وقالت ادخل عليهن
ثقافات الشعوب تتقلب بين الإفراط والتفريط ودين الله هو الوسط ، ودين الله هو الفطرة ، والفطرة هي الحياء والحياة .
فبين أمة تحقر المرأة وتظلمها وتشك في آدميتها ، وبين أمة تفتن بها فهي أضر بها من أي فتنة . كما جاء في صحيح البخاري ((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ))وكما جاء في صحيح مسلم وغيره ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ))
ومضت الحياة بين سابق بالخيرات وبين ظالم لنفسه ، وبقيت الأنثى هي الأنثى والذكر هو الذكر ، والشهوة هي الشهوة .
وأجد بين يدي مثالاً لهذه السنة البشرية . وهي امرأة العزيز ومراودتها لنبي الله يوسف عليه السلام عندما كان غلاماً عندها .
هذا من جهة ومن جهة أخرى أجد مثالاً من الواقع في نفس السياق مع الفارق .
فأولاً : امرأة العزيز الذي دفعها لذلك هو غلبة الشهوة وفتنتها الفردية بيوسف عليه السلام .
بينما من النساء في هذا العصر ومن يهرول في سياق ذلك من الرجال هؤلاء ليس مجرد حادثة وتصرف فردي فطري وإنما الأمر كما قال الحكيم الخبير {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} وكما قال تبارك وتعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
وثانيا : أن امرأة العزيز إنما وقعت في ذلك وكان الأصل الإباحة لأنه غلامها فلا تحتجب عنه . بغض النظر عن أحكام الحجاب في ذلك العصر . ولكن الجمال الذي وهبه الله ليوسف قد فتنت به .
بينما دعاة الاختلاط يدعون للاختلاط ونبذ الحجاب مع كل البشر .
وثالثاً : وهو مناسبة العنوان الذي اخترته (وقالت ادخل عليهن ) فتأملوا معي يا أولي الألباب قول الحق جل ذكره { وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ }وقارنوها بالعنوان عندها تندهشون من بلاغة القرآن هذا جانب ، والجانب الآخر ستدركون خطورة كيد دعاة التحرير والاختلاط ، وإن كان كيد النساء الموصوف في سورة يوسف بأنه عظيم فما بالكم إذا كان هذا الكيد بهذا الحجم من الأجندة والأطروحات والآلة الإعلامية الهائلة التي يستخدمها هؤلاء .
وإليكم البيان :امرأة العزيز قالت (اخرج) والسؤال : من أين يخرج ؟؟ لماذا لم تقل ادخل عليهن ؟؟
لأن يوسف عليه السلام كان مسجوناً ومغلوباً على أمره بالإضافة لكونه غلاماً مملوكاً .
بينما دعاة التحرير المزعوم والاختلاط يقولون للرجال وهم في سعة من أمرهم وهم الرجال الأحرار القوامون على النساء . ادخلوا على النساء اختياراً لا اضطراراً
كما يقولون للنساء : ادخلن عليهم .
والأمر كما قلت ليس تصرفات فردية بل يراد أن يكون ذلك بقوة عزيز المصر .
الروابط المفضلة