انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 1 من 1

الموضوع: بنتي - للشيخ علي الطنطاوي الدمشقي - رحمه الله تعالى -

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الموقع
    في مكة المكرمة ! البلد الأمين .
    الردود
    82
    الجنس
    رجل

    بنتي - للشيخ علي الطنطاوي الدمشقي - رحمه الله تعالى -

    بسم الله الرحمن الرحيم

    [CENTER][CENTER]ابنتي بقلم الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله


    بنيتي : أنا رجل يمشي إلىالخمسين؛ قد فارق الشباب وودع أحلامه وأوهامه ، ثم إني سحت في البلدان ولقيت الناسوخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري ، لقدكتبنا ونادينا ندعو إلى تقويم الأخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت مناالأقلام وملت الألسنة وما صنعنا شيئا ولا أزلنا منكرا بل إن المنكرات لتزدادوالفساد ينتشر والسفور والحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد إلىبلد حتى لم يبق بلد إسلامي - فيما أحسب - في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيهاالملاءة السابغة وفيها الغلو في حفظ الأعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافراتحاسرات كاشفات السواعد والنحور .. ما نجحنا وما أظن أننا سننجح ، أتدرين لماذا ؟لأننا لم نهتد إلى اليوم إلى باب الإصلاح ولم نعرف طريقه ، إن باب الإصلاح أمامكأنت يا بنيتي ومفتاحه بيدك فإذا آمنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال ، صحيح أنالرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الإثم لا تخطوها المرأة أبدا ولكن لولارضاك ما أقدم ولولا لينك ما اشتد أنت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل ، فلماسرقك اللص صرخت أغيثوني يا ناس سرقت ، ولو عرفت أن الرجال جميعا ذئاب وأنت النعجةلفررت منهم فرار النعجة من الذئب ، وأنهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح مناللص ، وإذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعزعليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التي فجعها الرجلبعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها إيوالله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب . إي والله، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنتإلا خلقها وأدبها ، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله ،ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ،ولا يلين لك كلمة ، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي علىالأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد . وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري . تشتركان في لذةساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتش عن مغفلةأخرى يسرق منها عرضها ، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهم في نفسك ، والوصمةعلى جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شاب ضل ثم تاب ، وتبقين أنت فيحمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا . ولو أنك إذ لقيته نصبتله صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والإعراض ، فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ،وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به علىرأسه ، لو أنك فعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه ، ولما جرؤبعدها فاجر على ذات سوار ، ولجاءك (إن كان صالحا) تائبا مستغفرا ، يسأل الصلةبالحلال ، جاءك يطلب الزواج . والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه ،لا تجد البنت أملها الأكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأماموقر ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الأميرات ، وممثلات هوليود ذوات الشهرةوالبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأنا أعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ،أديبتين حقا ، جمع لهما المال والمجد الأدبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقلوصارتا مجنونتين ، ولا تحرجيني بسؤالي عن الأسماء إنها معروفة !!

    الزواجأقصى أماني المرأة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقة المستهترة لايتزوجها أحد ، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج إن هي غوت وسقطت تركها وذهب (إذا أراد الزواج) فتزوج غيرها من الشريفات لأنه لا يرضى أن تكون ربة بيته وأم بنتهإمراة ساقطة والرجل وإن كان فاسقا داعرا إذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى أنتريق كرامتها على قدميه وأن تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة أو البنتالمغفلة التي تشاركه في الزواج على دين إبليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكونزوجته على سنة الاسلام ، فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ماكسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور ، فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفاتالنساء على محاربة هذا البلاء ؟ أنتن أولى به وأقدر عليه منا لأنكن أعرف بلسانالمرأة وطرق إفهامها ولأنه لا يذهب ضحية هذا الفساد إلا أنتن : البنات العفيفاتالشريفات البنات الصيّنات الديّنات في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لايجدن زوجا ، لأن الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا فيغير الشام أيضا ، فألفن جماعات منكن من الأديبات والمتعلمات و مدرسات المدرسة وطالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات إلى الجادة ، خوّفنهن الله ، فإن كن لا يخفنهفحذرهن المرض ، فإن كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع ، قلن لهن : أنكن صباياجميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكن ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ومتى دام في الدنيا شيء حتى يدوم على الصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكنإذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكن ومن يسأل عنكن ،أتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ أولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ،هناك تكون عجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الأخرى أنتن أعرف بماتكون عليه . فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية؟. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن إلى من يدلكن عليه ، ولا تعد من وسيلة إلى هدايةأخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السلمات منمرضهن ، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن .

    وأنا لا أطلب منكن أنتعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت عليه المرأة المسلمة حقا ،لا ، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ،وصبرتن الدهر الأطول تعلمن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلاتالداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الإسلام ،ولا ترضى بها النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلىحال تأباها الحيوانات . إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذوداعنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون على نسائهمالمسلمات أن يراهن الأجنبي ، لا أن يرى وجوههن ولا أكفهن ولا نحورهن بل كل شيء فيهن !! وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلماتللاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن ، والفم الخد ،والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلمات شباب مسلمونيجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلك الآباء والأمهاتالمسلمات ، وأمثال هذا !! وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ،بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآنطويلا ، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا ، وأن نبدأبمحاربة الاختلاط غير السفور ، أما كشف الوجه ، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر علىالفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشامحجابا ، وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر .

    السفورإن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته ، وإن كنا نرىالستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا . أما الاختلاط فشيء آخر ، وليسيلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها ، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديقزوجها في بيتها ، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو لقيته في الشارع ، وأنتصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث بينها وبينه ، أو أن تمشي معه فيالطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كلالميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي ولا هو ولا الأهل الأرض جميعا ، أن يغيروا خلقةالله ، وأن (يساووا) بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل . وإن دعاةالمساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لأنهم ما أرادوا منهذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ،وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه بهذاالذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء : التقدمية ، والتمدن، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) منالمعنى فكأنه الطبل .

    وكذابون لأن أوروبا التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكنالحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ،والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء منهنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجد الإسلامية ولو كانالشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارة الجسد . إن في أوروبا وفيأمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسرا كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولاتسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيراتأن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنه إلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى رواياتعرفوها ، وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الأسف واحدمن هذه (التهريجات) والصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة (الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين) تسميها أفلاما !! يقولون : إن الاختلاطيكسر شرة الشهوة ، ويهذبالخلق ، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي . وأنا أحيل فيالجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسيا التي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأيشيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها ؟ وأميركا ، ألم تقرؤوا أنمن جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات؟ فمن يسره أن يكونفي جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلام مثل هذه المشكلة . وأنا لا أخاطب الشباب، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأنيأحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلاأنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينونلكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية ، فإنأكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ،أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن منالخير ما أريده لهن . إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ،ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لمتجد واحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمون علىجمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عن الجيفة التيلم يبق فيها مزعة لحم !

    هذه نصيحتي إليك يا بنيتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعيغيره ، واعلمي أن بيدك أنت ، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الاصلاح ،فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمة كلها.



    تريميه


    هذه المقالة كتبها الشيخ علي الطنطاوي سنة 1406هـ رحمه الله تعالى

    آخر مرة عدل بواسطة [ ضــــي ] : 18-07-2010 في 06:28 PM السبب: يمنع وضع روابط اخرى

مواضيع مشابهه

  1. قصة الشيخ الطنطاوي..رحمه الله
    بواسطة سما العلا في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 01-02-2011, 09:18 AM
  2. الردود: 2
    اخر موضوع: 15-09-2009, 07:07 PM
  3. مقالة للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
    بواسطة be.happy في روضة السعداء
    الردود: 13
    اخر موضوع: 05-11-2008, 11:00 PM
  4. الردود: 6
    اخر موضوع: 01-01-2006, 03:14 AM
  5. الردود: 3
    اخر موضوع: 23-01-2001, 12:28 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ