الرســالــة الأولــى .. [ اللـــه أكـــبر .. وأشــتــعـــل الفتــيـــل]
أخوكــم : أحمــدالـرافــد الحــربــي
بضع ساعات وأنا عاجز عن كتابة عبارة واحدة في مقالي هذا ! تجاوزت الآن الخمس ساعات منذ عزمت على تحبير معلّقة سياسية ؛ لا تُبقي ولا تذر ! ألملم فيها أطرافاً متباعدة .. أصنع منهانسيجاً أخّاذاً .. أحيك لكم أردية وأثواباً ؛ تليق بما يحصل في الساحة المحلية والدولية وما نتجَ في الفترة الماضية القريبة وكيف نتجرّع كؤوسه حاضراً أو نتهيّأله مع شموس الغد المنتظر ..!
ما أعانيه ؛ ليس بسبب تشتّت ذهني أو خواء فكري أو محاولة تزييف باطل أو إثبات برهانٍ ما .. فكان أن جفّ قلمي من نزفه ، وشلّت أناملي عن مداعبة بنيها ، واستعصت محركات مخي الخشبية منالمسير ؛ لتقديم وجهة نظر خافية عنكم أو تكوين فكرة غابت عنها أذهانكم !! فهذه عمليّة يسيرة أقوم بها دوماً، كما اعتدتم من " المفكر العظيم " – حفظني الله – وبالنسبة لُيسرها وسلاستها ؛ فهي أشبه بتنفسكم وتناولكم للطعام .. والحقيقة أنتزاحم الكمّ الهائل من المعلومات والأفكار برأسي ، أوجدَ حالة صراع وتنافس بين الأخبار ، فالجميع يتقافز أمام ناظريّ لأقدّمه على إخوته ويتشرّف بالمثول أمامكم ،بأبهى حُلّـه وأزكى شذى وأبذخ هيئه ..!
·النيّــة المبيّـتــةوالنيّــة الطارئــة :
الشيخ عبد الرحمن البرّاك – ثبّته الله – وفـّى بوعده وعمل بقوله وألزمَ نفسه بما أمرَ به الناس وبرّ أمته بتطبيق البيان الذي صدح به سابقاً .. حيث قال :
اقتباس:
(إلى من آتاه الله حظًا منميراث النبوة أتوجه بهذا الخطاب، مذكرًا لهم بما يجب عليهم من القيام لله : دعوةًإلى الإسلام، وبيانًا لشرائعه وحدوده، وكشفًا للشبهات، وهدايةً إلى صراط الله : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الشورى:52]
اقتباس:
فمُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، ورغِّبوافي الفضائل والمستحبات، ونفروا من المحرمات والمكروهات بألسنتكم وأقلامكم، ولاتشغلنَّكم شؤون الحياة العلمية والعملية، ومشاغلها العادية عن القيام بهذا الواجبالذي تحملتموه بما آتاكم الله من علم وقدرة،
اقتباس:
فقد صار القيام به فرضًا على الأعيان؛ إذ لم تحصل الكفاية في ذلك لتقصير المقصرين،وإعراض المعرضين، فهبوا يا أهل العلم لخوض ساحة الجهاد العلمي، كلٌ بحسب ما آتاه الله من أسباب ذلك ووسائله، في مختلف المجالات، ومع كل الطبقات .
فالشيخ قد بيّت النيّة على مجاهدة المنافقين وأعوانهم .. وعدّ لها العدّة .. ولبس لآمة الحرب .. فهزّ رمحه بقوةٍ حتى كأني أرى المنايا منسنانه .. وأرسله صبيحة الأحد لا يلوي على شيء .. فأودعها بصدر " العصرانيين " ففرّقهم وجعلهم شذر مذر .. ما بين مجندلٍ وجريح ومخدوش وداسٍ رأسه بالتراب .. فنكثغزلهم .. ومزّق أحلامهم .. وسفّه آلهتهم .. وأعاب طريقتهم .. فألبسهم ثياب العاروالخزي .. لا يجرؤ أربابهم على مواجهة الشيخ المجاهد .. إلا من بعض أغيلمة حدثاءالأسنان قليلي البضاعة ..أصاغرٌ استنفخوا نفخة قارون ؛ جمعوا الناس ليشهدون ماأمِلوا .. فتوهموا ووسوس لهم شيطانهم أن بارزوا " الأعمى الضرير " وصولوا كما كنتمتصولون .. فخُسِفَ بهم وبمكانتهم .. وما كانت لهم فئةٌ ينصرونهم من دون الله ؛ وماكانوا من المنتصرين ..
فلّله درّه من عالم فدى بنفسه وباع روحه لدين الله منأن يمسه البطلة والمحرّفين ومن تشرّب الهوى أفئدتهم ، فأزاغهم عن الحق والصراطالمستقيم .. فالويل كل الويل من مقارعته ومنازلته ومبارزته .. فالشيخ ضرغامٌ .. ضاريٌ شديد .. ليثٌ مقدام .. دعوسٌ عطوسٌ معاسٌ بألف ألف رجل .. يحسبونه كالشيخاللحيدان أجاب سؤالاً بالحق ، ولم يكن قد جهّز سريته وذخّر سلاحه ؛ فانهالوا عليهمن كل حدبٍ وصوب ؛ ولم يُمكّنوه وما زالوا به حتى أزاحوه من رئاسته ليسكتوه .. أوكالشيخ الشثري بيّن دين الله وما كتمه .. فجعلوه عبرةً وآية لمن يخالفهم .. فتركهموآثر الهدنة فاستقال حربهم فأُقيل .. فكفى الشيخ المنافقين شرّ القتال
· زمــن المشـاغبةولّــى :
الليبرالي شخص أحمق ؛ ليس لأنه أختار الكفر طريقاً له ! بل لأنه كالحمار – أجلّكم الله – يرفس بقدميه الهواء عند رؤيته الثعبان أو العقرب .. اللذين يزحفان أسفل قدميه ، وقتلهما هو الدهس لا الرفس، فبمفهومه أنه قد نجحبإبعاد الأذى عن نفسه بالسابق ؛ فعليه سوف ينجح في كل مرّة .. فكيف يرفس الليبرالي؟!
" بالمشاغبـة " حيث أنه يمتلك وسائل الإعلام ، فيهيّج
الرأي العام ، ويجيّش الشارع والحكومة على عالمٍ أو مصلح يقف ضدهم وضد مشاريعهمكسدّ منيع ؛ لا يمكن المرور من خلاله إلا بكسره وتنحيته ..
فقام " خاشقجي " بالبحث عن أي عصراني سعودي ، ليضربَ بهالشيخ المجاهد ويُعيد ما فعلوه بالشثري واللحيدان .. فامتنع الجميع وأغلقوا البابمن دونه .. فمن يطيق نزالُ الأُسْدُ في أجمّتها ؟! فبحث .. ونكش .. وحفر .. وبَقْر .. فلم يجد إلا كويتي معتمراً ، أستنجد به وشحذ منه فتوى .. وقال له : دخيل الله ياسيدي ؛ جَبُنَ مشايخ اليُســر ؛ وفرّوا مني في وقت العُســر ! ما لها إلا زاجلصنعاني .. وألا سلتوح كويتي .. هو صحيح أنه ما لك أي قيمة .. لكن شو بدنا نُعْمُلْ !
ففرح به وبمن أسعفه بمراده ، ولو وجدَ رافضياً من إيرانأو قبورياً من المغرب لوضعه ولا يبالي .. وحتى يُنضج الطبخة ( زجّ ) بكلامٍ قديمللنجيمي عن فتيا الآحاد ومنعها لتصبح مؤسسيه لتُرضي مُطعِم الأفواه وليّ النعمة .. ويجعله كبش فداء ويُحرجه لينازل الشيخ المجاهد .. فهبّ النجيمي مذعوراً وجلاً .. يحثوا بالتراب على رأسه .. يقول كذبَ عليّ خاشقجي الكذوب .. فما لي وللشيخ طاقة أوحيلة .. فلست من أقرانه .. ولا أعدّ من طبقاته .. فمن أنا ؟! إذا ذُكرَ الشيخالجليل .. فارحموا ضعفي واعلموا مكانتي واعرفوا منزلتي .. فالداخل بين براثنهمفقودٌ .. والممتنععن منازلته مولودٌ ( يا ولدي يا خاشوقة ... نكبتني الله يهبّ لكمصيبة تحرقك ) ..
وغلامه تركيالدخيل فعلْ .. فزجّ بوزير العدل العيسى بوجه الشيخ الجليل .. فاستلقى على قفاه .. وشهق ونهق .. وقال : بطلوا ده .. واسمعوا ده .. شوفوا الفتوى هذه من الرجل الضرير ! يعني لو طبقناها حنقتل وزير وقاضي ورئيس هيئة ! فهل تراهم ؟! أو تسمع لهم حساً .. حتى لو كان همساً .. ألا يوجدُ فيكم خمساً .. ممن رقص وأمال خُصره وهزّ وسطه في حفلافتتاح " كاوست " .. ((بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَزَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ))
· الفتــيل المُشــتعــل :
كنت أظن – وليس كل الظن إثم .. بل بعضه كذلك – أن منسيبدأ هو الشيخ عبد الله السعد .. فلا زلت أرقبه وأتوقّع سهامه .. فهو العلّامةالصنديد .. ذو البأس الشديد .. محاربٌ مجيد .. سيفٌ على كل كافرٍ بليد .. فابتدرنا " البرّاك " وسبق .. والسبق اليوم سيشتعل .. سترون بأم أعينكم .. إن هي إلا بدايةالرماح .. وتطاير النبال .. ودحرجة الهامات .. وربّ من نفسي بيديه – ما كتبت مقاليهذا .. إلا بشارةً لكم – فقد حميَ الوطيس .. ورُفعت راية الجهاد ترفرف بالأعالي .. بيد أكابر .. أشراف .. سادة .. أبطالٌ في الوغى .. لا يقيلون ولا يستقيلون .. فمارأيتم ألا (( اشتعال الفتيل )) .. فطيبوا نفساً ولتنشرح صدوركم .. فقد كفاكمأمراؤكم وولاة أمركم ما أهمّكم وغمّكم وجثمَ على صدوركم .. فهاهي رؤوس أربابهمتتساقط وأخذ الكثير منهم يترنحون من هول ما لاقوا .. ولم يعلموا أن في الجعبة مايُركعهم أصاغراً أو ينيبوا تائبين ..
فلا تشغلوا أنفسكم بسقط المتاع .. وعليل الفكر .. ومريضالقلب .. ومتشهي البروز .. فهو يحسب أن الزمان هو ما كان يعهده .. ولم تدري جموعالمنتفخين والمتسولين والمطايا التافهين والأغرار المتشدقين .. ولم يعلم من تخندّقفي لوبي المنافقين .. أن الزمان قد دار دورته .. وعاد للإسلام مجده وعزّته .. واللهُ أذِنَ بالدفع لعبدته .. والنصر حليفٌ لمن كان النصير نجدته .. ثم لترونّالمؤمن وشدّته ..
(( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنتَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنقَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَالرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَاللَّهِ قَرِيبٌ ))
الروابط المفضلة