هو الدفاع عن الإسلام
وله صور كثيرة منها
التزامها بحدود الله
وصيانة نفسها بما أوجبه الله عليها من حجاب والثبات على ذلك
ففي هذا دعوة للعفة بالقدوة.
وكذلك رعاية زوجها
وتعليم أبنائها
وتنشئتهم على آداب الإسلام من الجهاد الحسن
فتربية النشء من أعظم وسائل الدفاع عن الإسلام.
ويكون جهادها بالدعوة إلى الإسلام بتعليم بنات جنسها
وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر
قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71}
وكلنا يعلم ان الجهاد من أفضل القربات وأعظم الطاعات
وقد جاءت نساء الصحابة – رضي الله تعالى عنهم وعنهن- يسألن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ومنهن المرأة الأشهلية
فقالت: إنكم تذهبون للجهاد والحج، ونحن نجلس في بيوتكم نغسل ملابسكم ونربي أولادكم، فمالنا؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إن حسن تبعل المرأة لبعلها وقيامها بفرائض دينها يعدل ذلك كله"
وقال لها النبي- صلى الله عليه وسلم- : "انصرفي وأخبري من وراءك بهذا"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام
فكون المرأة تجتهد في المحافظة على فرائض دينها
وتجتهد في أداء ما تستطيعه من السنن
وتقوم بما أوجب الله عليها من رعاية حق زوجها وتربية أطفالها
فإنها بهذا تكون قد أدت ما هو أعظم من الجهاد
بنفسها ومالها هذا من ناحية
والمرأة لايجب عليها الجهاد
قال ابن قدامة رحمه الله : ( ويشترط لوجوب الجهاد سبعة شروط ; الإسلام , والبلوغ , والعقل , والحرية , والذكورية , والسلامة من الضرر , ووجود النفقة . فأما الإسلام والبلوغ والعقل , فهي شروط لوجوب سائر الفروع , ولأن الكافر غير مأمون في الجهاد , والمجنون لا يتأتى منه الجهاد والصبي ضعيف البنية , وقد روى ابن عمر , قال : { عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة , فلم يجزني في المقاتلة } . متفق عليه . ......وأما الذكورية فتشترط ; لما روت عائشة , قالت { : يا رسول الله , هل على النساء جهاد ؟ فقال : جهاد لا قتال فيه ; الحج , والعمرة } . ولأنها ليست من أهل القتال ; لضعفها .. ) انتهى من المغني 9/163
وهناك أيضا من هم من أصحاب الاعذار
فأصحاب الأعذار الشرعية ممن لهم رغبة صادقة في الجهاد، ولكنهم عجزوا عن الوصول إلى ساحاته.. إما لإكراه، أو حبس ، أو مرض ، أو عدم قدرة على النفقة ، وما شاكل ذلك من الأعذار المقبولة شرعا ، فهؤلاء نرجو أن يكتب الله لهم أجر المجاهدين .فقد جاء في الحديث : ( إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا ولا سرتم سيرا إلا وهم معكم ) قالوا : وهم بالمدينة ؟ قال : ( نعم..حبسهم العذر) متفق عليه.
قال ابن حجر: والمراد بالعذر ما هو أعم من المرض، وعدم القدرة على السفر..وقد رواه مسلم من حديث جابر بلفظ ( حبسهم المرض)، وكأنه محمول على الأغلب وفيه أن المرء يبلغ بنيته أجر العامل إذا منعه العذر عن العمل " فتح الباري 6 / 47".
ولكن أصحاب الأعذار – مع هذا – يجب عليهم أمور:
1 – إخلاص النية والدعاية للقضية:
فيجب أن تتوق النفس إلى الجهاد، وإلى نصرة المسلمين المستضعفين ، وإلا كان ممن رضي بما يحدث لهم ..فقد جاء في الحديث ( ما من امرئ يخذل مسلما في موطن ينقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته) " رواه أبو داود 4884) ، والطبراني في الأوسط بإسناد حسن كما في مجمع الزوائد 7/267.
وعليه أن يدعو إلى قضية الجهاد في سبيل الله بأن يبين الحق الذي يقاتل من أجله المجاهدون ، ويبين الباطل الذي عليه المشركون،
،فهذا من الجهاد باللسان كما جاء في الحديث: ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)" رواه أبو داود".
والإعلام اليوم سلاح خطير، ينبغي أن يحسن المسلمون استغلاله وتوظيفه لخدمة الحق وأهله
_2– الدعاء:
الدعاء للغزاة المجاهدين بالنصر، وعلى العدو بالخذلان سلاح مؤثر..فقد جاء في الحديث: ( إن الله ينصر هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم) رواه النسائي.
ودعاء السحر سهام القدر، ولذا قال ابن القيم في نونيته المسماة ( الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية):
هذا ونصر الدين فـرض لازم*** لا للكفاية بل على الأعيـان
بيد وإما باللسان فإن عجـــز ***ت، فبالتوجه والدعا بجنان
ما بعدها والله للإيمان حـبــ ***ة خردل يا ناصر الإيمــان
3 – تحريض المؤمنين وتخذيل المشركين:
الدال على الخير كفاعله، والعاجز عن الجهاد عليه أن يحرض غيره، لقوله تعالى (قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ [النساء : 84]) وعلى المسلم أن يزود المسلمين بكل ما يعينهم على قتال عدوهم من معلومات وخبرات، مع كتمان أسرار المسلمين، كما أن عليه أن يخذل المشركين بما استطاع، كما فعل نعيم بن مسعود رضي الله عنه يوم الأحزاب ، وهذا يقتضي عدم إعانتهم ،وعدم اتخاذهم أولياء
4 – النفقة في سبيل الله:
يجب على المسلمين إن عجزوا عن الجهاد بالنفس أن يجاهدوا بأموالهم، لتجهيز كل من يريد الجهاد أو الاستشهاد بالمال والسلاح، وكفالة أسرهم، وعلاج الجرحى والمعوقين، وفداء الأسرى، والقيام على من أوذي في سبيل الله إيذاء يمنعه من التكسب لعياله؛ لأن قعود المسلمين ومعاونة هؤلاء هو من أعظم أسباب الصد عن سبيل الله ، فإن الرجل إذا تيقن ضياع عياله من بعده صده ذلك عن الجهاد في سبيل الله ، والمال لازم للجهاد، ولذا قدمه الله في الذكر ـ لا تقديم ترتيب ـ في تسع آيات من كتاب الله ،لأن الجهاد بالنفس لا يكون إلا بعد الجهاد بالمال ، وقد توعد الله من يتخاذل عنه بقوله سبحانه (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ [محمد : 38].وصدق الشاعر حيث يقول:
الجود بالمال جود فيه مكرمة *** والجود بالنفس أقصى غاية الجود
قد يسأل بعض الناس عمن أصاب مالا حراما، هل يقبل منه تبرعات؟ وأجيب هؤلاء بكلام يشفي العليل،ويروي الغليل لابن تيمية رحمه الله يقول فيه حتى لو كان الرجل قد حصل بيده مالا حراما، وقد تعذر رده إلى أصحابه لجهله بهم، ونحو ذلك، أو كان بيده ودائع،أو رهون قد تعذر معرفة أصحابها فلينفقها في سبيل الله..فإن ذلك مصرفها ، ومن كانكثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد، فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه، كما أخبر الله فيكتابه سبحانه وتعالى : ( يغفر لكم ذنوبكم)[1][1]ومن أراد التخلص منالحرام والتوبة ولا يمكن رده إلى أصحابه، فلينفقه في سبيل الله عن أصحابه، فإن ذلك طريق حسنة إلى خلاصه ، مع ما يحصل له من أجر الجهاد)." مجموع الفتاوى 28/421-422
الروابط المفضلة