السلام عليكم
أضع بين ايديكم أخواتي ملف عبارة عن مجموعة مقالات اجتماعية / تربوية / عاطفية / نفسية
للأم
للأب
للإبن
للبنت
.
.
.
اتمنى أن تستحسنوها و تنال اعجابكم
انتظروني يوميا مع مقالة واحدة بحول الله
للبحث في شبكة لكِ النسائية:
|
السلام عليكم
أضع بين ايديكم أخواتي ملف عبارة عن مجموعة مقالات اجتماعية / تربوية / عاطفية / نفسية
للأم
للأب
للإبن
للبنت
.
.
.
اتمنى أن تستحسنوها و تنال اعجابكم
انتظروني يوميا مع مقالة واحدة بحول الله
(1) إنها الفرامل !!
حين نهم بالذهاب لمناسبة مهمة أو جميلة، ثم نسمع من قائد السيارة أن (فراملها) قد (تعطلت) قبل قليل، وأنه لم يعد يستطيع السيطرة عليها، فإننا – والعقلاء منا بالذات – سيزهدون في ذلك المشوار مع (أهميته)، لأنهم يرون حياتهم (أهم)!!
إنني يمكن أن أتحمل أن تتعطل بي السيارة، وأن أتأخر عن الوصول، لكن أن تكون بلا (فرامل)، فمعناه أنها قابلة للاصطدام بما يمكن أن يواجهها، سواء أكان جسراً أم جداراً أم سيارة، واصطدامها ذاك سيترك أثراً – ربما بالغاً – فيها، وفيمن هم داخلها. ومن هنا تأتي أهمية الفرامل.
المشكلة أن كثيرين يولون (فرامل) السيارة عناية غير عادية، فربما يستوحشون من ركوب سيارة يسمعون أن (فراملها) ضعيفة، لا متعطلة، وذلك لون من الاحتراز والحرص، لا يلامون عليه.. لكنهم يعيشون في حياتهم دون (فرامل)!!
ومن أبرز الجوانب في ذلك حالة الغضب والعصبية؛
فالإنسان الذي لا يمرّن عضلات الصبر في نفسه، والتي تمثل الفرامل، سيعطي لسانه – في مواقف الغضب- حرية (كاملة) في قذف الكلمات، غير (المفلترة)، وسينطلق في التصرف دون أدنى تفكير، وحين تنقشع سحابة الانفعال، ويكون (الاصطدام) قد وقع، ويرى (آثاره) السيئة في دنيا الواقع، ربما ندم، وقد يكون ذلك الندم شديداً، لكن ندمه ذاك لن يكون له قيمة، لأنه لم يدفعه إلى أن يعيد الاهتمام بـ(صيانة) فرامل (مركبة) ذاته، حتى لا يتكرر الموقف، ومن ثم فسيظل يتكرر عنده الندم .. ليجتمع عليه (ألم) التصرف (السيئ)، و(ألم) الندم!!
كم من الأشخاص الذين يشعرون بنشوة، وهم يرون نظرات الإعجاب – ممن حولهم – بجمالهم أو أجسامهم، أو يسمعون كلمات الإطراء بسبب وجاهتهم أو مناصبهم أو ثرائهم، ولكن ذلك كله (تذيبه) كلمة صدرت من جاهل، أو تصرف قام به أحمق، فإذا ذلك الوجه (الجميل) يبدو بصورة (موحشة)، وإذا ذاك الجاه (العريض) لم يمنح هذا الشخص إدراكاً أنه (أكبر) من أن تلفه عاصفة الغضب، بسبب مثل تلك الكلمات أو التصرفات..
ألم أقل إنها (الفرامل)!!
وهنا لا نستغرب أن يجعل المصطفى – صلى الله عليه وسلم- القوة (يقية)، ليست قوة العضلات وضخامة الجسم، ولكنها (مَلْك) النفس، وقت الغضب!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (87) رجب 1428هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
وأواصل مع الموضوع الثاني:
(2)
لا أستطيع !!
تصلني أحياناً رسائل جوال أو إيميلات تصور فيها بعض الفتيات مشكلاتهن، وعلمتني التجارب أن أحكم على (قوة) نفسية صاحبة المشكلة من قاموسها (اللغوي) .. وإذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه، فإن التقنع وراء أسماء من جنس (دموع، أنين، أحزان ...)!! يكشف غالباً عن (هشاشة) نفسية .. فكيف حين يصاحب رواية (المشكلة) – هاتفياً – نشيج وبكاء يقطع انسياب (جدول) الحديث .. أنا لا ألوم صاحبة المشكلة، وقد تكون المشكلة بالفعل قد تركت في نفسيتها آثاراً عميقة.. لكن الأيام عودتني – حين أواجه مشكلة- أن أستشعر القوة، وأتدثر بالثقة، وأنظر لبعض جوانب المشكلة (الداكنة) من زواية تبديها بلون (أقل) قتامة، ورأيت أن هذا الأمر لا يلبث أن يكون (عادة) لي بحيث يصبح قاموسي (اللغوي) إيجابياً .. وحينئذ سأسأل المستشار لا لأتخذ من كلامه (حبة بندول) تسكّن الألم ولا تجتثه، ولكن لأستفيد من تجربته في دلالتي على أفضل الطرق في التعاطي مع مشكلتي .. ثم سأكون قادرة على عرض مشكلتي بصورتها (الحقيقية)، فـ(ثوب) رأي المستشار الذي سيقدمه لي منسوج من خيوط روايتي للمشكلة .. وحين أشعر بالضعف النفسي، وأسمح لقاموس (الضعف) أن يلوّن مفرداتي لن أستطيع التخلص من إضافة (بهارات) على المشكلة ما يجعل خطوات الحل التي يقدمها المستشار هي الأخرى تتأثر بـ(نكهة) تلك البهارات!
وثمة أمر له أهميته في الموضوع، وهو أن تلك اللغة (الضعيفة) تنعكس على الجانب النفسي، ولذا لم أكن أستغرب إثر كل مكالمة أو إيميل تكون (مفرداتهما) ملونة بالضعف أن يكون الرد على ما أطرحه من اقتراحات أو خطوات كلمة:
(لا أستطيع...) !!
المستشار / د. عبد العزيز المقبل.
**
مجلة حياة العدد (69) محرم 1427هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
(3)
«لكن» البغيضة !
حين يقدر لشخص أن يعرض عليّ مشكلته ثم أنصت له.. أشعر بتفاعله الكبير، وهو ينطلق في رواية مشكلته؛ يتحدث عن البداية، ثم يستعرض المراحل التي مرت بها المشكلة، ليتوقف عند تأزم الموقف، الذي اضطره للاتصال عليّ، لأخذ الرأي.
أطرح بعض الأسئلة التي أرى أنها ربما ألقتْ أضواءً تساعدني في معرفة أفضل طرق الحل، ومع الأسئلة يزداد (تفاعل) صاحب المشكلة، فيلقي بالإجابة ربما قبل أن أنهي السؤال!
يتراءى لي – حينئذٍ – أن ذلك (التفاعل) يمثل (عمق) التعطش للحل.
أعطي صاحب المشكلة موعداً لمعاودة الاتصال، ريثما أتيح لنفسي فرصة لاستيعاب المشكلة، وفرز الحلول، وانتقاء الأفضل.
يتصل علي في الموعد المحدد، الحماس هو الحماس: هاه.. وش صار على المشكلة؟!
أتحدث عن مسوغات الحل، أعرض له بعض الحلول، ورأيي في تفضيل بعضها، ثم أؤكد على ذلك الحل المفضل، وأوضح إيجابياته بصورة أكبر.
تكون مفاجأتي حين أشعر لدى صاحبي بـ (برود)، وهو يقول – بعد نهاية كلامي -: رأيك صحيح، ولكن!
أبادر – بسرعة -: لكن ماذا؟!
يجيب: لكنك ما تعرف الظروف!
حينها أدرك أن صاحبي لا يريد الحل، وإنما يريد أن يتخذ مني (بالوناً) يفرغ فيه (هواء) همومه ثم لا شيء بعد ذلك. بل ربما أصبحت مشكلته أسلوبه الأمثل في التواصل مع الآخرين، فكيف يريد لها أن تحل؟!
كنت أجيب بأني حقيقة لا أعرف الظروف الخاصة، لكني اطلعت على مشكلات تحيط بها ظروف، أجزم أنها أصعب بكثير.. لكن أصحاب تلك المشكلات كانوا خيولاً أصيلة، لديها قدرة فائقة على القفز، وتمتلك قدراً كبيراً من الإصرار.. وحينذاك استطاعت أن توفر لنفسها الأجواء، وأن تتغلب على المشكلة.
ولو أنهم وقفوا عند (لكن) كما وقف صاحبنا، لظل (حبل) المشكلة يلتف عليهم، ويخنقهم مع مرور الوقت.. ولم ينفعهم – وقتها – أن يفلسفوا لنفسهم القعود عن العمل الإيجابي، مهما صغر، ولو ظلوا يرددون (لكن) كل لحظة!!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (72) ربيع ثاني 1427هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
جزاك الله كل الخير
وبارك الله فيك
(4)
حتى يهرب الخوف
تشكو بعض الفتيات من (محاصرة) المخاوف لها، وتشكو أخريات من (استيلاء) الوساوس عليها، وهي تمد يدها، وتجأر بصوتها طالبة المساعدة..
حقاً ليس هناك أسوأ من (الحصار) فأنت أصبحت عند أسوارك الأخيرة.. أما استيلاء (عدوك) عليك فهو مرحلة الشعور بـ(سقوط) الأسوار .. الأمر المزعج أن تلك الفتاة الشاكية هي التي أغرت عدوها بمحاصرتها، أو منحته الفرصة لهدم أسوارها؛ فهي حين عرض لها (أول) شعور بالخوف لم تستشعر القوة وتلبس (ثوب) الثقة بالله ثم بنفسها، وتنظر إلى تلك المخاوف بـ(حجمها) الطبيعي، ثم توليها ظهرها وتمضي، لتتضاءل المخاوف وتضمحل مع مسيرها في أزقة الحياة.
وإنما بدأ نظرها (يلوّن) تلك المخاوف، وبدأ تفكيرها (يضخمها)، وأوقفت سيرها، وانزوت في زاوية، بدت معها لا تنظر إلا للمخاوف، ولا تفكر إلا فيها .. الأمر الأكثر سوءاً حين يبدأ (يتأسس) لديها شعور أنها غير قادرة – وحدها – على المقاومة .. وهو ما يمنح تلك المخاوف (فرصة) عظيمة في العبث بنفسية تلك الفتاة المسكينة.
للعيادة النفسية دور جيد، وللأهل والأصدقاء دور مهمّ .. لكن ذلك كله لا يمكن أن يغني شيئاً دون شعور (جديد) بقوة الإرادة، واستمداد العون من الله، والشعور بالقدرة الذاتية على المقاومة .. حين يتعمق ذلك الشعور لدى الفتاة، وتبدأ خطواتها الأولى في تطبيقه .. ستلاحظ أن تلك المخاوف بدأت تتسابق في الهروب !!!!!!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (70) صفر 1427هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
(5)
أنا... تائهة
قالت – بنبرة حزينة - : أشعر أني تائهة.. أدركني يا دكتور!
قلت لها: هذا إحساس رائع!
دهشتْ.. أنا منذ عشر سنوات، ومركب حياتي لم يرس على شاطئ.. أعيش قلقاً يحاصرني، يكاد يخنق أنفاسي، وتقول لي: إنه إحساس رائع؟!
قلت لها: كثيرون جداً يتيهون، ففي رحلة الحياة تضيع المعالم أحياناً، ويساعد على هذا الضياع ابتعاد الأهل، أو ابتعاد الشخص عنهم، ومن هنا يفاجأ الإنسان بنفسه تائهاً.. يظل مركبه يعوم وسط (يمّ) الحياة.. تخلب نظره بعض الشطآن، فيحس بفرح غامر، ولكن قبل أن يلقي مرساته تبدو له مناظر مزعجة، أو يرى في (لغة) أهل الشاطئ ما يدعوه إلى عدم الشعور بالأمان، فيرفع مرساته ويبحر من جديد، ليتكرر المشهد ربما مرات..
بل ربما وقع الشخص في أسر (عصابات) بعض الشواطئ، وناله (أذى) قبل أن يفلت منها بصعوبة!
إن من الرائع أن يدرك الإنسان أنه (تائه)..
إنها لحظة (اليقظة) الحقيقية من (نوم) البلادة الممتد.. إن هناك من هم غارقون في (بحار) التيه إلى الآذان، وربما عرف ذلك كل من رآهم، ويبقى الواحد منهم هو الشخص (الوحيد) الذي لا يدري أنه (تائه)!!
إن من يعرف أنه تائه سيحس بقلق (إيجابي) يدفعه للبحث عن (بوصلة) يستطيع من خلالها معرفة أو تحديد (الاتجاه) الصحيح.
إن هناك ثورة داخلية يعلن عن ولادتها داخل الشخص أحياناً لتدل أن الحياة لا تزال تدبّ فيه، وإن بدت بعض أطرافه (ميتة)!
إن بداية شعوره (الحاد) بأنه (تائه) هي التي تمثل –غالباً- شعوره (الحقيقي) بالنضج؛ إذ هي (رفض) حاد لواقع (مرّ)، وتوق جارف إلى (تغييره)!!
د. عبد العزيز المقبل
**
مجلة حياة العدد (74) جمادى الآخر 1427هـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
الروابط المفضلة