كيف السبيل للدخول فى مجال الدعوة أرجوكم أفيدونى جزاكم الله عني كل خير؟ حيان - سورِّيا.


الإجابة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..

الدعوة إلى الله عز وجل هي طريق الرسل والمصلحين ، وهي من أفضل الوسائل لجمع الأجور وتكفير السيئات ، لا يصل إليها إلا من وفقه الله عز وجل . وليس كل من يدعو إلى الله مصيب في دعوته فمنهم من يدعو على جهل ومنهم من يدعو إلى عصبية ومنهم من يدعو رياء والسعيد من وفقه الله لمراده ووفقه.

أشكرك أخي الفاضل على مثل هذا السؤال الذي يدل على توفيق من الله لك واجتباء لطريقه فأكمل المسار وابذل الجهد في الوصول إلى رضا العزيز الغفار ..

ومن الأمور التي يجب أن ينتبه لها الداعية في دعوته :


1- الدعوة إلى الله على علم وبصيرة .. قال تعالى "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني". فيجب على الداعية أن يدعو إلى الله بعد أن يعلم أن ما يدعو إليه مرضي عنده. فكم رأينا ممن يظن أنه يدعو إلى الله وقد حارب الحق وأبغض العاملين به وذلك بسبب ظنه أن ما يدعو إليه هو ما يرضي الله عز وجل وقد قال تعالى "وإن الظن لا يغني من الله شيئاً" .. وكلما تعلمت شيئا ولو قليلاً أمكنك الدعوة إلى الله فيه. وينبغي الاهتمام بصحة العلم الذي تأخذه فعليك بأخذ الحديث الصحيح وترك الحديث الضعيف والبحث عن العقيدة الصحيحة وترك ما سواها وأخذ الوسائل الدعوية الصحيحة وهكذا ..

2- احرص على أن تكون قدوة .. فالدعاة العاملين بما يقولون هم أكثر الناس أتباعاً وأقربهم مصداقية عند الناس . قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" .. فينبغي أن يكون الداعية عالماً عاملاً بما يدعو إليه. وهذا يعين الداعية على ألا يكون مثالياً فلا يحمل الناس على ما لا يطيقون فضلاً عما لا طاقة له فيه.

3- البحث عن دعاة يتواصى المرء معهم .. يتواصى على الصبر والمصابرة .. يتواصون على التعلم فيتعلم معهم على يد العلماء وطلبة العلم إن وجدوا ويتعلم منهم ويعلمهم .. يتواصون على تصحيح مسارهم والنصح لبعضهم وهكذا .. فيطبقون في هذا وما سبق قوله تعالى "والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" . وعند البحث عن مثل هؤلاء يجب أن يضع المرء في ذهنه صلاحهم وجودة قدراتهم وحكمتهم حتى لا يكونوا سبباً عكسياً في أذاه وأذى الدعوة وبيئتها.

4- احرص على المتقبلين للدعوة ويمكنك معرفتهم من خلال سرعة استجابتهم وتقبلهم لأمور الدعوة ومن تطبيقهم العملي لما يدور ومن استعدادهم للتعاون في هذا الخير.

5- ابذل الجهد في التعرف على الوسائل الدعوية التي تناسب من حولك .. فالابتسامة الصادقة والكلمة المؤثرة وصناعة العلاقات وحسن التوجيه وغيرها من الوسائل التي ينبغي على الداعية التعرف عليه والبحث فيها وتربية النفس عليها حتى يصل إلى مراده من إيصال الحق إلى الآخرين.

6- إيجاد المحضن المناسب .. ففي بعض البلاد يستطيع المرء فتح مركز إسلامي أو حلقة تحفيظ أو جمعية فيدعو عدد من الناس إليها ويصنع فيها البرامج المناسبة التي تصنع دعاة المستقبل .. وفي بعض البلاد الأخرى لا يمكن ذلك فيستطيع أن يجعل من منزله ومنزل أصحابه محضناً تربوياً يتزاورون فيه ويتواصون على قراءة كتاب الله وتفسيره وقراءة شيء من السيرة أو الفقه أو العقيدة.

7- بذل الجهد في إصلاح القريبين قبل البعيدين .. وإن كان الداعية مطالب بدعوة الجميع ولكن القريبين أسهل وصولاً والتأثير عليهم أقرب والاجتماع بهم أسهل ونشر الدين بينهم أولى .. وهذا لا يمنع دعوة غيرهم والاتصال بهم ونشر الخير بينهم كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.

8- الإخلاص لله عز وجل في الدعوة إليه ليبقى لك الأجر ويطرح في عملك البركة قال تعالى "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً" فكم من عمل رأيناه ليس له تأثير في الواقع بسبب ضعف الصلة بالله عز وجل مع كثرة العمل والجهد المبذول والعكس صحيح.

9- البعد عن المصادمة فالدعوة تحتاج إلى بيئة حب وأمان .. أما المصادمة مع الخلق والتعجل في قطف الثمرة مؤدٍ إلى ضياع الطاقات وصنع الأعداء والخوف والحذر من الداعية. فعليك أخي الداعية أن تكون حماية الدعوة نصب عينيك ولو تحملت في ذلك المشاق.

10- الإيجابية والتفاؤل .. فإن المستقبل لهذا الدين كما وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي على الداعية التفاؤل والبذل الإيجابي الذي سيدعو الآخرين إلى أن يكونوا أيضاً متفائلين وإيجابيين معك وسعيدين بالنتائج ولو كانت قليلة. والعكس إنما يزرع الإحباط والتوقف.

11- عليك بالقراءة والتعلم والاستفادة من كتب الدعوة ووسائلها ومحاضراتها ومن المواقع الدعوية بالإضافة إلى كتب العلم الشرعي الصحيحة.والاستمرار على ذلك.

12- عليك بالأخلاق الحسنة حتى مع من يسيء إليك ، واظهر بالمظهر الحسن وقدم للناس الخير في القالب الذي يسعدهم وكن سريعاً فيما ينفع المجتمع وعليك بإنزال الناس منازلهم التي يقدرونك عليها وابتعد عن التكلف والتشدق وعليك باليسر والسهولة. وشارك الآخرين في أفراحهم وأتراحهم وتعرف على أقربائهم تصل إليهم من أقرب الطرق إن شاء الله تعالى.

13- عليك بالتميز في أمور حياتك كلها فقد رأينا تأثراً أكبر للمدعوين لمن كان لديهم تميزاً في أمور حياته الدنيوية والأسرية والوظيفية أكثر من الدعاة الذين لا يملكون ذلك التميز.

14- عليك أخي في الله تفعيل طاقات المدعوين والاستفادة منها فهذا يحب القصيد وهذا يجيد الخطابة وغيرهم يحب أمراً آخر فينبغي على الداعية تفعيل هذه الطاقات والاستفادة منها وإيجاد البيئة المناسبة لها.

15- تدارس مع إخوانك بين الفينة والأخرى عظم أجر الدعوة إلى الله وفضلها وسير الدعاة الأولين من الأنبياء والصحابة والمجددين لتزرع في نفسك ونفس من حولك الرغبة والحرص على الدعوة .. نسأل الله أن يحشرنا معهم في عليين.

16- احذر من الدعوة لذات النفس أو إلى عصبية ولكن ادع إلى الله عزوجل وإلى مراد الله.

17- ادع الله دائما وأبدا أن يوفقك ويوفق جميع الدعاة المسلمين لما فيه الخير والسعادة.

ننصحك أخي الحبيب في القراءة في موقع المفكرة الدعوية أو غيرها في مقالات وملفات الدعوة ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

المفكرة الدعوية الاستشارات الدعوية
www.dawahmemo.com/qa/



المصدر الاستشارات التربوية و الدعوية .