أخرج ابن المبارك عن عطاء قال: قال موسى: يا رب أي عبادك أحب إليك؟ قال: أعلمهم بي.
أعلم أنه كلما زادت معرفتك لله زاد حبك له فهو مجمع الكمالات والخيرات
تعرف على الله بأسمائه وصفاته فقد دعاك لذلك وجعل الجنة ثوابا لمن يحصيها
للناس مشارب في تواجهاتهم وميولهم فمنهم الذي تعجبه مواقف الجود والكرم ومنهم
الذي تؤثر فيه وتبهره العزة والعظمة ومنهم الذي يؤثر فيه الجمال وحسن التنسيق والابداع ومنهم ما يكون الترهيب في نفسه أوعظ من الترغيب
فمن اي أولئك كنت فعند الله من المدد ما سوف يفيض عن سعة وعائك
اعرف أولا نفسك ومن أي الاصناف انت ثم أدخل على الله من الباب الذي يناسبك
ولا تغفلن عن الابواب الأخر
فاذا قبلت فأبشر بالذي يسرك فاذا ثبت وصبرت رقاك ورفعك
فتزداد معرفتك ويزداد حبك فينعكس على جوارحك فتكثر الطاعات وتجتنب المنهيات وتتسع الاخلاق المرضيات وكنت في ذلك ما شاء الله لك ان تكون الى ان تتجلى عليك ألطاف مننه سبحانه باصطفائك لأهل قربه ومحبته وتصبح المقصود بمقالته: (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده الذي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )
واعلم ان هذا المقام لا يعرفه الا أهله والناظر اليه من غيرهم قد يظن فيهم ان تحدثوا فيه الكبر والعجب والحقيقة انه لا يسعهم فيه الا التواضع الأستغفار لأدراكهم مدى التفريط الذي كانوا هم والناس عليه من عدم وفاء الجليل حق قدره (سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ) فعلموا أن الله هو أعلى وأعظم وأجل مما يتوهم الناس ويظنون فالله على ما هو عليه في نفسه بصفاته لا يدركه الا هو , واعلم أن ادراك العجز عن الادراك هو كمال الادراك
(سبحانك لا نحصي ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك)
الروابط المفضلة