعجب من أمة تهجر كتاب ربها وتعرض عن سنة نبيها، ثم بعد ذلك تتوقع أن ينصرها ربها؟إن هذا مخالف لسنن الله في الأرض.إن التمكين الذي وعد به الله والذي تحقق من قبل لهذه الأمة كان بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل الدستور الرباني الذي فيه النجاة مما أصابنا الآن.إن الذين يحلمون بنزول النصر من الله لمجردأننا مسلمون لواه مين. ذلك أن تحقق النصر له شروط .قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِياْلأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يعبدوننى َلا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ﴾ النور: 55
كماأن ما بعد النصر له شروط. قال الله تعالى:﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي اْلأَرْضِ أَقَامُواالصََّلاةَ وَآتَو ْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ اْلأُمُورِ ﴾الحج: 41
فعودوا إلى كتاب ربكم تنالوا نصره في الدنيا وتدخلوا جنته في الآخرة
الروابط المفضلة