حُـكم قول : ( في مستقر رحمته(
كتبه: عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
يقول بعض الناس عنالميت : وجمعنا به في مستقر رحمته .
وهذا القول لا يخلو من ملحظ .
روىالبخاري في الأدب المفرد عن أبي الحارث الكرماني قال :
سمعت رجلا قال لأبي رجاء : أقرأ عليك السلام وأسأل الله أن يجمع بيني وبينك في مستقر رحمته .
قال : وهل يستطيعأحد ذلك ؟
قال : فما مستقر رحمته ؟
قال : الجنة .
قال : لم تُصِب .
قال : فما مستقررحمته ؟
قال : رب العالمين .
وصحح إسناده الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيحالأدب المفرد ( ص 286 ) وقال في الحاشية :
وهذا الأثر عنه - أي عن أبي رجاءالعطاردي - يدل على فضله وعلمه ، ودقة ملاحظته ، فإن الجنة لا يمكن أن تكون مستقررحمته تعالى ؛
لأنـها صفة من صفاته ، بخلاف الجنة فإنـها خلق من خلق الله ، وإن كاناستقرار المؤمنين فيها إنما هو برحمته تعالى ،
كما في قوله تعالى : ( وَأَمَّاالَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) يعني الجنة . انتهى كلامه – رحمه الله – .
أحببت التنبيه على هذه الكلمة لأنهاتكثر على بعض الألسنة .
والأولى أن يُـقال – مثلاً – جمعنا الله به في داركرامته ، ونحوها .
الروابط المفضلة