انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: [مهم] تفسير (لا إله إلا الله) للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الردود
    120
    الجنس
    أنثى

    flower2 [مهم] تفسير (لا إله إلا الله) للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-

    ( تفسير لا إله إلا الله )



    للشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-

    * . * . * . *


    ((( لا إله إلا الله هذه هي كلمة التوحيد،
    وهي مشتملة من -حيث الألفاظ- على أربعة ألفاظ :




    الأول : "لا"

    الثاني "إله"
    الثالث "إلا"
    الرابع لفظ الجلالة (الله) .

    أما لا :


    هنا فهي النافية للجنس تنفى جنس استحقاق الألوهية عن أحد إلا الله -جل وعلا- يعني في هذا السياق وإذا أتى بعد النفي "إلا" وهي أداة الاستثناء صارت تفيد معنى زائدا وهو الحصر والقصر، فيكون المعنى الإلهية الحقة أو الإله الحق هو الله، بالحصر والقصر ليس ثم إله حق إلا هو دون من سواه .

    *وكلمة (إلـه) :


    فِعَال يعني من جهة الوزن فعال، قالوا : فعال تأتى أحيانا بمعنى فاعل، وتأتى أحيانا بمعنى مفعول، وننظر هنا فنجد أن كلمة أله في اللغة بمعنى عبد، وقال بعض اللغويين : أله يأله إذا تحير، أله فلان يأله أو تأله إذا تحير، وسمي الإله عندهم إلها؛ لأن الألباب تحيرت في كنه وصفه، وكنه حقيقته .

    وهذا القول ليس بجيد، بل الصواب أن كلمة إله فعال بمعنى مفعول وهو المعبود، فإله معناها معبود ويدل على ذلك ما جاء في قراءة ابن عباس أنه قرأ في سورة الأعراف : " أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وإلهتك " .

    كان ابن عباس يقرأها هكذا "ويذرك وإلهتك" قال: لأن فرعون كان يُعْبَد ولم يكن يَعْبُد، فصوب القراءة بـ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ يعني وعبادتك، وقراءتنا وهي قراءة السبعة وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ يعني المتقدمين، فهذا معناه أن ابن عباس فهم من الإلهة معنى العبادة، قد قال الراجز في شعره المعروف الذي ذكرته لكم من قبل :

    لله در الغانيات المده ... سـبحن واسترجعن من تأله
    يعني : من عبادتي .

    فإذن يكون الإله هو المعبود لا إله يعني لا معبود إلا الله هنا لا معبود، لا النافية للجنس -كما تعلمون- تحتاج إلى اسم وخبر؛ لأنها تعمل عمل "إن" جعل لا في نكرة، فأين خبر لا النافية للجنس؟

    كثير من الناس من المنتسبين للعلم قدروا الخبر لا إله موجود إلا الله .

    وهذا يحتاج إلى مقدمة قبله، وهو أن المتكلمين والأشاعرة والمعتزلة ومن ورثوا علوم اليونان قالوا :
    إن كلمة إله هي بمعنى فاعل؛ لأن فعال تأتي بمعنى مفعول أو فاعل .

    فقالوا : هي بمعنى أله، والإله هو القادر ففسروا الإله بأنه القادر على الاختراع، ولهذا تجد في عقائد الأشاعرة ما هو مسطور في شرح العقيدة السنوسية التي تسمى عندهم بـ "أم البراهين" قال ما نصه فيها: " الإله هو المستغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه، قال: فمعنى لا إله إلا الله: لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا إليه كل ما عداه إلا الله، ففسروا الإله الألوهية بالربوبية، وفسروا الإله بالقادر على الاختراع أو بالمستغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه.

    وبالتالي يقدرون الخبر موجود، لا إله موجود، يعني: لا قادر على الاختراع والخلق موجود إلا الله، لا مستغنيا عما سواه، ولا مفتقرا إليه كل ما عداه موجود إلا الله؛ لأن الخلق جميعا محتاجون إلى غيرهم، وهذا الذي قالوه هو الذي فتح باب الشرك في المسلمين؛ لأنهم ظنوا أن التوحيد هو إفراد الله بالربوبية؛ فإذا اعتقد أن القادر على الاختراع هو الله وحده صار موحدا، إذا اعتقد أن المستغني عما سواه، والمفتقر إليه كل من عداه هو الله وحده صار عندهم موحدا.

    وهذا من أبطل الباطل أين حال مشركي قريش الذين قال الله -جل وعلا- فيهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ وفي آية أخرى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ونحو ذلك من الآيات وهي كثيرة كقوله: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ الآيات من سورة يونس.

    وهذا معلوم أن مشركي قريش لم يكونوا ينازعون في الربوبية، فإذن صارت هذه الكلمة دالة على غير ما أراد أولئك، وهو ما ذكرناه آنفا من أن معنى لا إله يعني: لا معبود، فيكون الخبر إما أن يكون تقديره موجود، فيكون المعنى: لا معبود موجود إلا الله، وهذا باطل؛ لأننا نرى أن المعبودات كثيرة قد قال جل وعلا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ مخبرا عن قول الكفار أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا فالمعبودات كثيرة والمعبودات موجودة .

    فإذن تقدير الخبر بموجود غلط، ومن المعلوم أن المتقرر في علم العربية أن خبر لا النافية للجنس يكثر حذفُه في لغة العرب، وفي نصوص الكتاب والسنة؛ ذلك أن خبر لا النافية للجنس يحذف إذا كان المقام يدل عليه، وإذا كان السامع يعلم ما المقصود من ذلك .
    وقد قال ابن مالك في آخر باب لا النافية للجنس حينما ساق هذه المسألة :

    وشاع في ذا الباب. .......
    يعني باب لا النافية للجنس :

    وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر ... إذا المــراد مـع سـقوطه ظهـر

    إذا ظهر المراد مع حذف الخبر فإنك تحذف الخبر؛ لأن الكلام الأنسب أن يكون مختصرا كما قال -عليه الصلاة والسلام-: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول .

    أين الخبر؟ كلها محذوفات؛ لأنها معلومة لدى السامع؛ إذن فالخبر هنا معلوم، وهو أنه ليس الخبر موجودا، يعني يقدر بموجود؛ لأن الآلهة التي عبدت مع الله موجودة، فيقدر الخبر بقولك بحق، أو حق لا إله بحق يعني لا معبود بحق أو لا معبود حق إلا الله.

    إن قدرت الظرف فلا بأس، أو قدرت كلمة مفردة حق لا بأس، لا معبود حق إلا الله، هذا معنى كلمة التوحيد فيكون إذن كل من عُبِدَ غير الله -جل وعلا- عُبِدَ نعم، ولكن هل عبد بالحق أم عبد بالباطل، والظلم والطغيان والتعدي عبد بالباطل، والظلم والطغيان والتعدي، وهذا يفهمه العربي من سماع كلمة لا إله إلا الله .

    ولهذا بئس قوم كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-:

    بئس قومٍ أبو جهل أعلم منهم بلا إله إلا الله، يفهم هذه الكلمة وأبى أن يقولها، ولو كانت كما يزعم كثير من أهل هذا العصر وما قبله لقالوها بسهولة، ولم يدروا ما تحتها من المعاني لكن يعلم أن معناها لا معبود حق إلا الله، وأن عبادة غيره إنما هي بالظلم، ولن يقر بالظلم على نفسه وبالبغي، ولم يقر بأنه باغٍ متعد، وبالتعدي والعدوان، وهذا هو حقيقة معنى لا إله إلا الله، وفيها الجمع بين النفي والإثبات ، كما سيأتي في بيان آية الزخرف: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ .

    ....

    قال -رحمه الله- وقوله: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ .

    وجه الاستدلال من هذه الآية في قوله: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي هذه الجملة فيها البراءة وفيها الإثبات .

    البراءة مما يعبدون قال: بعض أهل العلم تبرأ من العبادة ومن المعبودين قبل أن يتبرأ من العابدين لأنه إذا تبرأ من أولئك فقد بلغ به الحنق والكراهة والبغضاء، والكفر بتلك العبادة مبلغها الأعظم.

    وقد جاء تفصيل ذلك في آية الممتحنة كما هو معلوم. إذن مناسبة هذه الآية للباب أن قوله: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي اشتملت على نفي وإثبات فهي مساوية لكلمة التوحيد بل هي دلالة كلمة التوحيد ففي هذه الآية تفسير شهادة أن لا إله إلا الله؛ ولهذا قال -جل وعلا- بعدها: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ما هذه الكلمة؟ هي قول لا إله إلا الله كما عليه تفاسير السلف.

    فإذن قوله جل وعلا: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ هذا فيه النفي الذي نعلمه من قوله "لا إله" فتفسير شهادة أن لا إله إلا الله في هذه الآية "لا إله" معناها أنني براء مما تعبدون "إلا الله" معناها إلا الذي فطرني.

    فإذن في آية الزخرف هذه أن إبراهيم -عليه السلام- شرح لهم معنى كلمة التوحيد بقوله: إنني براء مما تعبدون، والبراءة هي الكفر والبغضاء، والمعاداة تبرأ من عبادة غير الله إذا أبغضها وكفر بها وعاداها، وهذه لا بد منها، لا يصح إسلام أحد حتى تقوم هذه البراءة في قلبه؛ لأنه إن لم تكن هذه البراءة في قلبه، فلا يكون موحدا، البراءة هي أن يكون مبغضا لعبادة غير الله، كافرا بعبادة غير الله، معاديا لعبادة غير الله .

    كما قال هنا: إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ أما البراءة من العابدين فإنها من اللوازم، وليست من أصل كلمة التوحيد، البراءة من العابدين فقد يعادي، وقد لا يعادي، وهذه لها مقامات منها ما هو مُكَفِّر، ومنها ما هو نوع موالاة، ولا يصل بصاحبه إلى الكفر.

    إذن تَحَصَّل لك أن البراءة التي هي مضمَّنَة في النفي "لا إله" بغض لعبادة غير الله، وكفر بعبادة غير الله، وعداوة لعبادة غير الله.

    وهذا القدر لا يستقيم إسلام أحد حتى يكون في قلبه ذلك .

    قال: إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي وهذا استثناء كما هو الاستثناء في كلمة التوحيد لا إله إلا الله، قال بعض أهل العلم: قال إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي ذكر الفطر دون غيره؛ لأن في ذلك التذكير بأنه إنما يستحق العبادة مَن فَطَرَ، أما من لم يفطر، ولم يخلق شيئا فإنه لا يستحق شيئا من العبادة. )))


    نقلته لكم من
    شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ
    باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

    وهذا رابط الكتاب الإلكتروني :
    http://www.islamspirit.com/ebooks_c_bok_0052.php


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الردود
    16
    الجنس
    أنثى
    الله يجزاك الجنة
    يسلمووووو

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الردود
    120
    الجنس
    أنثى
    اللهم آمين وإياكِ أختي الكريمة ،، حياكِ الباري

مواضيع مشابهه

  1. حكم استعمال زيت الحشيش للشيخ صالح الفوزان حفظه الله
    بواسطة لك الله في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 2
    اخر موضوع: 03-05-2008, 05:59 PM
  2. الردود: 12
    اخر موضوع: 17-03-2008, 11:23 PM
  3. صفحات للشيخ صالح المغامسي حفظه الله
    بواسطة العمارية في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 09-12-2007, 09:31 AM
  4. التفصيل في حكم عمليات التجميل للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
    بواسطة لك الله في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 3
    اخر موضوع: 24-02-2006, 02:25 AM
  5. التواضع / للشيخ أيمن سامي - حفظه الله -
    بواسطة خادمة الإسلام في ركن الصوتيات والمرئيات
    الردود: 0
    اخر موضوع: 14-07-2005, 08:15 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ