قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما )) صحيح الجامع1/ 2609.
[الدرس الرابع]من كتابإتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجوابعقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـاتالشيـخ / وليـد بن راشـد***س204 عرفي الإلحاد ؟ مع بيان أقسامه ..
ج: الإلحاد لغة : هو الميل ، ومنه الملحد ؛ لأنه مائل عن الاعتقاد، والعمل الصحيح الموافق للكتاب والسنة .وشـرعاً : الميل عمًّا يجب اعتقاده في أسمائه - جل وعلا- وآياته . ومن التعريف يتضح أن الإلحاد قسمان :إلحاد في أسماء الله تعالى ، وإلحاد في آياته تعالى ، والله أعلم .___________________________________________
س205 ما أنواع الإلحاد في أسماء الله - جل وعلا- ؟ وما حكمه ؟ مع بيان ذلك بالدليل ..
ج : الإلحاد في أسماء الله - تعالى - أنواع :
الأول : إنكارها جملة أو إنكار بعضها ، كما وقع من الجهمية - نفاة الأسماء والصفات- وكما وقع من المشركين كما قال الله - تعالى - عنهم: ﴿وإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا ومَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وزَادَهُمْ نُفُوراً ﴾ [الفرقان:60] فمن أنكر أسماء الله- تعالى- بعضاً أو كلاً فهو ملحد .
الثاني : إنكار ما تضمنته من الصفات ، فيثبت الاسم ، ولكنه ينكر الصفة، كما وقع من المعتزلة فإنهم يقولون : الله عليم بلا علم ، وقدير بلا قدرة ، وبصير بلا بصر ، وسميع بلا سمع ، وقوي بلا قوة ، وهكذا في سائر الأسماء . وقد تقدم لك أن أهل السنة - رفع الله نزلهم في الفردوس الأعلى - يثبتون الأسماء ، ويؤمنون بما تضمنه الاسم من الصفة .
الثالث : تسمية الله- تعالى- بما لا دليل عليه ، وهذا تجرُّؤٌ على مقام الربوبية ، والألوهية ، والأسماء ، والصفات ، فتراهم يطلقون على الله- تعالى- من الأسماء ما لا دليل عليه ، وذلك كتسمية النصارى له {بالأب وغير ذلك من تنزه عنه سبحانه ،أما أهل السنة - رحمهم الله تعالى - فإن باب الأسماء عندهم باب توقيفي على الدليل فلا يسمون الله- تعالى- إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله - صلى الله عليه وسلم-الرابع : وصفه – تعالى- بما لا يليق به - جل وعلا وتقدس- كقول أخبث الطوائف : إنه فقير ، وإن يده مغلولة . وقولهم : إنه استراح بعد أن خلق الخلق ، . وقول النصارى : إنه اتخذ صاحبة وولداً ، وكقول بعض حمقى الكلام: إنه لا داخل العالم ، ولا خارجه ، ولا فوق ، ولا تحت ، ولا موجود ، ولا معدوم ، وكقول أهل الحلول : إنه حال في خلقه فهو بذاته في كل مكان ، ، وغير ذلك من صفات النقص والبهتان التي يستحي العبد من تسطيرها.الخامس : أن يشتق من أسمائه - جل وعلا- أسماءً لبعض المعبودات الباطلة ، كتسميتهم اللات من الله ، والعزى من العزيز ، وتسميتهم الصنم ألهاً ، وهذا إلحاد حقيقة ؛ فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم ومعبوداتهم الباطلة.السادس : تشبيه صفاته بصفات خلقه أو تعطيلها ، كما وقع فيه الممثلة والمعطلة ، وهذا الإلحاد حرام وجريمة وكبيرة من عظائم الأمور ومن فظائع منكرات الاعتقادات والأقوال وقد يصل بصاحبه إلى الكفر. والدليل قوله تعالى: ﴿ولِلَّهِ الْأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أسمائهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف:180] والله أعلم ._________________________________________
س206 ما أنواع الإلحاد في الآيات ؟ وما معنى كل نوع ؟ مع بيان ذلك بالدليل؟ج : الإلحاد في الآيات نوعان :
*إلحاد في الآيات الكونية كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض ونحوها. و يكون باعتقاد خالق لها مع الله- تعالى- أو مُعِينٍ له في خلقها أو أن هناك مدبراً لها معه - جل وعلا- أو صرف شيء من العبادة لها من دونه - جل وعلا- قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَات ولا فِي الْأَرْضِ ومَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ ومَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سـبأ:22] وقال تعالى ﴿ ومِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمْسُ والْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ ولا لِلْقَمَرِ واسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت:37]*وإلحاد في الآيات الشرعية أي القرآن ، فيكون بإنكارها جملة أو بإنكار بعضها ، أو تحريفها ، وإخراجها عن المعاني الصحيحة اللائقة بها ، أو اعتقاد أن هذا القرآن مخلوق من جملة المخلوقات ، أو التكذيب بشيء منها ، وهذا الإلحاد حرام وكبيرة من كبائر الذنوب وقد يصل بصاحبه- في كثير أحيانه- إلى الكفر قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت:40].
الأسئلة تطبيقية:س 1: ما أنواع الإلحاد في أسماء الله - جل وعلا- ؟ "تعداد النقاط فقط"س 2: ما حكم الإلحاد في "أسماء الله تعالى وآياته" مع ذكر الدليل.*****
الروابط المفضلة