---------------------------------------------------------------
(( هذة قصة لأحد الأخوات ))
وهي تحكيها بنفسها
---------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
من بعث رحمة للعالمين
هذه قصتى الشخصية
قد تكون قصة الكثير من الفتيات فى مثل سنى
ولكن قد تكون فيها النصيحة و العبرة فى النهاية.
قد أطيل عليكم قليلا و لكن أرجو أن تتحملونى وتقرأوا قصتى كاملة حتى يرتاح قلبى وأنعم بلذة التوبة إلى الله.
كنت فتاة فى سن صغيرة فى بلد إسلامى اسما وليس فعلا...
ولدت فى عائلة فوق متوسطة ولكن عائلة كانت تبدو بالنسبة لى عائلة جيدة من حيث المبدأ..وكما يقولون..احنا أحسن من غيرنا.
*** ***
سافرت بعيدا مع أبى وأمى بحكم عمل أبى إلى بلد شاهدت فيه النساء يضعون شيئا على وجوههم.!!!
تعجبت وأنا فى سن صغيرة جدا ..ما هذا ولماذا يخبئون أنوفهم وأفواههم؟؟؟
جائنى الرد من والديّ...
هؤلاء ياحبيبتى بدو..جهلة...وهذه عادات وتقاليد خاصة بهم وحدهم.
*** ***
عدت إلى بلدى وقد بدأت تتفتح أنوثتى...
مشيت فى شوارعها وكلى شوق لها ولأهلها ..انظر فى وجه كل من يمر بى ..وكأننى أقول لهم كم اشتقت إليكم ...
وإذا بى أرى امرأة جاهلة من البدو.
يا للعجب.!!!!!!!
ما الذى جاء بها إلى هنا .؟؟؟
ولكنها تخفى وجهها بطريقة مختلفة..؟
وسألت للمرة الثانية أهلى ...إلى اإخفاء وجهها ؟
كان الرد أغرب من المرة السابقة...
قالوا ...يمكن محروقة..!
أو فى وجهها مرض ما تخفيه عن أعين الناس التى لا ترحم.
*** ***
فارتبط فى ذهنى بأن كل امرأة تخفى وجهها ..هى امرأة محروقة..
مشوهة فى وجهها وأخذت أتصور شكلها المرعب..المخيف.
فلكما نظرت أمامى وتفاجئت بامرأة منتقبة صرخت وانفزعت.
*** ***
وفى ذات يوم صار لى ما يصير لكل بنت لكى تبدأ أولى خطوات أنوثتها الحقيقية وذهبت مسرعة إلى امى..أبكى..هدأتنى ..وقالتلى ..حبيبتى لقد بلغتى.!!!
قالت لها الفطرة التى بداخلى...وماذا عليّ أن أفعل الآن؟؟؟
كان ردها بنتهى الهدوء...لا شئ حبيبتى..لاشئ...عيشى حياتك بطبيعية وكأن شيئا لم يحدث بالمرة.!
وهكذا أخذت أذهب هنا وهناك ولا أعير أى شئ انتباها...
كل ما أفعله الإهتمام بمظهرى وبجمالى وبأناقتى ..لقد اصبحت آنسة وشابة.
*** ***
وبدأت الدراسة وبدأت أتلفت حولى وأتعرف على زميلاتى وألتقط بعض الصور لهن فى ذهنى..
فوجدت من هى تضع ما يسمونه ( إيشارب) على رأسها ..تغطى به شعرها.
فذهبت مسرعة إلى أهلى...
وقصصت عليهم ما رأيته..وسألتهم لماذا ؟..وهى مازالت صغيرة؟
رد عليا أبى...ربما ليس برأسها شعر.. أو مرض جلدى تخفيه.
وردت عليّ أمى ... ربما تعيش فى الريف ..فهم من يفعلون ذلك..
ولكن فى النهاية فهمت أن هذا العمل ليس طبيعيا ولا تتسم به من لديها شعر طويل وجميل مثل شعرى ـو من هى من ـسرة تعيش بالمدينه مثلى.
*** ***
وفى يوم فوجئت بزميلتى وصديقتى س قد جائت إلى المدرسة وهى تغطى شعرها..وهى ذات الشعر الجميل ..وتسكن معى فى نفس شارعى..
ماذا أصاب شعرها ؟..
فقالت لى أن اختها جائت لها بشريط لشيخ ما يذكرها بالحجاب.
الحجاب !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماهو الحجاب ؟؟؟
*** ***
ومن هنا ذهبت مسرعة إلى أمى وأبى أصرخ..لماذا لم تقولوا لى أن هذا ما يسمى الحجاب..
قالوا لى أن هذا الحجاب فعلا ولكن أنا مازلت صغيرة أبلغ من العمر 18 سنة فقط ولسه بدرى جدا على هذه الخطوة وإن أردت أن أخطوها فلن يجبرنى عليها اأحد ولن يقنعنى أحد.. ولكن لابد أن يكون الاقتناع نابع من داخلى.. حتى لا أعود فيها أبدا.
*** ***
فى تلك اللحظة..شعرت بأن هذه القطعة الصغيرة من القماش التى لا تتعدى الربع متر ستلفنى وتسجننى فى سجن من قضبان حديدية ولن أخرج منه أبدا..
وشعرت كم هو صعب هذا القرار ..وكأنه قرار متروك لى ولحريتى الشخصية وليس لأحد التدخل فيه.. ولا حتى بإبداء الرأى..نظرا لصعوبته والمعاناة التى سألقاها بعد ارتداء تلك القطعة من القماش فوق شعرى.
*** ***
فكرت كثيرا..وأخذت رأى كل من حولى ...
قالوا لى أهلى إن لبست الحجاب لن تداومى عليه أكثر من بضعة أيام وستخلعيه فورا...لن تتحمليه أبدا...وخصوصا مع دخولك الجامعة..وما أدراكِ ما الجامعة.
كما أن خسارة شعرك الجميل..كم ستندمى على هذه الخطوة المتسرعه.
مازال العمر أمامك...وأنت مازلت فى ريعان شبابك..عيشى أيامك..
والله لتندمى على هذه الايام.
كما أن لن يتقدم أحد إلى خطبتك وأنتى تخفين شعرك.
فسيعتقد أن براسك عيب ما تخفيه.
ترددت كثيرا.
*** ***
ولكن فى يوم استيقظت ومشيت فيه فى الشارع ولا أعرف إلى أين أذهب وماذا أريد.
و جدت نفسى أقف أمام محل لبيع الحجاب.
دخلت وكأن شيئا يدفعنى من خلفى.
فوقفت أمام صفوف الحجاب المتراصة داخل المحل وأنا فى حالة اللاوعى.
جائت لى الفتاة التى تعمل بالمحل وكأنها شعرت بما يدور برأسى.
فقالت لى كيف يمكننى أن أخدمك ؟
قلتلها...حجاب.
قالت ماذا؟
قلت لها وأنا لا أكاد أصدق نفسى أن هذا ما أريده فعلا..وأنا بكامل قواى العقلية.
أريد حجاب من فضلك.
قالت لى أى لون ..وأى نوع من القماش..وأى حجم...ووو
قلت لها ..أنا لا أعرف شيئا من هذا ..أى لون وأى حجم وأى شكل وأى قماش.
أنا أريد أن أتحجب فقط.
قالت لى الأشكال كثيرة أرجو أن تختارى ما تريدينه حسب لون ملابسك.
ملابسك ؟؟؟
تذكرت أنى ليس لدى أى ملابس تصلح للحجاب.
سألتها ..هل يجوز أن البس الحجاب على ملابس تكشف ذراعى ؟
ضحكت وقالت لى ..لا بالتأكيد.
فأخذت أتذكر وأتذكر وأتصفح كل صفحات عقلى ...هل لدى ما ألبسه فيستر ذراعى.
ليس الفكرة فى الستر..ولكن فى الحجاب..فقط
فتذكرت قميص كانت أمى تلبسه عندما تصلى كى تستر ذراعها.
قديم ...ضيق...لونه ردئ...ولكن هذا هو الحل الوحيد المتاح الآن.
اشتريت إيشارب صغييييييير جدا به ألوان كثيرة وكأنه إيشارب لمهرج بالسيرك ولكن وقتها لم أكن أفكر إلا فى أن أغطى شعرى.
*** ***
ذهبت به إلى البيت
وأطلعت الجميع عليه..وأنا فى قمة ترددى وخوفى من رد فعلهم.
وخائفة أكثر من أن يكون كلامهم صحيحا وأندم على ما أنا مقدمة عليه
ويتشمتون في عندما ألبسه وأخلعه بعد ذلك.
وعندما شاهدوا الحجاب ثاروا جميعا...
وأخذوا يكرروا ما قالوه لى من قبل لكى أتمهل فى أخذ هذا القرارالرهيب.
أشعرونى أنى مجنونة ..قد فقدت عقلها.
وفى النهاية..فهموا من أن صمتى ما هو إلا إصرار على هذه الخطوة المتهورة..فاستسلموا وهم يتأسفون على شبابى الذى ضاع بفعلتى هذه.
*** ***
فى اليوم التالى نزلت الصبح إلى درس خصوصى وأنا أرتدى القميص الساتر لذراعى وعلى شعرى الحجاب
*** ***
الروابط المفضلة