قال تعالى:
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
جاءت حادثة الاسراء والمعراج بعد سلسله من المتاعب
والمصاعب لاقاها رسول الله
فقد تم ايذاء الحبيب المصطفى من كفار قريش
كان النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا ذات يوم
في المسجد وحوله ناس من قريش اذ جاء عقبة بن أبي
معيط بسلا جزور والسلا في اللغة
اللفافة يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان
«وهي قذرة » فقذفه على ظهر
النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يرفع رأسه فجاءت ابنته
فاطمة الزهراء- رضي الله
عنها-، فأخذت عن ظهره
وايضا تم حصاره وقومه فى شعب ابى طالب
حيث أجمعوا أن يتعاقدوا على بني هاشم
وبني المطلب وبني عبد مناف ألا يبايعوهم
ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة
ثم تلى ذلك كله
وفاة زوجته خديجه حيث كانت له خير
ناصر ومعين له -بعد الله تعالى
ووفاه عمه ابو طالب الذى كان يحبه ويحميه
وحزنه على ايذاء اصحابه
حتى ان بلال بن رباح رضى الله عنه وضعوا فى رقبته
حبل واعطوه لصبيانهم يجوبو به مكه
واستشهاد بعض من اصحابه
حتى انه كان يلاقى الايذاء من اقاربه
فكان عمه أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه
كان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج ، وفي الأسواق يرميه بالحجارة ويقول :
" إنه صابئ كذاب "، ويحذر الناس من اتباعه،
فتوالت الاحزان والمصاعب على الحبيب وذلك كله لايثنيه عن المضى فى نشر دعوته
ففكر الحبيب المصطفى فى تغيير المكان والخروج من
مكه
فذهب الى الطائف أملا ان يجد عندهم القبول
فكلمهم عن الإسلام ودعاهم إلى الله
، فردوا عليه رداً قاسياً
، وقالوا له: اخرج من بلادنا،
ولم يكتفوا بهذا الأمر
، بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه
ويصيحون به ويرمونه
بالحجارة، فأصيب عليه الصلاة السلام في قدميه حتى
سالت منها الدماء
، وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن
والتعب ما جعله يسقط على وجهه
الشريف ،
ولم يفق إلا و جبريل قائم عنده، يخبره بأن الله بعث
ملك الجبال برسالة يقول فيها
: إن شئت يا محمد أن أطبق
عليهم الأخشبين، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم
قائلاً: ( أرجو أن يخرج الله من
أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) رواه البخاري .
جلس تحت شجره فى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة
من سادات أهل الطائف،
يلتمس الراحة والأمن، ثم دعا الله سبحانه وتعالى قائلا:
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة
حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت
رب المستضعفين ، وأنت ربى ، إلى من
تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ،
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ،
غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي
أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر
الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي
سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا
حول ولا قوة إلا بك
بعد كل هذه المصاعب ياتى الفرج من الله سبحانه وتعالى
ويثبت لحبيبه انه ماتخلى عنه وان
تخلت عليه ارض وماعليها وأن يريه من اياته وقدرته
ومن اسرار الكون مالا راه احد من
قبله
فجاءت رحلة الاسراء من المسجد الحرام الى المسجد ا
لاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين
حيث صلى بالانبياء جميعا
ثم جاءت لحظه العروج الى سدرة المنتهى
(عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)
فكان لهذه الرحلة اطيب الاثر فى قلب حبيبنا رسول الله
كمان انها كانت اختبارا لاا صحابه
فمنهم من ذادته ايمانا ومنهم من ارتد عن الاسلام
اما عن حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج
افالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة محدثة لم يفعلهاالصحابة والتابعون, ومن تبعهم من السلف الصالح, وهم أحرص الناس على الخير والعملالصالح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها, لا سيما على
ليلة القدر, ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من
الأمور ولا يذكرونها, ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت".
وإن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك
الزمان ولا ذلك المكان بعبادة شرعية, بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي, وكان
يتحراه قبل النبوة, لم يقصده هو ولا أحد من الصحابة بعد النبوة مدة مقامه بمكة, ولا خصَّ
اليوم الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرها, ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا
الزمان بشيء.
واجمع العلماء انها بدعه وليس لها اصل ثابت لا فى الكتاب ولا السنه
رزقنا جميعا إيمانا لا كفر معه وتوحيدا لا شرك معه واتباعا لا بدعة معه
انه على كل شىء قدير
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة shaier
الروابط المفضلة