حكم قراءة سورة الضحى عند فقدان الشيء
السؤال:
انتشر في الآونة الأخيرة أنه من أضاع شيئا فليقرأ سورة الضحى وبإذن الله يجد ضالته بسبب قوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى) وليس في هذا فعل من الرسول صلى الله عليه وسلم فبماذا نرد على من قال هذا؟
الجواب :
الحمد لله
لقد أكمل الله لنا الدين ، كما قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة/3 .
وبلّغه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم كاملاً ، فلا نحتاج إلى من يزيد على ما شرعه الله تعالى لنا .
ومن زاد على ما شرعه الله ، فيلزمه أحد أمرين :
إما أنه لا يؤمن بكمال الشريعة ، وإما أنه يتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ لنا الدين كاملاً .
ولهذا قال الشاطبي رحمه الله :
"إن الشريعة جاءت كاملة لا تحتمل الزيادة ولا النقصان ؛ لأن الله تعالى قال فيها : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) .
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أتى ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا ، وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة .
فإذا كان كذلك فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله : إن الشريعة لم تتم ، وأنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها ؛ لأنه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه لم يبتدع ولا استدرك عليها ، وقائل هذا ضال عن الصراط المستقيم .
قال ابن الماجشون : سمعت مالكا يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ؛ لأن الله يقول : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا" انتهى .
"الاعتصام" (ص 33) .
وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
"ومن البدع : التخصيص بلا دليل ، بقراءة آية ، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات ، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل .
ومنها :
- قراءة الفاتحة بنية قضاء الحوائج وتفريج الكربات .
- قراءة سورة يس أربعين مرة بنية قضاء الحاجات " انتهى باختصار .
" بدع القراءة " (ص/14-15)
فتخصيص قراءة سورة الضحى عند ضياع شيء من الإنسان بدعة من جملة البدع التي اخترعها من لا يُقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم حق قدره .
وإلا .. فلو عرف هؤلاء قدر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يزيدوا على ما شرعه لنا أبداً .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي أصحابه ,
والله أعلم
المصدر
الروابط المفضلة