السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد . بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أو ان نقف وقفة مع شرح دعاء القنوت للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى نسال الله تعالى أن يرزقنا تدبره والعمل به وان يبلغنا وإياكن رمضان وأن يرزقنا صيامه وقيامه على ما يرضيه عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه . ورد في مسند الإمام أحمد عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر " اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فمين عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضين فإنك تقي ولا يقى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت "
أولا : معنى الهداية :هداية التوفيق : وهي الهداية للحق والعمل به أي العلم والعمل وهذه يختص بها المولى جل وعلا ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) . هداية البيان والدلالة والإرشاد : العلم وتبيين الحق وتعليمه للناس ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) فالهداية النافعة هي التي يجمع الله فيها للعبد بين العلم والعمل
( اللهم اهدنا ) أي : نسأل الله الهدايتين هداية العلم وهداية العمل كما في قوله تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) فيشمل هداية العلم وهداية العمل ، فينبغي للداعي أن يستحضر أنه يسأل ربه تعالى هداية العلم وهداية العمل ( فيمن هديت ) من باب التوسل بإنعام الله تعالى على من هداه بأن ينعم علينا نحن أيضا بالهداية أي : نسألك الهداية من مقتضى رحمتك وحكمتك ومن سابق فضلك فإنك قد هديت أناسا آخرين ، و( عافنا فيمن عافيت ) من أمرض القلوب والأبدان فينبغي أن تستحضر عند الدعاء أن الله تعالى يعافيك من أمرض البدن والقلب ، لأن أمراض القلوب أعظم من أمراض البدن لأنها تعود إلى شيئين 1/ أمراض الشهوات : وتنشأ عن الهوى ، بمعنى أن يكون عارفا بالحق لكن لا يريده لهوى في نفسه 2/ أمراض الشبهات وتنشأ عن الجهل ، بمعنى أن يفعل باطلا ظنا منه أنه حقا ، وهذا مرض خطير جدا ، فأنت تسأل الله أن يعافيك منهما لذلك جاء في الدعاء ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ).
( وتولنا فيمن توليت ) الولاية نوعان : 1 / ولاية عامة : فهي تشمل كل أحد ( ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ) 2/ ولاية خاصة بالمؤمنين : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) فتسأل الله تعالى الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله جل وعلا لما يحبه ويرضاه
( وبارك لنا فيما أعطيت ) البركة من البِركة وهي مجمع الماء الكثير الثابت ، فالبركة هي : الخير الكثير الثابت والمعنى : أنزل لي البركة فيما أعطيت من مال وولد وعلم وغير ذلك مما أنعم عليك بعظيم نعمه ومنه وكرمه ، فتسأل الله البركة فيه ، لأن الله جل وعلا إن لم يبارك لك فيما أعطاك حرمت خيرا كثيرا ، ومن أبرك ما يعطيه الله تعالى للعبد العلم ، فإذا علمته غيرك ونشرته بين الناس أجرت على ذلك من عدة وجوه : 1/ في نشرك للعلم : نشر لدين الله جل وعلا فتكون كالمجاهد في سبيل الله الذي يفتح البلاد بالسلاح فأنت تفتح القلوب بالعلم والإيمان 2/ من بركة نشرك للعلم وتعليمه جفظا لشريعة الله جل وعلا وحماية لها ، فلولا العلم لم تحفظ الشريعة 3/ من بركة نشرك للعلم : أنك تحسن لمن علمته لأنك تبصره في دين الله تعالى فإذا عبد الله على بصيرة كان لك مثل أجره ( الدال على الخير كفاعله ) 4/ أن في نشرك للعلم وتعليمه زيادة له وذلك كلما علمت الناس تستذكر ما حفظت وتنفتح على ما لم تحفظ
( وقنا شر ما قضيت ) الله جل وعلا يقضي بالخير ويقضي بالشر ، وقضاؤه بالخير خير محض في القضاء والمقضي كالقضاء للناس بالرزق الواسع والأمن والطمانينة والهداية والنصر ... إلخ ، فهذا خير محض قي القضاء والمقضي
والقضاء بالشر : خير في القضاء وشر في المقضي كالقحط ( انقطاع المطر ) هو شر لكن قضاء الله به خير
كيف يكون القضاء بالقحط خير ؟ وفيه تموت المواشي والزرع فما وجه الخير ؟
ج/ استمع لقول الله تبارك وتعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) إذا لهذا القضاء غاية حميدة وهي : الرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته فصار المقضي شرا والقضاء خيرا ، فالمعنى إذاً : قنا شر الذي قضيت
( إنك تقضي ولا يقضى عليك ) فقضاء الله تعالى شرعيا وكونيا فهو سبحانه يقضي بكل شيء وعلى كل شيء لأن الحكم التام الشامل له سبحانه ، ولا يقضي عليه أحد فالعباد لا يحكمون على الله ، والله يحكمهم ولا يسالونه عما يفعل وهم يسألون ( لا يسئل عما يفعل وهم يسألون )
( إنه لا يذل من واليت ) فمن تولاه الله تعالى فإنه لا يذل ، وإن عادى الإنسان ربه فإنه لا يعز ، فإننا نطلب العز من الله ونتقي من الذل بالله جل وعلا وذل بالإيمان والتقوى ، فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا ( ولا يعز من عاديت ) فمن عادى الله فإنه لا يعز بل حاله الفشل والخسران والذل ( تباركت ربنا وتعاليت ) هذا ثناء لله تعالى بالتبارك فهو سبحانه أهل البركة و ( تباركت ) أي : كثرت خيراتك وعمت ووسعت الخلق ( ربنا ) أي : يا ربنا ( وتعاليت ) من العلو الذاتي والوصفي فهو سبحانه علي بذاته قد استوى على عرشه فوق جميع خلقه علوا يليق بجلاله وعظمته لا نكيفه ولا نمثله ، وعلي بصفاته أي : أن له من صفات الكمال أعلاها وأتمها ولا يمكن أن يكون قي صفاته نقص بوجه من الوجوه .
ما معنى ( هب المسيئين منا للمحسنين ) ؟
ج/ أقرب الأحوال أنها من باب الشفاعة ، والمعنى : أن هذا الجمع الكبير فيهم المسيء وفيهم المحسن ، فاجعل المسيء هدية للمحسن بشفاعته له كان يقال : شفع المحسنين منا في المسيئين . تم بحمد الله

موضوع منقول للامانة
اللهم بلغنا رمضان

جزاك الله الجنة

جزاك الله خيرا

الله يسعدك مقال رااااااااااااااااائع ومفيد بحق اللهم انا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة

سلمت يدااااااااااااااك