بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فهذا هو الجزء الثاني من مشاركتي بعنوان ( الطريق إلى النقد الهادف ) أسال الله الأخلاص و القبول .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الركيزة الثالثة في منهجية النقد الهادف: تتعلق بطريقة النقد الهادف وطريقة النقد الهادف تقوم على ثلاث قواعد وهي :
أولى قواعد طريقة النقد الهادف : تصحيح النية
يجب عليك عندما تريد أن تنقد أن تصحح نيتك . لا تنقد لأجل التشفي لا تنقد لأجل أن ترضى هواك .... لا تنقد لأجل أن ترضى من حولك ..... لا تنقد لأجل حسد أو محاولة إسقاط المنقود... لا تنقد لأجل تحصل على شئ من مناصب الدنيا 0
لا بد أن تنقد لأجل أن تصحح المسيرة .... تنقد من باب النصيحة للمنقود وللمسلمين... وتنقد نصرة للدين 0
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الدين النصيحة......" رواه مسلم .
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات......" رواه البخاري ومسلم
مما ييسر لك تصحيح النية عند النقد أمور منها ما يلي :
1) تتذكر أن الله مطلع على خائنة الأعين وما تخفى الصدور 0
2) أن تنظر إلى عيوب نفسك وأخطاءك قبل الشروع في النقد للآخرين وهذا يوجب كسر الحدة في النقد وتصحيح النية 0
3) أن تضع نفسك مكان المنقود 0
4) أن تتذكر أن ليس هناك أحد إلا وهو يخطئ 0
وهذه النظرة للمنقود تجعل فى النقد شئ من الرحمة والإخلاص 0
ثاني قواعد طريقة النقد الهادف : التثبت
يجب التثبت أولاً فيما نقل عن المنقود . أو التثبت من توفر الخطأ الموجب للنقد فى المنقود
قال تعالي: " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا....." وفى قراءة صحيحة " فتثبتوا" 0
التثبيت عندما يذكر فى النقد فإنه يراد به ثلاث أشياء:
1) أن تتثبت من الناقل لك الذى ينقل لك خبراً سواء عن شخص أو جهة حكومية أو مؤسسة اجتماعية 0
وليس التثبت من الناقل هو فقط استجوابه 0
بل التثبت من الناقل يكون بالنظر الى ثلاثة جوانب:
الجانب الأول : النظر فى نيته وقصده
تنظر هل بينه وبين الجهة الناقل عنها مشاكل... هل هو حاسد لهم.... هل هناك ظلم وقع عليه منهم . فمثل هذه العوامل تجعل ضعيف الإيمان والعمل ينطق بالبهتان والزور
فلا بد لك أن تنظر إلى هذه العوامل لا أن تستلم لظاهر الذى يظهر لك ولو كان هذا الظاهر موافق للسنة فى الهيئة والأقوال 0
الجانب الثاني : النظر فى حفظه
ففي بعض الأحيان يكون الرجل صالح فى نفسه عدل فى ذاته ولكن حفظه سيء .
وقد جاء عن بعض السلف الصالح كانوا يستسقون بأناس ولكن لا يأخذون عنهم خبر لسوء حفظهم
وهناك فرق بين من ينقل الخبر بالمعنى ومن ينقله مطابقاً للواقع 0
الجانب الثالث : النظر في عدالته .
فإن الفاسق لا يأخذ منه الخبر الذى يبنى عليه النقد .
فكيف إذا كان الناقل للخبر مجلة أو صحيفة أو وسيلة من وسائل الأعلام المعروفة بنشر الرذيلة والفسق والمجون وما لا يحبه الله ولا يرضه 0
2) الأمر الثاني في التثبت عندما يذكر فى النقد :
أن تتثبت من المنقول فيه (المنقول عنه) فإذا آتاك أحد ينقل عن أحد الناس أنه فعل كذا وكذا فأنظر فى حال المنقول عنه فإن كان الغالب عليه الخير والصلاح فلا تقبل ما نقل عنه حتى يقوم عندك الدليل اليقيني لأن من القواعد الشرعية ( أن اليقين لا يزول بالشك ) 0
وقد عمل بهذا الأمر شيخ الإسلام إبن تيمية فيما نقل عن الشيخ عبدا لقادر الجيلاني من الخرافات والبدع 0
فـــــرد ذلك ابن تيميه وذكر له محاسن وفضائل وموقف مع الشيطان يظهر فيه فضله وعلمه 0
3) الأمر الثالث في التثبت عندما يذكر النقد :
أن تتثبت في الكلام المنقول إليك هل هو من التحليل أو الخبر الجلي
هل هذا الكلام المنقول جرحاً حقاً أم مجرد تحليل من الناقل وهو يراه أنه جرح وهو ليس كذلك 0
فبعض الناس يقــــول مثلاً فلان أعرفه قبل الإلتزام كان يفعل كذا وكذا من المخالفات 0
فهذا ليس جرح لأن ذلك قبل الإلتزام والاستقامة 0
ثالث قواعد طريقة النقد الهادف : طريقة معالجة الخطأ إذا ثبت ذلك :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة في الجزء الثالث إن شاء الله
محبكم في الله عباس رحيم
الروابط المفضلة