ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطواف والأخطاء القولية فيه :
الخطأ الذي يرتكبــه بعـض الطائفين فـي هــذا ،
تخصيص كــل شوط بدعاء معين لا يدعــو فيـه
بغيره ، حتى إنه إذا أتم الشوط قبل تمام الدعاء
قطعه ولو لم يبق عليه إلا كلمة واحدة ، ليأتي
بالدعاء الجديد للشوط الـذي يليه ، وإذا أتـم
الدعاء قبل تمام الشوط سكت .
ولـم يرد عــن النبــي صــلى الله عليه وسلم في
الطواف دعاء مخصص لكل شوط .
قـــال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وليس
فـيــه ـ يعني الطواف ـ ذكر محدود عــن النـبــي
صلـى الله عليــه وسلـم ، لا بأمره ، ولا بقوله ،
ولا بتعليمه ، بــل يدعـو فيــه بسائـر الأدعـيــة
الشرعية ،وما يذكره كثير من الناس من دعاء
معين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصل له .
وعلى هــذا فيدعو الطائف بمــا أحب من خيري
الدنيـا والاخــرة ، ويذكــر الله تعــالى بأي ذكــر
مشروع مــن تسبـيــح أو تحميد أو تهليل أو
تكبير أو قراءة قرآن .
ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يأخذ
هذه الأدعية المكتوبة فيدعو بها وهــو لا يعرف
معناها ، وربما يكون فيها أخطاء من الطابع أو
الناسخ تقلب المعنى رأساً عــلى عقب ، وتجعل
الدعاء للطائف دعاء عليـه ، فيدعو على نفسه
من حيث لا يشعر ،وقد سمعنا من هذا العجب
العجاب .
ولو دعا الطائف ربه بما يريده ويعرفه ، فيقصد
معناه لكان خيراً له وأنفع ، ولـرسول الله صلى
الله عليه وسلم أكثر تأسياً وأتبع .
ومــن الخطــأ الــذي يرتكبه بعــض الطائفين أن
يجتمـع جـماعة عــلى قائد يطوف بهــم ويُلقِّنهم
الدعــاء بصــوت مرتفع فيتبعه الجماعة بصوت
واحـد ، فتعلوا الأصوات ، وتحصـــل الفوضى ،
ويتشوش بقية الطائفين، فلا يدرون ما يقولون
وفي هذا إذهاب للخشوعِ، وإيذاء لعباد الله في
هذا المكان الامن .
وقــد خرج النبـي صلـى الله عليــه وسلــم عـلى
الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة ، فقــال
النبي صلى الله عليه وسلّم « كلكم يُناجي ربه،
فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن »رواه
مالك في « الموطأ » قال ابن عبدالبر : وهو
حديث صحيح .
ويا حبذا لو أن هــذا القائد إذا أقـبـل بهــم عــلى
الكعبة وقف بهم وقــال : إفعلوا كذا، قولوا كذا ،
ادعوا بمــا تحبون ، وصــار يمشي معهــم فــي
المطاف حتــى لا يخطىء منهــم أحـــد ، فطافوا
بخشوع وطمأنينة ، يدعون ربهم خوفاً وطمعاً،
وتضرعـاً وخفية بمــا يحبونه ، وما يعرفــون
معناه ويقصدونه ، وسلم الناس من أذاهم .
كتاب : أخطاء يرتكبها بعض الحجاج للشيخ محمد العثيمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروابط المفضلة