بسم الله الرحمن الرحيم
إن للأمور الغالية عند الإنسان
والعزيزة عليه مكانة خاصة ومنزلة رفيعة
فلا يرضى أن تُمس بأي سوء
ولكن إذا فقد الرجل أعز ما يملك
وإذا فقدت المرأة أعز ما تملك
مع التقصير الكبير العظيم في حفظ هذا الشيء
فماذا سنقول عنه ؟
وماذا سنقول عنها؟
وقد لاحظت بعض الناس
قد فرطوا في أعز ما يملكون
خاصة بعض النساء
فالتفريط عندها في هذا
الأمر قد يكون سهلا هينا
أو أن الأمر لا يعنيها
مع أني أقطع أنها تتألم من الداخل
وتتقطع من الهم والحسرة
ولا أخص المرأة بالذكر
وأنسى الرجل الذي يفرط أحيانا
كما تفرط بعض النساء
بل أشد... وللأسف الشديد...
أتعلم يا أخي أعز ما تملك ما هو؟
وأتعلمين يا أختي أعز ما تملكين ما هو؟
فالجواب:
إن أعز ما يملكه الإنسان المسلم
هو عقيدته بالله تعالى ...
لا تستغرب من الأمر
فليس الأمر بهذه السهولة التي قد يظنها البعض.....
وانظر إلى قول الله تعالى
( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة )
أتعلم لماذا ؟
لأن العقيدة خُدشت ومست بسوء...
لأن التوحيد قد أصيب بخلل...
لأن الإنسان تعدى على حق الله تعالى...
ألم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم
( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا)...
وانظر إلى حال بعض الناس اليوم ...
فقد يذوب قلبك كمدا وهما وحسرة
على التساهل في هذا الأمر العظيم...
فهذا يذهب إلى الساحر الفلاني
كي يخبره عن مكان ماله الضائع...
وهذه الفتاة تصدق من يقرأ كفها ...
وهذه المرأة تسأل المشعوذ
عن محبة زوجها لها ...
وهذا الشاب يسأل المنجم
عن زواجه من فلانة هل هو ناجح أم لا ؟!
وما علم هؤلاء جميعا أن الله تعالى يقول:
( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله )
بل تجد بعض الناس
يصدق هذا الساحر أو المنجم أو الكاهن...
فتجد هذا الرجل يهتم بمعرفة برجه...
وهذه الفتاة تقول أنا سعيدة
لأني من مواليد برج كذا ...
أو هذه تذهب إلى فلان
كي يعمل لها عملا يحبب زوجها إليها...
أو العكس...
وما علم هؤلاء
أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
( من أتى كاهنا فصدقه بما قال
فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) .
أتظن أن هذا الوعيد سهل ...
وأن الأمر يسير...
ولكن كما قال الله تعالى
( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)
ولا شك أن الآية تنطبق على بعض الناس
– هداهم الله –
ومما يدمي القلب
ولكنه في نفس الأمر يضحك الثكلى ...
تعليق الخيوط والحروز والتمائم والطلاسم وغيرها ...
بل أحيانا الملح والنعل والعين الزرقاء
والكف على الكتف والعضد وعلى الرقبة...
أو على الباب أو السيارة أو غير ذلك ...
خاصة على الأطفال بزعم أنها :
تدفع العين وتحمي من الحسد
وتشفي من المرض...
أو تحمي من الجن أو تفك السحر...
ولو قرؤوا سورة الفلق لوجدوا
( من شر حاسد إلى حسد)
أي اللهم إنا نعوذ بك
من شر الحاسد والحسد...
ولو قرؤوا القرآن
لوجدوا قول الخليل عليه الصلاة والسلام
( وإذا مرضت فهو يشفين).
أي الله سبحانه لا غيره ...
وسبحان الله يترك بعض الناس التعلق بالله
ويتوجه إلى المخلوق الضعيف
يترك الخالق ويتعلق بالخيوط والملح و ...
وصدق الله تعالى
( إن الشرك لظلم عظيم)...
بل وللأسف الشديد تجد بعض الناس
تعظم القبور وتطوف حولها
وتزعم أن الميت يعلم الغيب...
وأنه الميت يغيث الناس ...
وقد جرب فلان وفلانة فشفوا من المرض عند القبر
وهذا هو عين الشرك بالله تعالى ......
حتى لو كان الميت من أصلح الناس...
فهو مخلوق والله هو الخالق...
فيا أخي المسلم علق قلبك بالله
واعلم أن الله هو الخالق الرازق
فلا تخف غير الله تعالى ...
وإذا ابتليت بعين أو حسد أو مرض
أو غير ذلك ...
فتوجه إلى الله تعالى
وتضرع بين يديه ...
وذق حلاوة التوبة ولذة المناجاة ...
وجرب طعم الدمعة إذا كانت تعظيما لله
وخوفا منه سبحانه...
واعلم أن الله تعالى قادر على كل شيء
وهو رب كل شيء
فالذي قدر عليك المرض هو الذي سيزيله
وهو الذي سيشفيك ...
ومع التعلق بالله
ابذل السبب فاذهب إلى الطبيب
وإلى المستشفى وتعالج ...
وثق تماما أن الله تعالى لن يضيعك أبدا ...
ألم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم
لابن عباس رضي الله عنه:
( احفظ الله يحفظك ...
تعرف إلى الله في الرخاء
يعرفك في الشدة...).
وقد تقول لي إني مريض وإني مهموم
وإني مغموم وإني محسود وإني وإني ...
فأذكرك يا أخي ويا أختي ...
بأننا عبيد لله تعالى ...
( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا)
واذكرك يا أخي ويا أختي
بقول الله تعالى
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
واذكرك يا أخي وأختي
بقول الله تعالى
( أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا
وهم لا يٌفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم
فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )...
إذا هل عرفتم أعز ما يملك الإنسان المسلم ..........؟
فلا تخدش عقيدتك بالله
ولو بوردة .......
والله أعلم
منقول
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة