بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
موضوعي اليوم مهم للغاية
أحببت أن أوقظ به النائمين
وألفت انتباه الياقظين
في أمر من أمور الدعوة
من وسائل وطرق التعليم أن تسرد الأمثلة وتروي القصص المناسبة عن
موضوعك الذي تدعو إليه
هي طريقة جيدة للدعوة
ولكن !
ليست من الأمور المستحبة إذا كثرت
أو إذا أصبحت الداعي إلى الله يشبه ما يسمونه " الحكواتي "
أي راوي القصص وحسب !!!
بل ترى أن العلامة الفقيه لا يحصر كلامه في سرد القصص بحجة تحبيب العلم للناس
لا أقول لا يحكي القصص نهائياً !
ولكن لا يكثر منها
فهذه الطريقة ليست من طرق السلف الصالح
ومساوئ هذا الأمر :
أن تجد الناس يحبون ويفضلون الداعي الذي يحكي الأمثلة
ويبعدون عن العالم الحقيقي الذي له القدر والشأن الأعظم !
لأنهم يرون أن ذاك " الحكواتي " ممتع ومسلي أكثر
هذا الأمر من إحدى الأمور التي تشتكي منها هذه الأمة
فإياك أختي أن تعجبي كثيراً بهؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم الدعاة !
ومنهم من لم يدرس من العلم ما يكفي ليطلق على نفسه لقب الداعي !
واكتفى بأنه يملك صوتا جميلا أو طريقة جاذبة في إلقاء القصص !!!
لا يجوز لي أن أذكر أسماء مثل هؤلاء ولكنهم معروفين
فاحذري أخيتي أن تصرفي انتباهك عن أهل العلم النافع
وتنكبّي على مثل هؤلاء
فلا يتلقى العلم من كل من هب ودب
لا سيما إذا كانت عقيدتهم فاسدة
فمما زاد في الطين بلة
أن الكثير من الناس يستمعون للدعاة الى الضلال
ولا يهتمون بما في كلامهم من مخالفة للكتاب والسنة
وإذا كلمت أحدهم ليكف عن متابعة شيخه يحتج ويقول :
هذا الداعية معروف ومحبوب !!
وهناك الكثير الكثير مما يحتجون به ولكن أكتفي بهذا المثال ...
فإذا أعجبت بعالم ما أو حتى مجرد داعية
عليك أولا أن تتحققي من صلاح عقيدته
وأن لا يكون إلا من العلماء الراسخين الحكماء الذين يدورون مع الحق حيث دار، أو من طلاب العلم الذين يسيرون على نهج أولائك العلماء ممن يتصفون بالرزانة والنظر البعيد
وذلك لا يظهر إلا على لسانه هو
فلا يقول لك أحد بأنه صحيح العقيدة نيابة عنه !!
وعندما يكون اتباعك فقط لصاحب العلم اليافع الفاضل
الذي أفنى حياته في طلب العلم بأنواعه
تكوني طالبة للعلم حقاً
واحذري !
من أن يكون شيخك القدوة مثلك في السن ولو كان لديه معلومات في الدين، فإن من علامات الساعة أخذ العلم من الأصاغر كما جاء في الحديث الصحيح :
عن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أشراط الساعة ثلاثا: إحداهن: أن يلتمس العلم عند الأصاغر.." رواه ابن المبارك في الزهد وهو في صحيح الجامع.
وعن عمر رضي الله عنه قال: "آلا وإن الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم ولم يقم الصغير على الكبير فإذا قام الصغير على الكبير فقد" أي: هلكوا. جامع بيان العلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في كبرائكم فإذا كان العلم في صغاركم سفه الصغير الكبير" نفسه.
فعندما تفتحي التلفاز
وتبدأي بتقليب القنوات الاسلامية
تجدين الكثيييييييييييييييييييييييييييييييرررر من الدعاة
غريب !!!
كل هؤلاء علماء !!!
مع أن من علامات الساعة أن يقبض الله أهل العلم !!!
قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :
"إن الله لايقبض العلم انتزاعـاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جُهّالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
متفق عليه
واحذري أخيتي من تلقي النصائح من أناس مجهولين ما لم يوافق كلامهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
آسفة على الإطالة ولكنه أمر في غاية الأهمية أرجو أن كلامي كان واضحاً ونافعاً
هدانا الله وجميع المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه
وحفظنا من الجهل والضلال ووقانا من اتباع الجهال
انه يهدي من يشاء ويضل من يشاء
والسلام عليكم ورحمة الله على أمل قريب باللقاء
بقلم محبتكم : أم مريم
الروابط المفضلة