أحببت اليوم أن أطرح لكم ـ إخواني ـ موضوع هام جداً لكل مسلم
كلنا يعلم الشهادتين و أهميتها
ومن دون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
لا يصح اسلام المرء
ولكن !
لا يتوقف الأمر على تحريك الشفاه والنطق بالشهادة
بل لا بد من ثمانية شروط
قد جمعت في بيتٍ نظمي
وهو :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع ,,, محبة والقبول والانقياد لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما ,,, سوى الرحمن من الأوثان قد أُلها
1 ـفالمرحلة الأولى والتي لا تصح الشهادة بدونها :
ـ الكفران بما سوى الرحمن ـ
أي نفي استحقاق العبادة لغير الله فلا يصح الايمان إلا بالكفر بما سوى الله عز وجل
كما لايصلح البناء إلا بهدم ما كان مكانه
قال الشيخ العثيمين رحمة الله تعالى :
" التخلية قبل التحلية "
والدليل قوله تعالى : " ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها "
والكفر لغة ً : التغطية
فمثلاً :
في اللغة العربية يقال على الزُرًّاع بأنهم كفار
لأنهم يغطون البذر
وسمي الكافر كافراً لأنه يغطي المكفور به فلا يؤمن به
والكافر بالطاغوت هو الذي غطى ونفى استحقاق العبادة لغير الله تعالى
2 ـ العلم
هو المنافي للجهل
وهو الادراك على ما هو عليه ادراكا جازما
قال تعالى :
" فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك "
فبدأ بالعلم قبل القول
وقد بوًّب البخاري رحمه الله في صحيحه :
" باب العلم قبل القول والعمل "
وقوله سبحانه: " إلا من شهد بالحقِّ وهم يعلمون "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة "
رواه مسلم
3 ـ اليقين
وهو المنافي للشك
قال تعالى :
" والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون "
وقال تعالى : " إنَّما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصَّادقون "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أشهد أن لا إله إلا الله، وآني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاك فيهما إلا دخل الجنة"
رواه مسلم
4 ـ الاخلاص
المنافي للشرك
وهو ليس كشرك الكفران بما سوى الرحمن ـ الأول ـ
بل انه شرك لاحق وهو يدخل تحت النفاق !
قال تعالى : " وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء "
وقال تعالى : " ألا لله الدين الخالص "
وقال صلى الله عليه وسلم: " أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً من قلبه "
رواه البخاري
وهذه الكلمة ـ الاخلاص ـ من كلمة النقاء
وباخلاص المرء لله ينقى قلبه من الشرك والكفر
5 ـ الصدق
المنافي للكذب
والكذب هو " ما يخالف الحقيقة والواقع "
قال تعالى : " فلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذين صَدَقُوا ولَيَعْلَمَنّ الكاذبين "
" والَّذي جاء بالصِّدق وصدَّق به أولئك هُمُ الْمتَّقون "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمّداً رسول الله صادقاً من قلبه دخل الجنة "
رواه الامام أحمد
6 ـ المحبة
تنافي الكره والبغض
ومحبة الله تعالى تكون بما بمحبة ما يحبه من الأزمنة والأمكنة والأقوال والأفعال
والأشخاص
وتكون بالخوف والرجاء
( ـ سأطرح لاحقاً موضوع الخوف والرجاء والمحبة وكل ما يتعلق بها ان شاء الله ـ )
قال تعالى : " هنالك الولاية لله الحق "
وقال عز وجل :
" ومن النَّاس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبُّونهم كحبِّ اللهِ
والَّذين آمنوا أشدُّ حُباً للهِ"
وقال صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار "
متفق عليه
7 ـ الانقياد
وهو الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته
وهو مناف للعصيان
قال تعالى " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له "
وقال تعالى: " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسنٌ
فقد استمسك بالعُروة الوُثقى "
8 ـ القبول
المنافي للرد والترك
فقد يقولها من يعرفها لكن لا يقبلها ممن دعاه إليها تعصباً أو تكبراً.
قال تعالى: " إنَّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا اللهُ يستكبرُون "
وقال تعالى : " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا "
هذه شروط قبول شهادة لا إله الا الله
أرجو من الله أن ينغعني وإياكم بها
وأن يثبتنا قلوبنا على دينه
انه ولي ذلك ومولاه
بقلم محبتكم :
أم مريم
...
..
.
الروابط المفضلة