انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: الحَالُّ المُرْتحِلْ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الموقع
    الإسكندرية - مصر
    الردود
    28
    الجنس
    امرأة

    الحَالُّ المُرْتحِلْ

    الحَالُّ المُرْتحِلْ

    عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أى الأعمال أحبُّ إلى الله ؟ فقال : الحالُّ المرتحل . قال : يارسول الله ، من الحال ومن المرتحل ؟ قال : صاحب القرآن ، يضرب فى أوله حتى يبلغ آخره ، وفى آخره حتى يبلغ أوله " رواه الطبرانى .
    القرآن الكريم دستور الإسلام ، وأساس الإيمان ، وهو الذى جعله رب العالمين هاديا ورائدا ، ودليلا ومرشدا . والمُراد بالحالِّ المرتحل هنا هو الإنسان الذى يعلق قلبه ولسانه بكتاب الله عز وجل ، فهو كثيرالإقبال عليه ، والنظر فيه ، والإستمداد منه ، لايكاد يبلغ خاتمته فى قراءته وتلاوته ، حتى يصل نهاية سورة ببدايتها ، وما يكاد يصل خاتمة المصحف حتى يربطها بفاتحته ، ولذلك جاء فى رواية أخرى للحديث أنه عليه الصلاة والسلام سئل : أى الأعمال أفضل ؟ فقال : الحالُّ المرتحل . قيل وماذاك ؟ قال : الخاتم المُفتتِح . أى الذى يختم القرآن بتلاوته ، ثم يفتتح التلاوة من أوله ، شبهه بالمسافر ، يبلغ المنزل فيحل فيه ، ثم يفتتح سيره ، أى يبتدئه .
    وقد رُوى أن قرَّاء مكة فى عهد السلف كانو إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا" الفاتحة " وخمس آيات من أول سورة البقرة ؛ ثم يقطعون القراءة ، أى يقفون عند ذلك حتى يعودوا إلى التلاوة مرة تالية ، ويُسمُّون فاعل ذلك : "الحالُّ المرتحل " أى ختم القرآن الكريم ، وابتدأ بأوله ، ولم يفصل بينهما زمان . يقول الإمام القرطبى فى تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " وكان مما ذكره هذه العبارة : " ومن حُرْمته أن يفتتحه كلما ختمه ، حتى لايكون كالمهجور" ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ختم يقرأ من أول القرآن خمس آيات ، لئلا يكون قى هيئة المهجور . ولا يليق بقارئ القرآن أن يختار سورا ًبعينها ، أو آيات بذاتها ، يقتصر على تلاوتها وترديدها ، بل هو يُرتل القرآن قدر طاقته من بدايته حتى نهايته ، ويصاحبه فيمضى فيه من أوله حتى يبلغ آخره ، ثم يضرب فى أوله ، كلما حل ارتحل ، ولعل ذلك هو الذى جعل القرطبى يقول فيما يقول : إن حرمة القرآن الكريم على قارئه ألا يلتقط الآيات من كل سورة يقرأها ، فإنه رُوى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مر ببلال رضى الله عنه وهو يقرأ من كل سورة شيئا ، فأمره أن يقرأ السورة كلها .
    وقد أكدت السنة الطاهرة الحث على تعهد القرآن الكريم والإرتباط به ، فجاء فى الحديث قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " تعهدوا هذا القرآن ، فوالذى نفسى بيده لهو أشد تَقَصَّّيا َمن الإبل فى عُقُلها " والعُقُل – بضمتين جمع عقال - ، وهو الحبل الذى يُعقل به البعير، أى يُربط ، والإبل المعقولة هى المشدودة بالعُقُل . وجاء فى الحديث القدسى : " من شغله القرآن وذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين " .
    هذا وقد روى الإمام إبن الأثير فى" كتابه النهاية " تفسيرا ثانيا لكلمة " الحال المرتحل " فذكر أنه قيل : إن الحال المرتحل هو الغازى الذى لا يقفل من غزو إلا أعقبه بآخر . فكأن هذا الغازى كلما رحل منزلا عقب انتهائه من عزوة ، أعد نفسه للإرتحال إلى غزوة أخرى ، وهكذا ، ولاشك أن الجهاد - ممن استطاع وقدر عليه - عمل من أجل الأعمال التى يشكرها الله عز وجل ، ويُثيب عليها .
    والتفسيران الواردان فى كلمة " الحال المرتحل " لا يتناقضان ولا يتعارضان ؛ لأن الجهاد شريعة القرآن ولأن القرآن كتاب الجهاد ، فمن أقبل على القرآن وتلاه وتدبره واستمد منه آمن بأن الجهاد فريضة باقية ماضية ، ومن جاهد لتكون كلمة الله هى العليا فقد عمل على إعزاز شأن القرآن . والمهم هو الدوام على عمل الخير ، سواء أكان عن طريق التدبر للقرآن والإهتداء به ، أم عن طريق إخلاص الجهاد له ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " أحب الأعمال إلى الله أدومها ، وإن قل " .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الموقع
    بين الورود
    الردود
    68
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير
    اللهم اجعلنا من اهل القران
    آآآآآآآآآآآآمين

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ