انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: أراد إفسادها فأصلحته!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2001
    الموقع
    الإمارات
    الردود
    1,824
    الجنس
    امرأة

    أراد إفسادها فأصلحته!!!

    (ملاحظة: هذه القصة نقلاً عن موقع uae4ever.net)

    ما أجمل الماضي وما أقساه! صفتان اجتمعت في ذكرى رجل واحد، صفتان متضادتان…
    أحاول أن أتذكر الماضي كي أرى طفولتي البريئة فيه، وأحاول أن أهرب منه كي لا أتذكر الشقاء الذي عشته في عنفوان شبابي.
    حين وصلت سن الخامسة عشرة كنت في أشد الصراع مع طريقين -طريق الخير وطريق الشر- لكن من سوء حظي أنني اخترت طريق الشر! فقلدتني الشياطين أغلى وسام لديها، وصرت تبعاً لها، بل لم تمض أيامٌ حتى تمردّت عليها فأصبحت هي التابعة لي، فأخذت مسلك الشر واستسقيت من مناهله المرة حتى أصبح اسمي علماً من أعلام الغواية والضلال.
    يوماً استرعى انتباهي فتاة في الحي الذي أسكنه. كانت كثيراً ما تنظر إليّ نظرة لم أعي معناها! لم تكن نظرة عشق أو غرام! وتغلغلت في أفكاري تلك النظرات التي استوقفتني كثيراً، حتى هممت أن أضع شراكي على تلك الفتاة.
    بعد فترة أخذت منظومة شعرية (منظومة عشق) وأرسلتها لها، لكن لم أجد منها رد ولا تجاوب. أخذتني بعدها العزة بالإثم لأغوين تلك الفتاة شاءت أم أبت، فكتبت فيها قصيدةً شعرية من غير ذكر اسم لها حتى وصلها الخبر بذلك، لكنها لم تقل شيئاً.
    ذات ليلة وبينما أنا عائد إلى منزلي الساعة الرابعة فجراً -مستخفي بالنهار وسارب بالليل- وجدت عند باب بيتي كتاب عن الأذكار النبوية، فاحمر وجهي واستحضرت جميع إرادات الشر التي بداخلي خاصة حين عرفت أن التي أرسلته لي هي تلك الفتاة. هي قد أعلنت حرباً معي، ففكرت وقتها أن أكتب قصيدة عن واقعة حب بيني وبينها وأنشرها بالحي لأخدش شرفها.
    وجلست أستوحي ما تمليه الشياطين علي من ذلك الوحي الشعري، ففرغت من قصيدتي تلك وأرسلتها إلى دارها مهدداً إياها بنشرها لدى كافة معارفها. وجاءني الرسول الذي بعثت معه القصيدة بتمرات! وقال لي إن الفتاة صائمة اليوم وهي على وشك الإفطار، وقد أرسلت هذه التمرات هديةً منها لك على قصيدتك، وتقول إنها ستدعو الله لك بالهداية ساعة الإفطار.
    أخذت تلك التمرات وألقيتها أرضاً، واحمرت عيناي شراً وتوعدتها بالانتقام عاجلاً أم آجلاً، ولن أدعها على طريق الخير أبداً ما حييت. أخذت أتصيد فترات روحاتها وغدواتها للمسجد لألقي عبارات السخرية والاستهزاء عليها. كن من معها من البنات يضحكن عليها أشد الضحك، ومع ذلك لم تحرك تلك الاستهزاءات ساكناً فيها.
    مرت الأيام ورأيت فشل محاولاتي في إضلال تلك الفتاة، لكنها استمرت بإرسال كتيبات دينية لي، وكل يوم اثنين وخميس (الأيام التي كانت تصوم فيهما) ترسل التمر لي، ولسان حالها يقول أنها قد انتصرت عليّ. هذا ما كنت أظنه من تصرفاتها تلك.
    ما هي إلا أِشهر حتى سافرت خارج البلاد باحثاً عن السعادة واللذات الدنيوية التي لم أجدها في بلدي، ومكثت قرابة أربعة أشهر. كنت خارج بلدي منشغل الفكر بتلك الفتاة. كيف نجت من جميع الخطط التي وضعتها لها.
    فكرت أن أبدأ معها المشوار مرة أخرى بأسلوب أكثر خبثاً ودهاءً كي أردّها عن تدينها وأجعلها تسير على درب الشر فور وصولي. وجاء يوم الرحلة والرجوع لبلدي.كان يوم خميس، وهو من الأيام التي كانت تصومه تلك الفتاة. حين قُدّمت لنا القهوة والتمر في الطائرة شربت القهوة أمّا التمر فألقيت به (لقد ذكّرني بها).
    هبطت الطائرة بمطار المدينة التي أسكن بها في الواحدة ظهراً، وركبت سيارة الأجرة متوجهاً لمنزلي. هناك زارني أصدقائي فور وصولي، وكلاً منهم قد حصل على هديته مني. كانت هداياي خبيثة، أمّا أكبرها قيمة وأعظمها شراً فقد خصصتها لتلك الفتاة كي أرسلها لها، وأرى ما تفعله بعد ذلك.
    وخرجت ذاهباً لأتصيد الفتاة عند مقربةٍ من المسجد قبل صلاة المغرب، فهي حريصةً على أداء الصلاة في المسجد (كان بالمسجد جمعية نسائية لتحفيظ القرآن).
    أذّن المغرب… وفرغ من الأذان… وجاء وقت الإقامة… ولم ألمح الفتاة!!! استغربت، وقلت في نفسي قد تكون الفتاة تغيرت أثناء سفري وهجرت المسجد وتخلت عن تدينها. فعدت منزلي، وكلّي أمل أن تكون توقعاتي في محلها، وبينما كنت أقلّب كتبي وجدت مصحفاً مكتوب عليه:
    "إهداء إليك لعل الله يهديك إلى صراطه المستقيم"
    التوقيع / اسم الفتاة…
    فأبعدته عني، وسألت الخادمة:
    - من أحضر هذا المصحف إلى هنا؟!
    لم تجبني.
    خرجت في يومي الثاني منتظراً الفتاة عند باب المسجد ومعي المصحف كي أسلمها إياه، وأقول لها أني لست بحاجةٍ إليه، كما أني سوف أبعدها عنه قريباً.
    وانتظرت الفتاة عند المسجد ولكن لم تأتي. وطال انتظاري عدة أيام لكن دون فائدة لم أرها. فذهبت إلى مقربة من منزلها، وسألت أحد الصبية الصغار الذين كانوا يلعبون مع أخوة تلك الفتاة، فسألتهم:
    - هل فلانة موجودة؟
    فقالوا لي: ولماذا هذا السؤال؟! ألست من هذا الحي؟!
    قلت: بلى… ولكن لدي رسالة من صديقة لها كنت أود أن تذهبوا بها لها. فقالوا لي إن من تسأل عنها قد توفاها الله وهي ساجدة تصلي بالمسجد قبل أكثر من شهرين!!.
    عندها لا أذكر ما الذي أصابني فقد أخذت الدنيا تدور بي وأوشكت أن أقع أرضاً… رق قلبي وأخذ الدمع من عيني يسيل!! عيناي التي لم تعرف الدمع دهراً سالت منها تلك الدموع بغزارة!! ولكن لماذا كل هذا الحزن؟! أمن أجل موتها وحسن خاتمتها؟! أم من أجل شيء آخر؟! لم أستطع أن أجد سبباً أو تفسيراً لذلك الحزن الشديد الذي تملّكني فجأة.
    عدت لمنزلي سيراً على الأقدام وأنا هائم لا أدري أين هي وجهتي؟! وإلى أين أنا ذاهب؟! جلست أطرق باب منزلي بينما مفتاح الباب بداخل جيبي!! لقد نسيت كل شيء نسيت من أنا!! أصبحت أتذكر نظرات تلك الفتاة… بت أراها في كل مكان تلاحقني، وأيقنت بعدها أنها لم تكن نظرات خبث أو أي شيء آخر. لقد كانت نظرات شفقة ورحمة عليّ. كانت تتمنى أن أبتعد عن طريق الشر.
    المصحف الذي أهدتني إياها لا يزال معي. صرت أقبله وأبكي وقمت كي أتوضأ وأصلي لكني سقطت، وكلّما حاولت أن أقوم أسقط. لم أكن أصلي طوال عمري. حاولت جاهداً فأعانني الله حين نطقت باسمه. بكيت ودعوت الله أن يسامحني ويرحم تلك الفتاة رحمةً واسعة من عنده.
    بعدها اعتزلت أهلي والناس جميعاً أكثر من سنة وسكنت بعيداً عن ذلك الحي وتغير حالي. خيالها لا يفارقني حتى في وحدتي. أصبحت أراها وهي ذاهبة للمسجد وحين تعود.
    حاول الكثير من أصدقائي أن يعرفوا سبب بعدي عن المجتمع و رغبتي في العيش وحيداً لكن لم أخبرهم السبب.
    ويحي… تلك الفتاة كنت أسعى لإفسادها وهي كانت دائماً تسعى لإصلاحي. تمنيت لو أنها لم تمت كي تراني أسير على طريق الاستقامة، لكن لا راد لقضاء الله.
    أصبحت دوماً أدعو لها وأسأل الله لها الرحمة، وأن يجمعني بها في مستقر رحمته وأن يحشرني معها ومع عباده الصالحين.
    الصور المرفقة الصور المرفقة  

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الموقع
    in somewhere
    الردود
    22
    الجنس
    قصة مؤثرة وتمس المشاعر...
    جزاك الله خيراً ..

مواضيع مشابهه

  1. أردت إفسادها فأنقذتني
    بواسطة جبلية في الملتقى الحواري
    الردود: 51
    اخر موضوع: 26-07-2009, 03:44 AM
  2. لمن أراد نشر الخير
    بواسطة JOJO-2003 في ركن الكمبيوتر والإنترنت والتجارب
    الردود: 8
    اخر موضوع: 23-01-2004, 05:17 AM
  3. أراد الله شراً ........بمن أراد بنا الشر
    بواسطة مـiـى في الملتقى الحواري
    الردود: 5
    اخر موضوع: 10-01-2004, 08:39 PM
  4. أردت إفسادها فأنقذتني(قصة مؤثرة جداً)
    بواسطة الأسير في فيض القلم
    الردود: 14
    اخر موضوع: 19-04-2003, 08:39 AM
  5. اراد افسادها فأصلحته
    بواسطة مزاجيه في الملتقى الحواري
    الردود: 3
    اخر موضوع: 25-06-2001, 11:52 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ