الطريق الى الجنه....
الحمد لله الودود المعطي بلا حدود المتفضل على كل العبيد أحمده شاكرا نعماءه ومصليا على رسوله وآله وصحبه أما بعد

أيها الفضلاء ..

لقد طغى فئام من الناس في المادة حتى عبدوها وانشغلوا عن الروح فحيدوها وإني متحدث هذا المساء مخاطبا الأرواح و كما قيل :

حديث الروح للأراوح يسري ,, وتدركه القلوب بلا عناء

فأعرني روحك لأسامرها في هذه الروضة الغناء

بسم الله أبدأ : إنها غاية تستحق المنافسة وأفق جدير بالسباق وقمة قمنة بالتحليق , المتنافس فيها محمود , والعامل لها طاب ورده ونعم الورد المورود , يكفي كعبها شرفا قول ربها جل في عليائه بعد ذكر نعيمها "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" , "لمثل هذا فليعمل العاملون"

إنها الجنة مستقر الرحمات وموطن الهبات وجزاء الله لأوليائه وعطاؤه لأصفيائه جلت دارا وحسنت مستقرا وطابت لأهلها مقيلا أرعوا أسماعكم لأهلها إبان شكرهم لربهم نعماءه وكرمه وآلاءه " وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "

تلك الجنة التي استفاض ذكر نعيمها في القرآن والسنة فحركت لواعج القلوب الحية فطارت لبابها!

سلوا عنها عميرَ بنَ الحُمام في يوم الفرقان يوم التقى الجمعان في يوم بدر الكبرى ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم في الناس يقول " قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض "فيقول عمير : يارسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال: نعم، قال: بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك على قول: بخ بخ؟)) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال: ((فإنك من أهلها)) فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى ما كان معه من التمر، ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه
بل سلوا عن الشوق للجنة سيد بني سلمة -عمرو بن الجموح- رضي الله عنه لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مقولته في بدر: ((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)) فقام وهو أعرج، فقال: والله لأقحزن عليها في الجنة، فقاتل حتى قتل.

وغير بعيد عنه في أحد , سلوا أنس بن النضر عن ريح الجنة حين قال لأخيه سعد بن معاذ : أي سعد، هذه الجنةُ ورب أنس، أجد ريحها دون أُحد ,

سلوا عن التشمير للجنة القائد الشهيد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: الذي أنشد عاشقا للجنة وهو في طريقه للموت في يوم مؤتة:

يا حبذا الجنةُ واقترابها طيبة وبارد شرابها


وإذا كان المطلوب الجنة فلا إيثار عند الأولياء , ذكر أهل السير أن خيثمة بن الحارث وابنه سعدا ، استهما يوم بدر أيهما يخرج فخرج لسعد، فقال له أبوه: يا بني آثرني اليوم فقال له سعد: يا أبت لو كان غيرَ الجنة فعلت فخرج سعد إلى بدر فقتل فيها، ومازال أبوه خيثمة يتطلع إلى الجنة حتى كان يومُ أحد، فلقي الله شهيدا .

إخواني ..

وإذا كان الجزاء الجنة فمرحبا بالصبر على المصيبة ! تلك أزجية لأحد الصالحات في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال عنها ابن عباس لعطاء كما في الصحيحين : ألا أريك امرأة من أهل الجنة فيقول بلى قال هذه المرأة السوداء , وقصتها أنها امرأة أثقل المرض كاهلها، وهدّ الوَهَن عزمها، ها هي تقبل من بعيد، تدفع جسمها دفعًا، وقدماها تخطان في الأرض حكاية المعاناة وقصّة الأوجاع، جاءت تلقي الهموم وتحكي ضعف الحال وقلة الحيلة، ألقت بهمومها إلى البَر الرحيم، وشكت حالها إلى العطوف الكريم: أن يا رسول الله، إني أُصرع، وإني أتكشّف، فادع الله لي، قال: ((إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)). إنها تعلم أنها تناجي خير العالمين، الذي إذا رفع يديه إلى السماء أجابه سميع الدعاء لقد كان بينها وبين شفائها وقضاء حاجتها بإذن ربها أن تقول: ادع الله أن يشفيني، ولكنه كان خيارًا فوقه الخيار العظيم، والمطلوب الكريم الذي تلاشت أمامه كلُ الهموم وتناست بذكره كلَ الآلام والغموم.. إن ثمن الصبر الجنة. ولا مقارنة ! قالت المؤمنة بل أصبِر يارسول الله ، وكل مكروه منتهاه الجنة فهو مستطاب
" تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا "

فاعمل لدار البقا رضوان خازنها ,,, والجار أحمد والرحمن بانيها

يقول سبحانه عن أهلها: "مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُس خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا "
أخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران)).

في الجنة أنهار تلذ للشاربين وتحلو للواردين "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّم يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى"

وفي الجنة الكوثر وهو نهر أعطاه الله سبحانه لنبيه عليه السلام ،" إنا أعطيناك الكوثر " يقول صلى الله عليه وسلم في وصفه كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي وابن ماجه عن ابن عمر: ((الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب ريحا من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأشد بياضا من الثلج)).

الفائز بالجنة منعم أبدا لا يبأس ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه؟! حور وقصور فاكهة وحبور , إنها الحسنى وزيادة , والزيادة رؤية الرحمن عز وجل؟! وما تنعم أهل الجنة بشيء يعادله "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة". قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر فإن استطعتم أن لا تُغْلَبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا)). ويقول عليه السلام: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟! فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم)) أخرجه مسلم والترمذي عن صهيب رضي الله عنه

فحي على جنـات عـدن فإِنـهـا ,,,, منازلك الأُولى وفيها المخيــــم
وحى على روضاتهـا وخيامهـــا ,,,, وحى على عيش بها ليس يســأم
وحى على يوم المزيد وموعـد الــ,,,,ـمحبين طـوبى للذي هو منهــم
وحــى على واد بهـا هـو أَفيح ,,,,, و تربته من أذفر المسك أعظـــم
ومـن حولها كـثبان مسك مقاعـد ,,,, لمن دونهم هذا الفخار المعظـــم
يرون به الرحمـن جــل جلالــه ,,,, كرؤية بدر التـم لا يتوهــــم
أَو الشمس صحواً ليس من دون أُفقها ,,,, ضباب ولا غيم هناك يغيــــم
وبينـا هم في عيشهم وسرورهـــم ,,,, وأَرزاقهم تجرى عليهم وتقســـم
إِذا هـم بنور ساطع قد بدا لهـــم ,,,, فقيل ارفعوا أبصاركم، فإِذا هــم
بربهم مـن فوقهـم وهـو قائـل: ,,,, سلام عليكم طبتم وسلمتــــم
فيـا عجبـا، ما عذر من هو مؤمن ,,,, بهذا ولا يسعى له ويقـــــدم


يقول عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ((إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلةِ البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء))، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم من حديث أنس: ((إن في الجنة لسوقا، يأتونها كل جمعة، فيها كثبان المسك، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا))،

وتأملوا هذا الحديث العظيم الذي يبين لنا عظمة أجر الله لعباده الصالحين، فقد أخرج الإمام مسلم وأحمد عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سأل موسى ربه فقال: يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟! فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرةُ أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فيقول: رضيت رب، قال موسى: ربّ فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر)).

إنها الجنة مفتاحها قول لا إله إلا الله ،وأسنانه شرائع الإسلام فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح له ومن جاء بمفتاح بلا أسنان أوشك أن لا يدخل ,

قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: "وظل ممدود

". قال : " الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدرَ ما يسير الراكب في نواحيها مئةَ عام يخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها "

غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر , فيها جنتان فيهما من كل فاكهة زوجان وجنتان فيهما فاكهة ونخل ورمان وليست الفواكه والنخل والرمان كهيئتها في الدنيا وإنما الاسم هو الاسم والمسمى غير المسمى، يدعون فيها بكل فاكهة آمنين آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من كل خوف ومن كل نقص "والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم "

يعطى الواحد منهم قوة مئة في الطعام والشراب ليأكلوا مالذ وطاب ثم يخرج طعامهم وشرابهم جشاء ورشحا من جلودهم كريح المسك لهم فيها أزواج مطهرة من الحيض والنفاس والبول و الأذى " هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون، لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم " أنشأهن الله *****َ فجعلهن أبكارا، كلما أتاها زوجها عادت بكرا وجعلهن عربا أترابا على سن واحد .

ينادى مناد : أن يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وأن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وأن تشبوا فلا تهرموا أبدا وفوق ذلك كله أن الله أحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا

وبعد فيا أيها الفضلاء والفاضلات

تلك الجنة أليست جديرة بأنْ يَعْملَ لها العاملُون، ويتنافَس فيها المتنافِسُونَ، ويُفْنِي الإِنسانُ عمرَه في طَلبهَا زاهداً في الدُّون،

بلى وبانيها


وإنْ سألتُمْ عن العمل لها والطريقِ الموصل إليها فدونكم السبيل فاسلكوه :

قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون
"إن المتقين في جنات وعيون آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ "

"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين.الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين."


وأختم بقول قيم للإمام ابن القيم رحمه الله حيث قال ما مضمونه :


"لما علم الموفقون ما خلقوا له وما أريد بإيجادهم رفعوا رؤوسهم، فإذا علم الجنة قد رفع فشمروا إليه، وإذا صراطها المستقيم قد وضح لهم فاستقاموا عليه، ورأوا من أعظم الغبن بيع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، في أبد لا يزول ولا ينفد بصبابة عيش، إنما هو كأضغاث أحلام: أو كطيف زار في المنام، مشوب بأنغاص ممزوج بالغصص، إن أضحك قليلاً أبكى كثيراً، وإن أسر يوماً أحزن شهوراً، آلامه تزيد على لذاته، وأحزانه أضعاف مسراته، فيا عجباً من سفيه في صورة حليم، ومعتوه في مسلاخ عاقل، آثر الحظ الفاني على الحظ الباقي النفيس، وباع جنة عرضها الأرض والسماوات بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات، وإنما يظهر الغبن الفاحش في هذا البيع يوم القيامة، وإنما يتبين سفه بائعه يوم الحسرة والندامة، إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفداً وسيق المجرمون إلى جهنم ورداً، ونادى المنادي على رؤوس الأشهاد ليعلمن أهل الموقف من أولى بالكرم من بين العباد، فلو توهم المتخلف عن الرفقة ما أعد الله لهم من الإكرام وادخر لهم من الفضل والإنعام وما أخفى لهم من قرة أعين لم يقع على مثلها بصر ولا سمعته أذن ولا خطر على قلب بشر لعلم أي بضاعة أضاع، وعلم أن القوم قد توسطوا ملكاً كبيراً لا تعتريه الآفات لا يلحقه الزوال، وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال، فهم في روضات الجنات يتقلبون، وعلى أسرتها تحت الحجال يجلسون، وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئون، وبالحور العين يتنعمون، وبأنواع الثمار يتفكهون "

ومسك الختام قول المصطفى عليه الصلاة والسلام ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة().رواه الترمذي

فشمر أخي هديت واسلك طريق الجنة عزما وعملا ولاتكن كالمفلس الذي رأس ماله المنى


اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ,,, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين