بسم الله الرحمن الرحيم
=================
مصايد الشيطان
( ملخص لأجزاء من محاضرات للأستاذ "عمرو خالد "على الإنترنت على المواقع التالية :www amrkhaled.net. , www. islamway.com)

===========
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:"إنَّ الشيطانَ لكم عدوٌٌٌ فاتَّخِذوه عَدُوّْا" صدق الله العظيم فالشيطان هو عدو المؤمنين الأول الذي يتربص بهم من كل جانب وبكل وسيلة ويزين لهم أهوائهم المحرمة ليوقع بهم،إما معه في قعر جهنم - والعياذ بالله- أو في أوسطها،أو في أعلاها؛ فإن لم يستطِع فبين الجنة والنار (أصحاب الأعراف) فإن لم يستطِع،ففي أدنى منزلة في الجنة،أو في أوسطها؛ ويبذل كل جهده لكي يقع المؤمن في إحدى مصايده؛ ليتدرج بهم من قعر جهنم إلى أوسط الجنة إن استطاع؛ فإن وقع المؤمن في الأولى تركه وانتهى منه،أما إذا صمد،فإنه يحاول معه في الثانية ثم الثالثة،وهكذا حتى يقع في واحدة منهن.وهذه المصايد التي يجب أن يحذرها المؤمن هي:
1-الكُفر: يظل يقول للإنسان اكفُر ،فلا إله ولا جنة ولانار،فإن نجا المؤمن من هذه المصيدة بقوله:" لاإله إلا الله،آمنتُ بالله"،فإنه يحاول معه بالمصيدة التالية .
2- الشِرك:يقول له:انت مؤمن وموحِّد ،فلا بأس من أن تتبع بعض الأهواء ،و يظل يزين له هواه حتى يصير هواه أضل عنده من تعاليم الله تعالى ،بل حتى ُيقدِّم مراده على مراد الله ،وبالتالي يكون قد جعل هواه نِدّاً لله_والعياذ بالله_ فيصير عمله أو ماله أو زوجته أو ولده؛أوالموضة،أو الجمال بالنسبة للمرأة مثلا،أو غير ذلك ،مساوياًأو يسبق في الأهمية ما أراده الله تعالى منه. فإن أفاق، واستغفر،وتاب،ورتبالأولويات كما ينبغي،انتظره بالمصيدةالتالية.
3-الكبائر:يظل الشيطان يزين للمؤمن الكبائرويغريه بها ،حتى يقع فيها،ولا يشعر بالكارثة إلا بعد أنتقع،،فإن استعاذ المؤمن بالله تعالى قبل أن يقع،أو تاب(أي ندم وتوقف نوعزم على ألاَّ يعود)بعد أن وقعنفإن الشيطان لا ييأس، بل يعد له المصيدة التالية.
4-الإكثار من الصغائر:كالغيبة وعدم غض البصر عن المحرمات،وغير ذلك،بدعوى أنه مؤمن وأنه موحد ولا يقرب الكبائر وأن الله غفور رحيم،ولكن المشكلة أن هذه الصغائر تتراكم مع الوقت وتصير مع الإصرار عليها كبائر- والعياذ بالله تعالى-كما أن المؤمن لا يضمن أن فإذا استغفر المؤمن وتاب،أوحى غليه بالوقوع في المصيدة التالية.
5 -الإسراف في تضييع الوقت في اللهو المباح،وليس في المعاصي؛وهي مصيدة خبيثة وخطيرة،لأن المؤمن يكون مرتاح الضمير لأنه لا يرتكب معاصي ،ولكنه غير منتبه إلىأن الوقت هو عُمر المؤمن ،وهو رأس ماله،الذي يجب أن يغتنمه ويستثمره فيما يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة،سواء بالعمل الجاد النافع له أو لغيره؛ أو بالطاعات والتقرب إلى الله تعالى،ويترك اللهو المباح للترفيه فقطلأن الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء،والله تعالى يقول: "فإذا فَرَغتَ فانصَب"،والرسول صلى الله تعالى عليه وسلم يقول:"روِّحوا القلوب ،فإن القلوب إذا تعبت كَلَّت،وإذا كَلَّت مَلَّت" ، فلا يكون الترفيه هدفاً في حياته،وإنما عوناً له على المزيد من الطاعات ...وفي هذه الحاله فإنه يأخذ حسنات على هذا الترفيه لأنه نوى به تقوية القلب على الطاعة .
6- شغله بما هو أقل أهمية في الإسلام عن ماهو أكثر أهمية؛أي أن يقلب له الأولويات،فيظل يشغله بقضية طول الجلباب مثلاً لدى الرجال،او مقدار مسح الرأس في الوضوء،و...إلى آخر هذه الأشياء؛ والله تعالى يقول في كتابه العزيز:"واعبُدوا اللهَ ولاتُشرِكوا به شيئا،وبِالوالدين إحسانا،وبِِذي القُريى،واليتامى والمساكين،والجار الجُنُب،والصاحب بِالجَنب،وابنِ السبيل،وما مَلَكَت أيمانُكم"(النساء:36)
وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:أيُّ الأعمال أفضل،قال:"إيمان بالله ورسوله،وقيل ثم ماذا؟،قال الجهاد في سبيل الله ،قيل ثم ماذا؟ قال حِجٌ مبرور"(متَّفق عليه)
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ،قا ل قلت يا رسول الله أيُّ الأعمال أحب إلى الله ؟ قال:"الصلاة على وقتها،قلتُ ثم أي،قال بِر الوالدين،قلت ثم أيّ قال الجهاد في سبيل الله" والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"إنن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها(أي التفاهات)
والمؤمن الذكي يجب أن ينشغل بما يُكسبه قدر أكبر من الحسنات ؛ومِن ثَمَّ رضىاكبر من الله تعالى. 7- إغراء الآخرين من ضعاف النفوس بالسخرية من المؤمن والتهكُّم عليه ليصدُّوه عن سبيل الله،والنجاة من هذه المصيدة يكون بالإصرار على الطاعة والاستعانة بالله تعالى ليثبِّته،و تذكُّر قصص الأنبياء الكرام الذين نالوا في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ما لم يَنَله أحد من السخرية والإيذاء.
فاحرص أيها المؤمن ألا تقع في أيٍّ من هذه المصايد، نجَّاك الله تعالى وإيَّانا منها.
من ناحية أخرى، فإن من رحمة الله تعالى أن زوَّدنا بأسلحة وجنود تساعدنا على عدم الوقوع في هذه المصايد، وهي:
1- الاستعاذة: فالشيطان وسواس، ولكنه خنَّاس، يخنس(أي يهرب) عند الاستعاذة بالله تعالى منه، والله تعالى يقول في القرآن:"وقل ربِّ أعوذُ ِبك من هَمَزات الشياطين وأعوذُ بك ربِّ أن يَحضُرون"
2-تلاوة المعوِّذتين:أي سورتي "الفَلَق" و"الناس"صباحاً ومساءً، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عنهما :"ما تعوَّذ المتعوِّذون بمثلهما"
3-ذِكر الله : كالتسبيح ، والتهليل(قول لا إله إلا الله)، والتحميد(حمد الله)، وتلاوة القرآن...إلخ
4- تلاوة آية الكرسي: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ"
5- تلاوة سورة البقرة:لقوله صلى الله عليه وسلم:"البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة،لا يدخله الشيطان"
6- قول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك ،وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"مائة مرة، فقد قال عنها صلى الله عليه وسلم:"مَن قالها في يوم مائة مرة، كانت حِرزاً له من الشيطان سائر اليوم"
7- الوضوء: فالشيطان مخلوق من نار ، والنارلايطفئها إلا الماء.
8-غض البصر: فقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم:"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس مَن تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه"
9- صحبة المؤمنين: فالشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد،إنما يأكل الذئب من الغَنَم القاصية(أي التي تسير وحدها)
10-الصلاة : لقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد(أي إذا صلى فسجد)،إعتزل الشيطان يبكي ،ويقول:"يا ويلي أُمر ابن آدم بالسجود ، فسجد ،فله الجنة، وأُمرتُ بالسجود فعصيت، فلي النار"
11- التوبة والاستغفار: ففي الحديث القدسي يقول الشيطان:"وعِزَّتُك وجلالك،لأُغوينهم مادامت أرواحهم في أبدانهم ، فيرد الله تعالى عليه :"وعِزَّتي وجلالي،لأغفِرَنَّ لهم ماداموا يستغفرونني"
فتسلح أيها المؤمن بهذه الأسلحة ما استطعت، فإذا ضعفت قوتك،فتذكر عتاب الله تعالى لعله يوقظك: "أفَتتَّخِذونه وذُرِّيَّتِه أولياءَ مِن دوني ، وهُم لكم عدوُّ؟!!! بِئسَ للظَّالِمين بَدَلا" (الآية رقم 50- سورة الكهف)