المعجزة السادسة عشرة (شهادة الذئب برسالته )
فقد روى أحمد رحمه الله في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : عدا الذئب على شاة فأخذها ، فطلبها الراعي فانتزعها منه ، فأقعى الذئب على ذنبه فقال ألا تتقي الله ، تنزع مني رزقا ساقه الله إلي . فقال يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس ! فقال الذئب : ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ محمد بشر يخبر الناس بأنباء ما قد سبق ، فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة ، ثم خرج فقال لرعي: أخبرهم فأخبرهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ،ويكلم الرجل عذبة سوطه ، وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ".وهنا مجموعة معجزات منها كلام الذئب للراعي ، إخبار بغيب لم يكن فكان اليوم، فعذبة السوط ظاهرة في تلفون الشرط ، وتكليم الفخذ وشراك النعل هي آلات التسجيل الصغيرة التي يستعملها رجال المخابرات.
المعجزة السابعة عشرة (توقير الوحش له واحترامه)
فقد روى أحمد بسنده عن مجاهد قال قالت عائشة رضي الله عنها : كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر ، فإن أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض يترمرم أي لم يتحرك ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه بحركاته.
المعجزة الثامنة عشرة (احترام الأسد لمولاه صلى الله عليه وسلم )
فقد روى عبد الرزاق صاحب المصنف أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه أخطأ الجيش بأرض الروم ، أو أسر في أسر الروم ، فانطلق هاربا يلتمس الجيش ، فإذا هو بأسد فقال له : يا أبا الحارث"كنية الأسد " إني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في أمري كيت وكيت فأقبل الأسد يبصبصه حتى قام على جنبه كلما سمع صوته أهوى إليه ، ثم قام يمشي إلى جنبه فلم يزل كذلك حتى أبلغه الجيش ، ثم همهم ساعة ، قال فرأيت أنه يودع ثم رجع عني وتركني .
المعجزة التاسعة عشرة (نطق الغزالة ووفاؤها له )
فقد روى أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة قصة الغزالة فقال : عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط ، فقالت : يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان " أي ولد الغزال " فاستأذن لي أرضعها وأعود إليهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أين صاحب هذه ؟" فقال القوم نحن يا رسول الله قال : " خلوا عنها حتى تأتي خشيفها ترضعها وترجع إليكم " فقالوا من لنا بذلك ؟ قال :"أنا" ،فأطلقوها فذهبت فأرضعت خشيفها ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :" أين صاحب هذه ؟" فقالوا هذا يا رسول الله ، فقال :" تبيعونيها؟" فقالوا: هي لك يا رسول الله فقال:" فخلوا عنها " فأطلقها فذهبت.
المعجزة العشرون (خروج الجن من الصبي بدعائه)
فقد قال أحمد رحمه اله تعالى وساق سنده إلى عباس رضي الله عنهما قال: إن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن به لمما ، وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثع ثعة " سعل مرة واحدة " فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى.
المعجزة الحادية والعشرون(شفاء الضرير بدعائه)
فقد روى أحمد بسنده عن عثمان بن حنيف : أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يعافيني فقال : إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك ،وإن شئت دعوت لك " قال : لا ، بل ادع الله لي قال : فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ، وأن يدعو بهذا الدعاء :" اللهم إني أسالك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك في حاجتي هذه فتقضى ، اللهمشفعه في " ففعل الرجل فبرأ.
المعجزة الثانية والعشرون(شفاء علي رضي الله عنه بتفاله)
ففي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر:" لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يده " ، فلما أصبحوا نادى عليا فقالوا : مريض يا رسول الله يشكو عينيه فقال "ائتوني به " فأتى به فنفث في عينيه بقليل من ريقه صلى الله عليه وسلم فبرأ لتوه ولم يمرض بعينه بعد قط.
المعجزة الثالثة والعشرون(رد عين قتادة بعد تدليها)
إذ في أحد أصيب قتادة بن النعمان في عينه حتى سقطت وتدلت على وجنته فردها صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فبرئت على الفور ، وكانت أحسن منها.
المعجزة الرابعة والعشرون(شفاء الصبي بفضل سؤره)
روى ابن شيبة أن امرأة من خثعم أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي به بلاء لا يتكلم . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فمضمض فاه ، وغسل يديه ، ثم أعطاها إياه وأمرها بسقيه ومسحه به ففعلت فبرئ الولد وعقل عقلا يفضل به عقول الناس .
المعجزة الخامسة والعشرون (تحول جذل الحطب سيفا)
لقد انكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم جذل حطب فقال : "اضرب به " فانقلب في يده سيفا صارما طويلا أبيض شديد المتن ، فقاتل به ، ثم لم يزل عنده يشهد به المواقف إلى أن أستشهد عكاشة في قتال أهل الردة
المعجزة السادسة والعشرون-الأربعون (صدق إخباره بالغيب)
فقد روى أبو داود بسنده في أم ورقة بنت نوفل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت له : يا رسول الله ائذن لي في الغزوة معك أمرض مرضاكم لعل الله يرزقني بالشهادة ، فقال لها : " قري في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة " ، فكانت تسمى الشهيدة ، وكانت قد قرأت القرآن ، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في بيتها مؤذنا يؤذن لها ، وكانت قد دبرت لها غلاما وجارية فقاما إليها بالليل فغماها في قطيفة لها حتى ماتت ، وذهبا ، فأصبح عمر فطلبهما فجئ بهما فصلبهما عمر رضي الله عنه فكانا أول من صلب بالمدينة.
ومن آيات النبوة المحمدية صدق أخباره الغيبية الآتية:
1- قوله صلى الله عليه وسلم في الحسن رضي الله عنه: " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين " وقد أصلح بين من كان مع الحسن وبين من كان مع معاوية رضي الله عنهم جميعا .
2- قوله صلى الله عليه وسلم :" اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان "، فكان كما أخبر فمات أبو بكر بمرض أصابه ومات عمر في المحراب شهيدا وقتل عثمان في داره شهيدا رضي الله عنهم جميعا .
3- قوله صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك وقد خرج في ملاحقته صلى الله عليه وسلم يوم هجرته حيث أعطت قريش جوائز لمن يأتيها بمحمد صلى الله عليه وسلم . قال : وقد ساخت قوائم فرسه في الأرض مترين قال له :" كيف بك إذا ألبست سواري كسرى ؟" فلما أتى بهما عمر رضي الله عنه ألبسهما إياه وقال " الحمد لله الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقة .
4- قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة " وقد وقع ما أخبر به فقد اقتتل علي ومعاوية رضي الله عنهما بجيشيهما في صفين ودعواهما واحدة.
5- قوله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا قبر أبي رغال ، وإن معه غصنا من ذهب "فحفروه فوجدوه كما أخبر وذلك حين كان ذاهبا إلى الطائف.
6- قوله صلى الله عليه وسلم لخباب بن الأرث وقد جاء يشكو إليه ما يلقى المؤمنون من كفار قريش ، يطلب منه أن يستنصر الله تعالى لهم . قال له وقد احمر وجهه صلى الله عليه وسلم أو تغير لونه :" لقد كان قبلكم تحفر له الحفرة ، ويجاء بالمنشار فيوضع على رأسه ، فيشق نصفين ما يصرفه ذلك عن دينه ، وليتمن الله هذا الأمر ، حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضر موت ما يخشى إلا الله والذئب على غنمه"
7- قوله صلى الله عليه وسلم :" منعت العراق درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مدها ودينارها ومنعت مصر أردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم " . فقد منعت العراق والشام ومصر ما كانوا يؤدونه إلى أهل الحجاز من خراج وغيره وعاد أهل الحجاز كما بدؤوا فمسهم الجوع .
8- وقوله صلى الله عليه وسلم :" الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء ". ؛ إذ كانت خلافة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وكانت خلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما، وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين ، وتكميل الثلاثين كان في خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهم جميعا ، إذ كانت نحوا من ستة أشهر .
9- قوله صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه :" افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه "وذلك ما جاء في الحديث الصحيح : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بستانا فدلى رجليه في القف فقال أبو موسى وكان معه : لأكونن اليوم بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست خلف الباب فجاء رجل فقال : افتح فقلت من أنت ؟ قال: أبو بكر ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :" افتح له وبشره بالجنة " ، ثم جاء عمر فقال كذلك ، ثم جاء عثمان فقال :" ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه".
الروابط المفضلة