يأخذنا العجب من أولئك الذين يبحثون عن أيام
ليحتفلوا بها يبحثون عن بدعة جديدة ويتركون تطبيق السنة...
شرع الله لنا العيدين للإحتفال بهما عيد الفطر
وعيد الاضحى
لماذا يحتفلون بغيرهما؟؟
هل يعتقدون أن الدين ناقص ألم يكمله الله عز وجل ؟؟
أقصر الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغه ؟؟
حاشا والله ..
فالله تعالى أكمل الدين,
فقد قال في كتابه الكريم :
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة
وأدى الأمانة ونشهد بذلك...
قصة الاسراء والمعراج نستخلص منها الكثير من الفوائد وفيها دليل على قدرة الله عزوجل وهي معجزة عظيمة
قال الله سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماء،
وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد،
وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة،
فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف،
حتى جعلها خمساً، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر،
لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج،
لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره،
وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث،
ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات،
ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها،
ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة،
إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا،
فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين،
بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه...
إذا فالاحتفال بليلة الاسراء والمعراج من البدع
التي نهانا عليه أفضل الصلاة والسلام عنها بقوله :
(إياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة يعني في دين الله بدعة وكل كل بدعة ضلالة)
ومن أقوال العلماء في الاحتفال بهذه الليلة
قال ابن النحاس في كتابه (تنبيه الغافلين حول بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج):
"إن الاحتفال بهذه الليلة بدعة عظيمة في الدين، ومحدثات أحدثها إخوان الشياطين".
وقال ابن الحاج: "ومن البدع التي أحدثوها فيه أعني في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: "وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد،
أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب،
أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها،
والله _سبحانه وتعالى_ أعلم)
قال ابن قيم الجوزية : (( قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
ولا يعرف عن أحد من المسلمين أن جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها ، لاسيما على ليلة القدر ،
ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور
ولا يذكرونها ، ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت )) .
وقد جاء في كتاب: البدع الحولية )"عبد الله التويجري "
بعض من مظاهر هذا الاحتفال :
الاحتفال بالإسراء والمعراج من الأمور البدعية، التي نسبها الجهال إلى الشرع ،
وجعلوا ذلك سنة تقام في كل سنة، وذلك في ليلة سبع وعشرين من رجب ،
وتفننوا في ذلك بما يأتونه في هذه الليلة من المنكرات وأحدثوا فيها من أنواع البدع ضروباً كثيرة ، كالاجتماع في المساجد ،
وإيقاد الشموع والمصابيح فيها ، وعلى المنارات ، والإسراف في ذلك ،
واجتماعهم للذكر والقراءة ، وتلاوة قصة المعراج المنسوبة إلى ابن عباس ،
والتي كلها أباطيل وأضاليل ، ولم يصح منها إلا أحرف قليلة ، وكذلك قصة ابن السلطان الرجل المسرف الذي لا يصلي إلا في رجب ،
فلما مات ظهرت عليه علامات الصلاح ، فسئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( إنه كان يجتهد ويدعو في رجب )) . وهذه قصة مكذوبة مفتراه ، تحرم قراءتها وروايتها إلا للبيان798.
وكذلك ما يفرشونه من البسط والسجادات وغيرهما ،
ومنها أطباق النحاس فيها الكيزان والأباريق وغيرهما ، كأن بيت الله تعالى بيتهم ،
والجامع إنما جعل للعبادة ،لا للفراش والرقاد والأكل والشرب ،وكذلك اجتماعهم في حلقات ،
كل حلقة لها كبير يقتدون به في الذكر والقراءة ، وليت ذلك لو كان ذكراًَ أو قراءة ،
لكنهم يلعبون في دين الله تعالى ، فالذاكر منهم في الغالب لا يقول (( لا إله إلا الله )) بل يقول :لا يلاه يلله.
فيجعلون عوض الهمزة ياء وهي ألف قطع جعلوها وصلاً ، وإذا قالوا سبحان الله يمطونها ويرجعونها ،
حتى لا تكاد تفهم، والقارئ يقرأ القرآن فيزيد فيه ما ليس فيه، وينقص منه ما هو فيه،
بحسب تلك النغمات، والترجيعات التي تشبه الغناء الذي اصطلحوا عليه على ما قد علم من أحوالهم الذميمة .
وغير ها من هذه المظاهر المبتدعة ..
أخيــــــــــــرا :
كل من أراد أن يذكّر الناس بما في السيرة النبوية الشريفة
من أحداث مهمة ودروس عظيمة، فهذه أيام السنة كلها بطولها وعرضها،
فلماذا لا يذكّر الناس في أحد أيامها بالإسراء والمعراج في خطبة أو محاضرة أو لقاء تلفزيوني أو مقال دون تخصيص ذلك اليوم بالمناسبة أو اتخاذه عادة مبتدعة!
أليس هذا أفضل من أن يقر الناس على بدعة ويؤصلها في نفوسهم!
أليس هذا أسلم للناس وله من الوقوع في ضلالة البدعة ووزرها وعقوبتها!
والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا
المصادر
موقع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
موقع المسلم بإشراف أ.د ناصر العمر
كتاب البدع الحولية للشيخ عبد الله التويجري
الروابط المفضلة