حياة القلوب
قال ابن القيم كلاماً في غاية الأهمية من كتاب مفتاح دار السعادة الجزء الأول صفحة 187
قال "فتبارك الذي جعل كلامه حياةً للقلوب وشفاء لما في الصدور ,, وبالجملة فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ,, فإنه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين ومقامات العارفين ,, وهو الذي يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله
وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه ,, فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ,, فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة ,, فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ,, وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن ,,
وهذه كانت عادة السلف يردد احدهم الآية إلى الصباح .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله" إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ " (المائدة )
فقراءة القرآن بالتفكر هي اصل صلاح القلب "
كيف يحدث ذلك ؟؟
1- حب القرآن
فأقبل على القرآن بحب يوجد حديث "عن عائشة - رضي الله عنها -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ{قل هو الله أحد}فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:[سلوه لأي شيء يصنع ذلك]فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أخبروه أن الله يحبه] " (رواه البخاري ومسلم النسائي صحيح الترغيب و الترهيب 1483).
طالما بيحب صفة من صفات ربنا فربنا يحبه
الذي يحب شئ لا يستطيع تركه يعدى عليك يوم أو ليله من غير ما يكون ليك فيها ورد قرآني
2- لا تشبع من القرآن
وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: "لو طهرت قلوبُنا ما شبعت من كلام الله"علامة طهارة القلب إن أنت لا تشبع منه
3- كرره و احفظه لان تكرار القرآن وحفظه ولو آية واحده في اليوم ترفعك درجه في الجنة إن شاء الله لا تقلل من هذا العمل ولا تستثقله
قال بعض العارفين لأحد طلابه: أتحفظ القران؟ قال:لا قال: واغوثاه لمؤمن لا يحفظ القرآن ,فبم يترنم؟ فبم يتنعم؟
4- أحسن الإصغاء إليه وتدبره ربنا امرنا بذلك " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٢٠٤﴾ " ( الأعراف )
محمد بن واسع يقول " القرآن بستان العارفين فأينما حلو منهم حلو في نزهه "
قال مالك بن دينار " إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة" ثم قال: "خذوا فيقرأ ويقول:حدثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين ان الله عز وجل قال(مَن سره ان يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف ) ( حسنه الالباني في صحيح الجامع)
فالنظر في المصحف في حد ذاتها تستنزل الرحمة ومحبة الرحمن في القلب ويكون هذا أعظم مضاد لفيروسات القلوب .
مستفاد من حلقة _ مضاد فيروسات القلوب _ للشيخ هاني حلمي
من برنامج قلوب من نور
الروابط المفضلة